نظمت المديرية الإقليمية لوكالة المياه والغابات بالناظور، أمس الأحد، حملة تحسيسية بمناسبة اليوم الوطني للتحسيس ضد الحرائق الغابوية، بالموقع الترفيهي لكوروكو، وبني انصار، ورأس الماء، وأولاد داوود ازخانين، وقرية أركمان، وسوق الأحد بالعروي، لفائدة ساكنة الإقليم، وهيئات المجتمع المدني، ورواد الفضاءات الترفيهية والغابوية والعمومية، وتلاميذ المدارس، والمصطافين، والساكنة القروية، والفلاحين، وجمعيات القنص، وذلك لتجنب الحرائق.
وتأتي هذه الحملة، حسب بلاغ للمديرية الإقليمية لوكالة المياه والغابات، توصلت “بناصا” بنسخة منه، يأتي ذلك تفعيلا للإستراتيجية الوطنية لغابات المغرب 2020-2030 التي أعطى انطلاقتها محمد السادس، في فبراير 2020، والتي تشكل نقطة تحول مهمة في تدبير الغابات بالمغرب وتضع في صلب اهتماماتها المواطن وعلاقته بالمنظومات الطبيعية والغابوية من خلال التأسيس لمقاربة تشاركية من أجل التدبير المشترك والمعقلن لتكريس الحكامة الجيدة المنشودة.
وقالت مديرية وكالة المياه والغابات بإقليم الناظور، في بلاغ توصلت “بناصا” بنسخة منه، إن تخصيص اليوم الوطني التحسيسي ضد الحرائق الغابوية الذي يصادف 21 مايو، يعتبر “فرصة للوقوف جميعا في الميدان، كل في مجال اختصاصه وتدخله من سلطات إقليمية ومحلية، جماعات محلية، مؤسسات عمومية وأمنية، وهيئات المجتمع المدني وكذا المنابر الإعلامية الوطنية والمحلية، للتحسيس ضد الحرائق الغابوية والتحذير أيضا بالمخاطر التي تهدد المنظومات البيئية نتيجة استفحال هذه الكارثة وتأثيرها السلبي على الموروث الوطني الغابوي”.
وأضاف البلاغ “هذه الوقفة تشكل أيضا فرصة للتذكير بالأخطار التي تحدق بالساكنة المجاورة للغابات وممتلكاتها عند نشوب الحريق، ولدق ناقوس الخطر حيال الإمكانات المهمة التي يتم تسخيرها خلال إخماد الحرائق الغابوية من موارد بشرية، وسائل مادية ولوجستيكية ، وكذا التأثير السلبي على الثروة النباتية والحيوانية التي تعتبر رأسمال وطني يجب المحافظة عليه والسهر على ديمومته للأجيال اللاحقة والمتعاقبة”.
وتابعت: “هي فرصة أيضا للتذكير بأهمية المجال الغابوي وأدواره ووظائفه السوسيواقتصادية، البيئية والترفيهية وكذا الأخطار التي تهدده والتنبيه بالأسباب والعوامل المباشرة المسببة للحرائق والتي في مجملها بشرية نتيجة للإهمال واللامبالاة والسلوك السلبي عند البعض في الاستخدامات الخاطئة للنار يكون من المكن تجنبها لتفادي كل العواقب الوخيمة”.
أوضحت أن “المجال الغابوي بالمغرب بصة عامة وإقليم الناظور بصفة يعتبر فضاءا طبيعيا مفتوحا، و يتعرض لعدة ضغوطات تؤثر سلبا على أدواره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية”. وتابعت “حيث ينتج عن هذا الضغط زيادة خطر اندلاع الحرائق، خاصة وأن الغابات المغربية، مثل نظيراتها في البحر الأبيض المتوسط، تتميز بقابلية اشتعال مرتفعة خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء وشدة الرياح الجافة والساخنة من نوع شرقي”.
واسترسلت: “على سبيل التذكير فالمجال الغابوي بإقليم الناظور تناهز مساحته 72000 هكتار يمثل 23% من المساحة الترابية للإقليم يتشكل من المنظومات الطبيعية من صنف الأعشاب كإكليل الجبل، الحلفاء، العرعار وكذا الصنوبريات”، مردفةً: “هذا المجال يوفر خمس (05) مواقع ذات أهمية إيكولوجية وبيولوجية أربع منها مصنفة ضمن لائحة المعاهدة الدولية “رامسار” وهي الفرشات الثلاث، صبخة بوعرك (بحيرة الناضور أو مارشيكا) مصب ملوية، وسد محمد الخامس، بالإضافة الى موقع كوروكو، مما يجعلها تتعرض سنويا لأخطار نشوب الحرائق نظرا لقابلية أصنافها المرتفعة للاشتعال”.
وفي هذا الإطار، يتابع البلاغ، “ومن خلال الدروس والعبر المستقاة من الإحصائيات والتجارب السابقة التي راكمها مختلف المتدخلين في الميدان تم خلال سنة 2022؛ على صعيد بلدان البحر الابيض المتوسط: ساهمت الظروف المناخية والجوية الاستثنائية في نشوب وانتشار حرائق مهولة. فحسب ما ورد بالنظام المعلوماتي الاوروبي لحرائق الغاباتEFFIS، فقد قدرت المساحات المتضررة بكل من إسبانيا بـــ 288086 هكتار، والبرتغال ب90158 هكتار وفرنسا ب62154، وإيطاليا ب47228 هكتار، وأخيرا الجزائر بمساحة تقدر ب47170”.
وأشار إلى أنه على الصعيد الوطني “تم إخماد 499 حريق بمساحة إجمالية تقدر ب 22762 هكتار. وبالاعتماد على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحريق، في الموسم الفارط تأتي جهة طنجة تطوان- الحسيمة في مقدمة المناطق المتضررة من الحريق ب188حريقا، أتت على18704 هكتار، تليها جهة فاس –مكناس ب99 حريقا اجتاحت 1775 هكتار من المساحة الغابوية. ويفسر هذا التوزيع بالكثافة العالية للغطاء الغابوي بهذه المناطق، والظروف المناخية الجافة خلال موسم الصيف، وكذلك ارتفاع الضغط البشري على الموارد الغابوية”، مسترسلةً: “بالنسبة للمغرب، وعلى الرغم من النتائج الاستثنائية المسجلة خلال موسم 2022 بالمقارنة بالسنوات السابقة، فإن سياسة الوقاية من الحرائق ومكافحتها، المعتمدة من طرف جميع الشركاء المعنيين، وخاصة وزارة الداخلية والوكالة الوطنية للمياه والغابات والسلطات المحلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات الملكية الجوية والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة، ساهمت بشكل كبير في التقليل والحد من الأضرار والخسائر الاجتماعية والبيئية المحتملة”.
وعلى الصعيد الجهوي للجهة الشرقية، يقول البلاغ: “يبقى إقليم الناظور هو الأعلى من حيث عدد الحرائق المسجلة (21) متبوع بجرسيف (10)، جرادة (4)، بركان (4) وجدة (3) فكيك (3) الدريوش (1) ثم تاوريرت (1)، أما من حيث المساحة المتضررة، نجد كرسيف (306 هكتار)، جرادة (118 هكتار)، الناظور (28 هكتار)، الدريوش (6 هكتار)، فكيك (2 هكتار) بركان (1.46 هكتار) ثم وجدة وتاوريرت بأقل من هكتار”.
وللإشارة، يسترسل البلاغ: “على صعيد إقليم الناظور لم تعد الحرائق تقتصر على موسم الصيف، بل هي على طول السنة حيث منذ مطلع سنة 2023 تم تسجيل الى غاية يوم 21/05/2023 ما يناهز 14 حريق تسببت في تضرر حوالي 27 هكتار من المجال الغابوي وهي حرائق لا تقتصر على فترات الدروة بل يتم تسجيلها في أوقات متأخرة من الليل أو مبكرة، مما استوجب على شبكة الرصد والإنذار أن تشتغل على أعلى مستوى منذ بداية السنة وكذا مضاعفة الجهود بين مختلف المتدخلين وجميع الشركاء المعنيين من خلال إعداد المخطط الإقليمي للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية لسنة 2023 الذي يحدد بشكل مضبوط بالتدابير المتخذة والواجب اتخاذها من أجل الوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية من طرف جميع الشركاء والمتدخلين”.
تعليقات الزوار ( 0 )