Share
  • Link copied

هل يُمكن للجزائر تحمل تكلفة استمرار استفزازات البوليساريو ضد المغرب؟

يواصل الجيش المغربي، ضبط النفس، في مواجهة الاستفزازات التي تقوم بها عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية، بين الفينة والأخرى، شرق الحزام الأمني، والتي وصلت قبل أسبوعين إلى حدّ إطلاق صواريخ في منطقة خالية قريبة من معبر الكركارات الحدودي، وسط استمرار جماعة الرابوني، في الدعاية لأنها تخوض حرباً وهميةً مع المملكة.

وفي هذا السياق قال مصطفى سلمى، المدير العام لأمن جبهة البوليساريو سابقاً، والمقيم حاليا في موريتانيا، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”، إن ما تحاول جماعة الرابوني والجزائر القيام به، هو أن تكون تكلفة احتفاظ المغرب بالصحراء عاليةً لإجباره على الرضوخ لشروطهم، من خلال حرب إعلامية ترمي إلى إقناع المستثمرين في المغرب بأنه لم يعد بلداً آمناً.

وأضاف القيادي السابق في الجبهة الانفصالية، بأن المغرب مستمر في إدارة الحرب الحالية بنفس الكيفية التي أدار بها أزمة الكركارات، ومستمر في ضبط النفس رغم الاستفزازات، وهو بذلك يكسب نقاطاً أمام الرأي العام الدولي على حساب خصومه، حتى إذا ما تحتم عليه التدخل عسكريا شرق الحزام الأمني، سيكون موقفه مبرّراً ومسنوداً دولياً.

أوضح المسؤول الأمني الانفصالي سابقاً، بأن الجزائر والبوليساريو، يدركان أن أي عملية عسكرية موجعة للمغرب ستقابل بردّ حامس، مشيراً إلى أن الحسم يعني اتخاذ تدابير من شأنها أن تنهي الحرب في أسرع وقت ممكن، ولن تكون غير خروج القوات المغربية من الحزام الدفاعي لإبعاد مقاتلي الجبهة من المناطق شرق الحزام، لأن بقاء المغرب متخندقاً في الحزام الدفاعي يجعله عرضة لهجماتها بشكل دائم.

وأكد الشخص نفسه، بأن البوليساريو والجزائر، لا ترغبان في الوصول لهذا السيناريو، لأنه سيخرج الجبهة من معادلة النزاع، ويدفع بقواتها إلى اللجوء للأراضي الجزائرية، ما سيعقد الأمور في الداخل الجزائري، ويحول البوليساريو لمشكلة جزائرية بعد أن ظلت مغربية على مدار نصف قرن، ويضع الجزائر في مواجهة مباشرة مع المغرب، حسب سلمى.

واستبعد المصدر أن تتسرع الجزائر في دفع البوليساريو نحو عمل عسكري كبير ضد المغرب، بسبب وضعها السياسي والاقتصادي الصعب، خاصة بعد أن ضمنت في القمة الإفريقية الأخيرة، أن يبقى معبر الكركارات على طبيعته التجارية السابقة لما قبل 13 نوفمبر، بعدما عرقلة الجزائر مشروع الألياف البصرية.

وواصل سلمى في التدوينة نفسها، القول إن الجزائر وحلفاؤها الأفارقة، عرقلوا تكامل المغرب ودول إفريقيا الغربية اقتصادية، تمرير كابل الألياف البصرية والطاقة الكهربائية عبر معبر الكركارات، بحجة أنه يمر من أراضي متنازع عليها تتطلب موافقة جميع الأطراف، على حد قول المسؤول السابق في الجبهة الانفصالية.

وأردف سلمى بأنه بعد أن ربحت الجزائر أن تأمين معبر الكركارات لن يزيد من تدفق الاستثمارات المغربية نحو إفريقيا، فستستمر في حربها الإعلامية بشكلها الحالي ولزيادة زخمها قد تتخللها بين الفينة والأخرى بيانات من عمليات عسكرية نوعية محدودة التأثير على الأرض.

وتوقع المصدر بأن تستمر حرب خفية حول كسب موقف مجموعة دول غرب إفريقيا أو موريتانيا ونيجيريا بالخصوص، فموريتانيا، وفق الشخص نفسه، في حال قبلت باتفاقيات ثنائية مع المغرب في إطار التكامل الاقتصادي بين البلدين دون مراعاة للوضع القانوني لإقليم الصحراء، ستجعل الطريق سالكة للاستثمارات المغربية لباقي دول المجموعة.

أما نيجيريا، يضيف سلمى، التي تقود دول المجموعة، فإن الجزائر والمغرب يراهنان على موقفها السياسي ويتنافسان على تمرير أنبوب صادراتها الطاقوية عبر أراضيهما نحو أوروبا، خاصة بعد مصادقة البرلمان الجزائري على قرار تغيير خط أنبوب الغاز الجزائري نحو أوروبا من طريق المغرب إلى طريق البحر، وفقه.

Share
  • Link copied
المقال التالي