Share
  • Link copied

“هوليود إفريقيا”: ‘’كومبارص’’ يئن في صمت وقاعات سينمائية مغلقة

ظهر ناصر أوجري قيدوم ‘’الكومبارص’’ المشتغلين في الأفلام العالمية بمدينة ورززات، في مقطع فيديو بمنصات التواصل الاجتماعي قبل ثلاثة أسابيع، في وضعية مزرية، يطالب من خلاله المغاربة من أجل المساعدة، بعدما توقفت الانتاجات السينمائية بالمدينة جراء التدابير الاحترازية المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا، و معاناته اليومية مع الشلل النصفي في غياب تام لأي مصدر للقوت اليومي.

ووفق مقطع الفيديو الذي اطلعنا عليه، و الذي أكد من خلاله ناصر أوجري، الفنان المغربي ‘’كومبارص’’ اشتغاله في 150 فيلم عالمي، منذ سنة 1962، بما فيها الأفلام العالمية التي احتضنها استوديوهات المدينة، الا أن فعله النقابي دفع بوسطاء ‘’الكاستينغ’’ الى ابعاده عن الاشتغال بالأفلام العالمية بسبب ما يعتبرونه ‘’مبرزط’’ أي أنه يثير الضجة أثناء التسجيل عند مطالبته بالحقوق الخاصة بالمشتغلين بالمجال.

وأكد أوجري، على أنه تحول من فنان معروف على المستوى العالمي، و ممثل في أفلام بمختلف اللغات كـGLADIATOR، و أفلام أخرى، الى شخص يئن في صمت، و يجوب أزقة المدينة بحثا عن مساعدات المحسنين، بعدما أغلقت في وجهه كل الأبواب و أرغمته الظروف بالرغم من كبر سنه و معاناته مع الشلل النصفي، الى اطلاقة ‘’الاستغاثة’’ لإنقاذ ما يمكن انقاذه.

وضع صحي مزري لقيدوم ‘’الكومبارص’’ بمدينة ورززات، يترجم حسب مختصين، الوضع السينمائي بالمدينة، التي تحولت من عاصمة للسينما المغربية و هوليود افريقيا، الى مقبرة للقاعات السينمائية التي أغلقت جميعها، أمام سكان المدينة و طلبة المعاهد و الجامعة الذين يتابعون دراستهم في التخصصات المتعلقة بالمجال.

‘’هوليود افريقيا’’ اشعاع عالمي و قاعات سينمائية مغلقة

و حسب أيوب شوقي، رئيس جمعية فنون للإبداع الأدبي و الثقافي، فانه ‘’بخصوص الوضع السينمائي، فالمدينة تعرف ركودا كبيرا، بالرغم من كونها ‘’هوليود افريقيا’’ و عاصمة السينما المغربية، إلا أن جل القاعات السينمائية بالمدينة مغلقة الى حد الساعة لأسباب مجهولة، بالرغم من وجود عدد من المحاولات لإحياء المدينة من سباتها، و ارجاع المدينة الى ‘’أيام الزمن الجميل’’ عبر إنشاء قاعة سينمائية صغيرة بدار الشباب المقاومة وسط المدينة، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل لأسباب مجهولة، لتدخل في خانة عدد من المشاريع الفاشلة’’.

ويضيف شوقي أنه ‘’من غير المقبول أن تبقى مدينة بحجم مدينة ورزازات، بدون قاعة سينمائية واحدة بمواصفات عالية، من أجل عرض الأفلام التي صورت بها، من أجل زرع ثقافة السينما بين أبناء المدينة و أسرها، بالرغم من كونها وجهة للأفلام العالمية، و نجوم السينما، و كون الأخيرة (ورزازات) عبارة عن استوديو طبيعي يستقطب كل الجنسيات’’.

وأكد ذات المتحدث على ‘’ضرورة وضع حد للقطيعة الموجودة بين مراكز التكوين في مهن السينما بالمدينة، و الأفلام التي يتم تصويرها باستوديوهاتها، حيث يجب تحويل الانتاجات السينمائية الى مجال تطبيقي لما يتم تلقينه لطلبة معهد السينما و الجامعة’’.

مشيرا الى أن المسؤولية تقع على عاتق المسؤولين على القطاع، و الجهات المنتخبة من أجل اعادة الاعتبار للمدينة و لأبنائها الذين يغادرون الى مدن أخرى من أجل الاشتغال، في ظل الإقصاء الذي يعانون منه بالرغم من كونهم مكونين في المجال، على أعلى المستويات في معاهد التكوين المهني، و بالجامعة التي فتحت شعب تتعلق بنفس المجال’’.

إغلاق القاعات السينمائية مشكل في العالم الإسلامي وورززات نموذج بسيط

قال رشيد بوقسيم، المدير الفني للمهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي (اسني ن وورغ) ‘’لا أظن أن الأمر يتعلق بورززات فحسب، بحكم أنها العاصمة السينمائية للمغرب، لأن الأمر يتجاوز ذلك وينسجم مع السياق العام الذي تعرفه القاعات السينمائية في العالم الاسلامي، حيث يحيلنا الأمر الى عدد القاعات السينمائية التي كانت في المغرب قبل الاستقلال وبعده’’.

وأضاف بوقسيم في حديثه لبناصا أنه ‘’بالفعل عدد القاعات تراجع، رغم وجود استثمار جدي للقطاع الخاص، في المركبات السينمائية، و التي أصبحت تضمن عدة شاشات في قاعة واحدة، مثلا ‘’ميكاراما’’ التي أصبح تعطي الفرصة لكل أطياف المجتمع، من أفلام الأطفال و الأفلام البوليسية و أفلام الدراما الأمريكية والهندية والمغربية، الى غير ذلك’’.

وأرجع المتحدث ذاته القضية الى عدة أسباب ‘’لان المغاربة اليوم أصبحوا يعتبرون الثقافة من الكماليات بعكس أجدادنا الذين كانوا يوازون بين أنشطة الحياة اليومية من حرث وحصاد و…، بالثقافة،، حيث كانت الأخيرة حاضرة دائما، مثلا في ‘’فن أحواش والناي والرباب واللوطار و وتاكنزا و مجموعة من الاحتفالات كعاشوراء…’’ على حد تعبيره.

مشيرا الى أن ‘’اليوم نحن أمام عالم رقمي عالمي جديد، و أمام وضع عالمي جديد، و السؤال المطروح هنا، هل سنشاهد الأفلام عبر الإنترنت ‘’ الستريمن’’ وهذا معطى معروف في العالم، حيث أن الأشخاص أصبحوا يشاهدون الأفلام عن طريق التقنية الجديدة، لكن ‘’هيبة’’ السينما فريدة’’ مضيفا ‘’مثلا في أمريكا التي وصلت الى أعلى مستويات التقنية، مازالت في صلة دائمة مع القاعات السينمائية، في حين أن المغرب هناك مشكل، وهنا نحيل على المهرجانات الرقمية التي تم تنظيمها مؤخرا في، و التي بينت أن المغاربة لا يتوجهون الى لا يتوجهون الى القاعات السينمائية لمشاهدة الأفلام، و انما من أجل التقاط الصور مع الفنانين و الممثلين استعراضا لعضلاتهم بالمفهوم السوسيولوجي’’.

وأضاف المدير الفني لمهرجان ‘’اسني ن وورغ’’ اليوم نحن في مشكل كبير، و الذي يتعلق بالأساس بمشكل جيل، هذا الأخير لن يشاهد السينما و الاستثمار فيه (الجيل) سيكون خسارة كبيرة، و لهذا السبب يجب الاستثمار في الطفولة عبر المدرسة المغربية، سواء كانت عمومية أو خاصة، من خلال فرض مشاهدة الأفلام السينمائية فالمدارس، و الآباء يجب أن يسهروا على هذا الأمر، من خلال مشاهدتها عشية يوم الأربعاء الذي يعد عطلة في المدارس الخاصة، و لو مرة في الأسبوع، و الغاء مجانية المهرجانات السينمائية و كذا مشاهدة الأفلام’’.

Share
  • Link copied
المقال التالي