لتحسين منظومة التعليم العالي، ولتجويد كفاءة وتكوين الطلبة والطالبات، جرى تسويق نظام البكالوريوس على أنه الحل الناجع والمنقذ العاجل، لنظام تعليمي إن لم يكن خربا، فهو وفق كثيرين، يتجه نحو الخراب.
مئات من الشباب الحاصلين حديثا على شهادة البكالوريا، أبدوا إعجابهم بـ”الباشلر”، وبالضجة التسويقية العالية التي صاحبته، حتى خالوا، ولوهلة من الزمن، أنفسهم سينتقلون للدراسة في عالم آخر، عالم أقرب إلى أفلام الخيال العلمي منه إلى الواقع.
هل كان أمزازي السبب؟
كان واثقا من نفسه جدا حين أشار الوزير السابق سعيد أمزازي، إلى أن اعتماد هذا النظام “الجديد” سيمكن من الانفتاح بشكل أكبر على أنظمة التعليم الدولية، خاصة أنظمة الدول الأنجلوسكسونية، التي أبانت عن فعاليتها.
وكان واثقا أيضا حين أكد أن البكالوريوس يعد الشهادة الجامعية الأكثر انتشارا والأكثر اعتمادا بالعالم، مسجلا أن اعتماد هذا النظام من طرف المملكة يأتي عقب توصيات المؤسسات المغربية، التي قامت بتقييم للنظام الجامعي القديم (إجازة ماستر دكتوراه) والتي رصدت به عددا من النقائص.
ذهب أمزازي وذهبت معه حسنات الباشلر، وحامت الشكوك حول ما إذا كان الوزير الجديد سيستمر في تبني النظام، أم أنه سيقوم بإلغائه؟
ميراوي يتجه لتصحيح الخطأ
وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أكد في تصريح تلفزي سابق أن الوزارة ستنهي العمل بنظام البكالوريوس بالجامعات المغربية بداية من الموسم الدراسي المقبل.
المسؤول الحكومي أن الوزارة قامت باجتماعات مع عمداء الكليات والجامعات بمختلف مدن المملكة، ووصلوا بضرورة إيقاف نظام البكالوريوس، مُشيرا إلى أن تطبيقه لم يكن ممكنا عمليا، لوجيستيا، ولا على المستوى الأكاديمي أيضا.
شريحة الطلبة.. أول وآخر المتضررين
بالقدر الذي كان سهلا على المسؤولين الوزارين اعتماد فإلغاء البكالوريوس، بالقدر الذي كان صعبا على الطلبة والطالبات الذين اختاروا الدراسة تحت نظام الباشلر، تقبل فكرة أن أحلامهم وطموحاتهم التي بنوها على أساسه قد صارت تحت الأنقاض.
عبد المجيد.ف، إطار في مؤسسة كبرى للتأمينات، ووالد لطالبة تدرس بكلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية عين الشق بالدار البيضاء، كشف في حديثه مع منبر بناصا، حالة الإحباط التي تعيشها ابنته كما يعيشها هو، بعد أن تقرر إلغاء العمل بالبكالوريوس.
المتحدث ذاته، أكد أن عددا كبيرا من الحاصلين على البكالوريا، ومن بينهم ابنته، كان اختيارهم للدراسة في المؤسسة الجامعية المذكورة، مرتبطا ولحد كبير، بأنها قد استطاعت احتضان هذا النظام الجديد، واستطاعت كذلك أن تُغري شريحة واسعة، كانت في الغالب، ستتجه نحو مؤسسات أخرى، من تلك المُعتمدة على الاستقطاب المحدود.
كما عبر عن امتعاضه من تملص الجامعة من تقديم حل يُرضي طلبة النظام، كأن يجري خلق مسالك لإجازات التميز، خاصة وأن أغلبيتهم هم حاصلون على معدلات عالية، كانت ستمكنهم من ولوج معاهد عليا، في حال لم يكن الباشلر موجودا.
عبد المجيد ختم حديثه مع بناصا بالقول “أقله كان يجب أن يحس الطلبة أن الوزارة والجامعة، تفكر في مآلهم بعد إلغاء البكالوريوس، لا أن يكتفيا بمجرد إعادتهم للدراسة في النظام القديم”.
شكرا لكتابة هذا المقال الذي عبر عن حجم أهمية هذا الموضوع فهذه القرارات الفجائية تعتبر اهمالا لمستقبل الطالب فإن لم يعملوا جيدا لانجاح الباسبور واعتماده كنظام ثابت فلا داعي لاقراره و بعدها الغائه فيصبح الطالب في حالة من الإحباط والندم أتمنى أن ياخذوا قراراتهم على محمل جدي لأنها تهم مستقبل فئة مهيمنة من الشباب المغاربة