يبدو أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب في تجاوز حالة الرّكود التي تعرفها العلاقات الثنائية مع المغرب، من خلال وقف تصعيدها ضد الفلسطينيين، الذي يعتبر السبب الرئيسي لـ”خفوت التطبيع”.
ظهر هذا الأمر جلياً، من خلال لجوء وزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى دعوة وفد من الصحافيين المغاربة مكون من حوالي 20 شخصا، لزيارة تل أبيب، بهدف منح دفعة لـ”اتفاقيات إبراهيم”.
دعوة من إسرائيل.. لمنح دفعة لـ”التطبيع”
وكشف موقع “مغرب إنتلجنس”، أن إسرائيل، قامت بدعوة وفد كبير من الصحافيين المغاربة، من أجل الذهاب في رحلة إلى تل أبيب، بغية منج دفعة جديدة إلى اتفاقيات التطبيع.
ونقل الموقع الفرنسي عن مصادره، أن هذا الوفد الذي يمثل عددا من وسائل الإعلام المغربية، موجود في إسرائيل منذ مساء السبت، حيث توجه إليها على متن رحلة عبر الخطوط الملكية المغربية.
الأهداف المعلنة وراء “رحلة الـ20”
وأضاف المصدر، أن برنامج الرحلة يمتد لأسبوع، حيث سيجري الصحافيون لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، خاصة مع ممثلين عن العديد من الشركات الإسرائيلية النشطة في ميدان التكنولوجيا الفائقة، والمهتمين بالاستثمار في المغرب.
ويُظهر هذا البرنامج، أن هناك مساعي جديدة من طرف الحكومة الإسرائيلية، لتوسيع استثماراتها في المجال الإعلامي في المغرب، بعدما تمكنت بالفعل من الحصول على حصص مهمة، في بعض الجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية.
وأوضح الموقع، أن هذه الرحلة، التي تعتبر الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم، أعدها الدبلوماسي إيال دافيد، الرجل الثاني في مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط.
أهداف غير معلنة.. شكوك كثيرة تطفو فوق الماء
ورغم أن “مغرب إنتلجنس”، حصر أهداف الرحلة في الاستثمار، إلا أن هناك الكثير من الشكوك بخصوص سعي الحكومة الإسرائيلية، إلى الالتفاف على الغضب المغربي من التّصعيد ضد الفلسطينيين، من خلال “الصحافة”.
ويرى متابعون أن الأهداف غير المعلنة وراء “رحلة الـ 20″، تكمن في سعي نتنياهو، لتخفيف حدة الأزمة من خلال نقل “مغلوط” لما يقع على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحسب مراقبين، فإن إسرائيل تسعى أيضا، إلى توفير بيئة صحفية مناسبة، تمهيداً لـ”اعترافها” المرتقب بمغربية الصحراء، من أجل منح القرار صدى “كبيرا جدّاً” ليُغطي على كافة التجاوزات الأخرى لتل أبيب.
رحلة مدفوعة التّكاليف بالكامل
واسترسل “مغرب إنتلجنس”، أن وفد الصحافيين المغاربة، لن يصرف أي درهم من جيبه، حيث غطّت وزارة الخارجية الإسرائيلية، كافة النفقات المتعلقة بالرحلة، من تذاكر سفر وإيواء وغيرها.
وتعيش العلاقات المغربية الإسرائيلية، واحدة من أسوأ مراحلها منذ استئنافها في دجنبر 2020، بسبب سياسة حكومة بنيامين نتنياهو، ضد الشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية.
أزمة مغربية إسرائيلية منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة
وبسبب هذا التصعيد الإسرائيلي، لم يهنئ المغرب، نتنياهو، على عودته إلى رئاسة الحكومة، كما لم يدن عدداً من العمليات التي نفذها الفلسطينيون، بل ألقى باللائمة، فيما يقع، على تل أبيب صراحةً.
ورغم أن هذه الأزمة ظلت صامتة في الغالب، إلا أن تأجيل المغرب لقمة النقب، التي كان من المنتظر أن تجمع، بالمملكة، وزراء خارجية الدول الموقعة على اتفاقيات التطبيع، شهر مارس الماضي، كشفها.
المغرب يتحدث صراحةً عن “الأزمة”
ومؤخرا، ربط المغرب صراحة، بين إقامة قمة النقب، و”السياق السياسي”، حيث قال إنه مستعد لاحتضان النسخة الثانية منها، خلال الدخول المقبل، في حال كان “السياق السياسي مواتياً”.
وقال بوريطة: “نأمل في أن يكون السياق ملائما لعقد هذا الحدث الهام من جهة، وأن يفضي إلى نتائج من جهة أخرى”، موضحاً: “منتدى النقب يحمل فكرة التعاون والحوار، خلافا لكل عمل استفزازي”.
التطرّف الإسرائيلي يهدد فكرة “منتدى النقب”
بوريطة واصل تصريحه بعدّ الأعمال التي تناقض فكرة منتدى النقب، ومنه تلك “الأحادية”، إضافة لـ”المتطرفين من الجانبين”، قبل أن يتابع: “خاصة من الجانب الإسرائيلي في ما يتعلق بالأراضي العربية المحتلة”.
ونبه إلى أنه كانت هناك “محاولات لتنظيم هذا المنتدى خلال فصل الصيف، ولكن حالت دون ذلك، مع الأسف، مشاكل أجندة وتواريخ، مشيرا إلى السياق السياسي الذي قد لا يتيح لهذا الاجتماع الخروج بالنتائج المنتظرة”.
وشدد بوريطة، على أن “العملية لا تزال جارية من أجل الاستفادة القصوى من دور وإسهام هذا المنتدى لفائدة كافة مبادرات السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة”.
تعليقات الزوار ( 0 )