Share
  • Link copied

“ورحمتي وسعت كل شيء” !

شيء معيب ومسيء ولا إنساني ، ولا اخلاقي ، ويشوه صورة الإسلام ، أن يدعو البعض الله بأن يحفظ المسلمين من الأوكرانيين والروس  فقط دون سواهم ،كل نفس بشرية هي من  تسوية الرحمان وخلقه ،هناك اطفال و شيوخ ونساء ورجال مدنيون غير محاربين استقبلوا أبناءنا الطلبة وشاركوهم خبزهم  وموائدهم  وفتحوا لهم الجامعات دون تمييز أو عنصرية بسبب دينهم ،أو لونهم. أو عرقهم كثير منهم. طالما ناضلوا  باموالهم ووقتهم . من أجل قضايا  إنسانية ، ومنها قضايا العرب والمسلمين، بل ان منهم  ومن غيرهم  من المتطوعين وقفوا بصدورهم العارية في وجه الآلة العسكرية والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ، ألا يستحقون منا. دعاء  صادقا  خاشعا بان يحميهم الله من الموت والخراب؟؟!

 الدين دين الرحمة بل إن الرحمة استمدت نعتها ورسمها من اسم الرحمان  فهو رحمان الدنيا ورحيم الآخرة .

 طيلة تاريخ الاسلام. لم يكن للمسلمين  أحقاد أو عداء  مع أحد من المسيحيين أو اليهود أو غيرهم من الصاپئيين بسبب العقيدة او الدين ،  بل إن الرسول ص وقف  لجنازة يهودي مرت بقربه ، وزار طفلا  يهوديا  وهو يحتضر ، وكل الاصطدامات  التي وقعت مع الآخر  كانت  بسبب  السياسة والمصالح ، ورد الاعتداء، ومواجهة المحاربين  وليس بسبب الدين .

 هناك دائما  انحرافات وارتدادات  في التاريخ  وأزمنة سوداء  بسبب  تراكم  الأحقاد  والتعصب والانتقام ،ولكن  مع ذلك  يبقى التاريخ الفكري والثقافي  زاخرا بالتسامح  والتعايش ومليئ بأسماء. علماء  وفلاسفة  غير مسلمين كابن ميمون اليهودي الاندلسي واسحاق بن حنين . وغيرهم كثير من الأدباء. والوزراء  ،ممن خدموا في بلاط الخلفاء   وتمتعوا بالاحترام  والتقدير ، بل إن منهم من كان مؤدبا ومعلما. لأبناء السلاطين. وولاة  العهد ،  كلنا. خلق الله  ولا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود. إلا بالتقوى ، ومن التقوى  مخالفة  وتجنب الشرور ، لابد من إعادة النظر  ونقد تصوراتنا. عن الآخرين  ،  كل  العنف الإنساني والحروب كانت بسبب  الصراع على المصالح ومناطق النفوذ والسيطرة والسياسة  استعمل فيها احيانا اسم  الله  دون وجه حق   ، ولذلك فالحياة والجنة ليست  حكرا  على المسلمين  وحدهم  دون غيرهم فكثير منهم اخيار. ومؤمنون  لم تبلغهم الرسالة على كيفية يفهمونها ، أو يعقلونها ،  وكثير منا. أشرار ومجرمون.  لا يستحقون  الرحمة  فقط  بسبب  كونهم  يحملون اسم  المسلمين  وقديما قال العلامة رفاعة الطهطاوي  في كتابه الإبريز  ،هنا في باريس وجدت اسلاما بدون مسلمين  وهناك  في القاهرة تركت مسلمين بدون إسلام.

 يجب ان نتواضع قليلا  ونحسن من أدائنا الأخلاقي والانساني ،ومن الموضوعية  طبعا القول. والتأكيد. على أن  هناك  غرب آخر. محتل ودموي  استعماري  يجب مقاومته ، وهناك  غربيون عنصرين  ونازيون  وحاقدون ، ولكن لا ينبغي التعميم حيث يجب التخصيص فكل نفس بما كسبت رهينة ولا تزر وازرة وزر. أخرى ،طبعا في الأزمة الروسية الأوكرانية   هناك الكثير. مما يقال من التفاصيل والأسرار ، وكيف ان أمريكا تدفع بوتين نحو. الهاوية. وتستدرجه لحرب الاستنزاف ، للاستحواذ على قيادة العالم والسيطرة عليه  كما أنها  حرب ثقافية بين الليبرالية  والأرثذوكسية  ،وأن روسيا حشرت في الزاوية ولم يكن أمامها خيارات ، لحماية امنها القومي ، ولكن يبقى   العنف. والقتل والدمار. مرفوض ويجب التنديد به ، تحت أي ذريعة او مبررات ومن أي جهة صدر. وضد. أي كان من الآمنين المسالمين. من المسلمين وغير. المسلمين ،أيا كانت أفكارهم. وعقائدهم. ما لم يتحولوا لمحاربين، .

ما لكم  كيف تحكمون !!

Share
  • Link copied
المقال التالي