Share
  • Link copied

وزير الصحة: العودة للحجر الصحي واردة.. والوضع بالمغرب ليس سهلاً

قال وزير الصحة، خالد آيت طالب، إن العودة لتطبيق للحجر الصحي، أمر وارد، في حال لم يتم احترام التدابير الوقائية المعمول بها في المغرب، في ظل استمرار تواجد الفيروس التاجي بين المواطنين، ومواصلته تهديد مختلف الفئات المجتمعية، بما فيها الشباب والأشخاص الذين لا يعانون من أية أمراض مزمنة.

وأوضح آيت طالب، خلال مشاركته في الندوة الافتراضية التي نظمت اليوم السبت، وتمحورت حول التدابير الوقائية الواجب اتخاذها خلال أيام عيد الأضحى، أن العودة للحجر الصحي مسألة واردة، في ظل أن الفيروس ما يزال متواجدا “بيننا وينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على ضحاياه، الذين يسعى للفتك بهم، وهو المآل الذي بات يتهدد حتى الشباب والأشخاص غير المصابين بأمراض مزمنة”.

وأضاف الوزير، بأن هذا المآل يحتم على المواطنين التعامل بحذر، و”أخذ كل الاحتياطات الضرورية، حتى لا تذهب المجهودات الجبارة التي بذلتها بلادنا وأطرنا الصحية وكل الجنود الذين تواجدوا في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة، سدى وتضيع ونصبح أمام انتكاسة يتمنى الجميع تفاديها”.

وتابع آيت طالب، بأن المغرب اليوم أمام رهان حقيقي، يتمثل في “التكفل بالمرضى المصابين بأمراض مزمنة، وتأمين استمرارية الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة في مختلف المؤسسات الصحية، العمومية منها والخاصة، التي يجب ألا تتوقف بأي شكل من الأشكال تفاديا لكل انتكاسة وتبعات وخيمة غير مرغوب فيها، فالمرأة الحامل يجب أن تتابع حملها، والمريض الذي في حاجة إلى حصص لتصفية الكلي يجب أن يتأتى له ذلك، والمصاب بالسرطان لا بد من متابعة وضعه الصحي وحصص العلاج التي تخصه”.

كما أن “المريض الذي في حاجة إلى عملية جراحية لا بد له من أن يخضع لها في الآجال المحددة، والرضيع لا بد له من التلقيح، وهنا أغتنم الفرصة للتنويه بالعمل المشترك والجهود التي تم بذلها من طرف وزارة الصحة والجمعية المغربية لأطباء الأطفال وأنفوفاك والجمعيات العالمة والشريكة المختصة في طب الأطفال، للرفع من معدلات تغطية التلقيح التي انخفضت خلال أشهر الحجر الصحي، والتي تأتى اليوم بفضل ذلك العمل الدؤوب عودتها إلى وضعها الطبيعي”.

وجدد وزير الصحة تأكيده على أن المغرب يشق طريقه بـ”عزيمة قويّة وإصرار كبير، متسلّحة بالتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، التي مكّنت بلادنا من تفادي سيناريوهات قاتمة، هذه التوجيهات الملكية السامية التي تعتبر خارطة طريق للحكومة المغربية وللشعب المغربي، للمضي قدما معا، يدا في يد، في مواجهة الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19″.

ونبه آيت طالب، إلى أن المغرب، يعرف وضعية وبائية مطمئنة، بالرغم من الارتفاع الملحوظ في حالات الوفيات والإصابات مؤخرا، مستطرداً، بأن اعتماد التخفيف ورفع الحجر بشكل تدريجي لا “يلغي ضرورة تقيد كافة المواطنات والمواطنين بالإجراءات الحاجزية الوقائية وبالتدابير المسطّرة، المتمثلة في وضع القناع، والتباعد الجسدي، وغسل أو تعقيم اليدين، وعدم التراخي والاستخفاف بقيمة وأهمية هذه الخطوات الاحترازية، الفردية والجماعية، التي يجب على الجميع احترامها وتطبيقها”.

وأشار المتكلم إلى أن وزارة الصحة، قررت، في ظل استمرار جائحة كورونا، “تمكين المرضى المصابين بأمراض مزمنة من اللقاح الخاص بالأنفلونزا الموسمية، إلى جانب توفير لقاح البنوموكوك البالغ الأهمية والفعالية، خلال موسم الخريف المقبل، للمساهمة في الرفع من مناعة هذه الفئة من المواطنات والمواطنين، صغارا وكبارا، والتخفيف من وطأة الأنفلونزا وتبعاتها، التي لا تكون هيّنة”.

وأهاب الوزير بالمواطنين والمواطنات، إلى التحلي بالنضج والمسؤولية خلال عيد الأضحى، عبر “تفادي الزيارات التي لا تعتبر أساسية وضرورية، وتفادي المصافحة والعناق والتقبيل حين اللقاء بين أفراد الأسرة الواحدة، والحرص على تطبيق التدابير الوقائية في التجمعات العائلية، لأن هذه المناسبة يكون فيها التقارب الجسدي والاجتماعي أكبر، وهو ما يجب الانتباه إليه والحذر منه، لأن أحد أهم السبل الوقائية التي يجب الحرص على التقيد بها لتفادي الإصابة بفيروس كوفيد-19، هو التباعد الجسدي”.

وشدد الوزير على أن “الوضعية الصحية التي تمر منها بلادنا ليست بالسهلة، وهي تتطلب تظافرا وتكتلا للجهود، بين المواطنين ومؤسسات الدولة المختلفة، لتحقيق الأمن الصحي لبلادنا والحدّ من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، وفي مقدمة ما يجب الحرص عليه وتطبيقه هو التدابير والإجراءات الحاجزية الوقائية، لأن هذه المواجهة مع الفيروس لا يمكنها أن تكون ناجحة إلا بالانخراط الفردي والجماعي، معا، وليس كل واحد بمفرده أو بمعزل عن الآخر، وذلك في إطار علاقة تكاملية”.

Share
  • Link copied
المقال التالي