تم أمس الاثنين على مستوى جهة الرباط ـ سلاـ القنيطرة إطلاق المنصة الرقمية لبرنامج ’’جسر للتمكين والريادة’’ الرامية إلى تيسير التمكين الاقتصادي والإدماج للنساء.
ويأتي تفعيل هذا البرنامج تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، وفي إطار تنفيذ التزامات البرنامج الحكومي (2021-2026) المتعلقة بتحسين النشاط الاقتصادي للمرأة، فضلا عن تفعيل استراتيجية وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، مع الأخذ بعين الاعتبار تطلعات المواطنين في كل جهة من جهات المملكة.
ويهدف البرنامج إلى تطوير روح المقاولة النسائية وتسهيل وصول المرأة إلى سوق الشغل، من خلال مواكبتها وتكوينها على المستوى الترابي من أجل تحسين خبراتها ومهاراتها في مجال إنشاء المقاولة وتقليص الفوارق الاجتماعية والإقليمية.
وأكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة عواطف حيار، في كلمة بهذه المناسبة، أن التمكين الاقتصادي عنصر أساسي في المخطط الحكومي الثالث للمساواة، لا سيما في محوره الأول المتعلق بالتمكين والريادة، مشيرة إلى أن هذه المسألة كانت ضمن الانتظارات ذات الأولوية التي عبر عنها مختلف الفاعلين الترابيين خلال المشاورات الوطنية التي أطلقتها الوزارة في الجهات ال12.
وذكرت حيار أنه تحقيقا لهذه الغاية، أعطت الوزارة موضوع تمكين المرأة مكانة مهمة في الاستراتيجية الجديدة “جسر لتنمية اجتماعية مندمجة، مبتكرة ومستدامة”، والتي تقوم على مناخ اجتماعي مندمج، والمساواة، والتمكين، والريادة، بالإضافة إلى الأسرة، ونظام القيم، والاستدامة.
وسجلت أن برنامج “جسر للتمكين والريادة’’ يمثل حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية، موضحة أنه يهدف إلى مساعدة النساء الحاملات للمشاريع في وضعية صعبة، ب36 ألف امرأة على المستوى الوطني، أي بمتوسط 3 آلاف امرأة على مستوى كل جهة.
وعلى الرغم من الإمكانيات المتاحة في جهة الرباط -سلاـ القنيطرة ، تقول حيار، فإن بعض الفئات الهشة تكافح للانخراط في الديناميكية الاقتصادية، خاصة النساء، مبرزة في هذا السياق المعطيات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط للعام 2020 والتي تظهر أن النساء يمثلن 18.8 في المائة فقط من السكان الناشطين في الجهة.
ودعت، في هذا الصدد، كافة المتدخلين إلى مضاعفة الجهود لتعزيز إشراك المرأة في النشاط الاقتصادي الذي تعرفه الجهة، وكذلك تقليص الفجوات في معدلات النشاط بين النساء والرجال.
من جهته، أفاد رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة رشيد العبدي بأن المجلس تبنى رؤية تنموية تطمح إلى جعل الجهة قطبا جذابا يقوم على الابتكار والمعرفة، بهدف تحقيق أثر إيجابي على المستوى المعيشي للمواطن.
وحسب العبدي، فإن هذه الرؤية تحدد أولويتين ترتكزان على تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية والبنيات التحتية بجميع عمالات وأقاليم الجهة، وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي لكافة فئات المجتمع، لا سيما النساء.
وأورد أن هذه الرؤية تم إعدادها بناء على خمسة محاور رئيسية، منها محور موجه للإدماج الاجتماعي والمهني للشباب والنساء والفئات في وضعية هشاشة، بغلاف مالي يناهز ملياري درهم، موزع على 11 مشروعا هيكليا.
وبعد إطلاق المنصة الرقمية لبرنامج ’’جسر للتمكين والريادة’’ في مقر ولاية جهة الرباط-سلا-القنيطرة، أشرفت السيدة حيار على إطلاق الشباك الاجتماعي الوحيد على مستوى المركب السوسيوـ تربوي “المجد” في حي الفتح بالرباط.
وخلال هذه الزيارة، حضرت الوزيرة عرض تشغيل هذا الشباك من خلال عمليات تطبيقية، بالإضافة إلى شروحات حول هذا التصور الجديد الذي تعمل الوزارة على تنفيذه في جميع جهات المملكة في إطار تقارب رؤى مكونات القطب المتمثلة في كل من التعاون الوطني ووكالة التنمية الاجتماعية.
ويهدف هذا الشباك بالخصوص إلى تقريب الخدمات الاجتماعية من المواطنين، وتوحيد وتحسين أداء شبكة المراكز الاجتماعية بفضل رافعة الرقمنة.
كما كانت هذه الزيارة فرصة لتقديم منصة التكوين عن بعد لفائدة النساء المستهدفات في برنامج ’’جسر للتمكين والريادة’’، وكذا الحاضنة الاجتماعية المخصصة لمواكبتهن واندماجهن اجتماعيا واقتصاديا.
وفي ختام هذه الزيارة، تم تسليم شيكات للمستفيدين من تمويل الأنشطة المدرة للدخل من بين الأشخاص ذوي الإعاقة، في إطار صندوق دعم التماسك الاجتماعي، فضلا عن التبرع بكراسي متحركة كهربائية.
تعليقات الزوار ( 0 )