زف كل من الوزير الوصي على قطاع الثقافة والرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بشرى سارة للمسرحيين، بعد أن أعلنا عن مبادرة ستهم اقتناء حقوق بث 60 مسرحية مغربية، دعما لما عاشه المسرح المغربي خلال الجائحة.
ورأى محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، خلال وفي الندوة الصحافية التي استقبلها الأربعاء مبنى وزارة الاتصال بالرباط، في البادرة استثمارا في المسرح والثقافة وليس مجرد دعم، خاصة وأن الظروف التي تعيشها البلاد حاليا كما يعيشها العالم بأسره، تجعل من الصعب السماح بولوج المواطنين للمسارح لكامل طاقتها الاستيعابية.
وأوضح الوزير ذاته أنه بعد انتهاء عملية انتقاء المسرحيات المُختارة، سيتم بتها على مدى شهرين، عبر القناة الثقافية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مُعتبرا في ذلك تعزيزا لارتباط المغاربة والمسرحيين، ولتقريب المسرح من المواطنين، وكذا لخلق برنامج ثقافي ناجع ولإحياء الثقافة أيضا.
وأفاد بنسعيد أن معايير انتقاء الأعمال هي معايير كلاسيكية، ستتم بتنسيق مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، حيث ستنظر لجنة في المسرحيات المرشحة، والتزامها بمعايير من بينها “احترام حيازة نسبة 70 في المائة من الفنانين المشاركين لبطاقة الفنان التي تشرف على منحها وزارة الثقافة.
وفي السياق ذاته، جاء توقيع وزارة الشباب والثقافة والرياضة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لهذه الاتفاقية في إطار خطة عمل تقصد تشجيع إحداث وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية الوطنية، والنهوض بالمسرح المغربي بجميع أشكاله وتلويناته تماشيا مع التنوع الثقافي الوطني، وتعزيزا لمهنية الفرق المسرحية، وسعيا إلى التخفيف من تداعيات الجائحة، وتأثيرها المادي والمعنوي على العاملين في المجال المسرحي.
واختارت الوزارة والشركة طرفا الاتفاقية، تسمية هذه المبادرة السنوية بـ”المسرح يتحرك”، في استعارة للتغيرات في المضامين والعلاقات بالمتلقين التي شهدها التلفزيون العمومي المغربي، أواسط الثمانينيات، بشعار “التلفزة تتحرك”.
يُشار إلى أن اتفاقية الشراكة الموقعة تنص على تصوير 60 عملا مسرحيا واقتناء حقوق بثها عبر قنوات الشركة الوطنية وعبر المنصة الرقمية لقطاع الثقافة، بمبالغ تتراوح قيمتها، بالنسبة إلى كل مسرحية، بين 150 ألف درهم و200 ألف درهم. ومن المزمع أن تنتقى من بين هذه الأعمال ثلاثة للفوز بجوائز، خاصة بالعمل المسرحي، والإخراج، والسينوغرافيا، والنص، والتشخيص الرجالي والنسائي.
كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن هذه الخطوة المشتركة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تأتي بعد توجيه عدد من المسرحيين البارزين في الأسابيع الأخيرة، لنداء إلى الوزير الجديد المشرف على قطاع الثقافة يشتكون فيه أزمة المسرح بالمغرب، ويدعونه إلى إنقاذه قبل ما وصفوه ب “السكتة القلبية” التي تنتظرهم.
تعليقات الزوار ( 0 )