قال الكاتب والباحث الأكاديمي المغربي، إدريس جنداري، إنّ الدعم اللامحدود الذي عبر عنه الفرنكو-كولونيالي «ماكرون» لرئيس كتيبته العسكرية في المرادية في الجزائر، يجب أن يُقرأ ضمن سياق الأحداث، مشيرا إلى أن ماكرون يحاول استعادة المشروع الكولونيالي عبر الزج بفرنسا في مواقع النزاعات الدولية للحصول على موطئ قدم بعد التسويات، مع استعادة التغلغل الفرنسي في المستعمرات السابقة.
وأوضح جنداري، الذي تحصّل على درجة الدكتوراه في سوسيولوجيا الأدب من جامعة محمد الخامس في الرباط، في حديث مع جريدة “بناصا” الإلكترونية”، أنّ الرئيس «ماكرون» بعقيدته الفرنكو-كولونيالية المتطرفة، يهدد الوجود الفرنسي داخليا وخارجيا، ومنذ زيارة وزير خارجيته لصد المغرب عن التدخل في الكركرات، كان الهدف واضحا، وهو تأمين ممر نحو المحيط الأطسي كإنجاز لعسكر المرادية يروجونه للداخل المُبلقَن.
وأضاف، أنه وعلى المستوى الداخلي، فإن الرئيس الفرنسي يحاول استعادة الدولة اليعقوبية في ريعان بيروقراطيتها، كنموذج مزخرف من الاستبداد الرئاسي الذي ينافس النموذج الستاليني مع فارق بسيط على مستوى الانتخابات وانتقال السلطة، وهذا الإجراء يبدو أنه أصبح مهددا على يد ماكرون.
وشدّد إدريس جنداري، على أنّ ماكرون يهدد المشروع المجتمعي الفرنسي، من خلال ترسيم مشروع جديد سمته الهشاشة، سواء على مستوى التشغيل، أو الحريات العامة، أو التعددية العرقية والدينية، وهذا أدى إلى احتجاجات عارمة مع السترات الصفراء، وهي تتطور اليوم إلى احتجاجات عامة على قانون يمنع تصوير أفراد الشرطة، بالإضافة إلى تنامي غير مسبوق للصوت الاحتجاجي الإسلامي الذي يعيش أسوأ مرحلة بعد ترسيم ماكرون لنهج إسلام-فوبي يستهدف الفرنسيين المسلمين.
أما على المستوى الخارجي، فإن ماكرون يحاول استعادة المشروع الكولونيالي عبر الزج بفرنسا في مواقع النزاعات الدولية للحصول على موطئ قدم بعد التسويات، مع استعادة التغلغل الفرنسي في المستعمرات السابقة، بحيث أن النتائج الكارثية التي حققها ماكرون، على مستوى الداخل و الخارج، تهوي به إلى درك أسوأ رئيس فرنسي منذ ثورة 1968 التي أسست للنموذج الفرنسي المعاصر.
واسترسل الباحث الأكاديمي، ماكرون يهدد مكانة فرنسا، من خلال التدخلات الدبلوماسية و العسكرية الفاشلة التي يقودها، في إفريقيا والمتوسط، وهذا أدى إلى تراجع خطير للدور الفرنسي لصالح القوى الدولية الصاعدة، كالصين في إفريقيا، وتركيا في المتوسط.
وأبرز المتحدث ذاته، أنه ومن خلال التدخلات الدبلوماسية والعسكرية الفاشلة التي يقودهاالرئيس الفرنسي، في إفريقيا والمتوسط، يهدد مكانتها في المتوسط، وهذا أدى إلى تراجع خطير للدور الفرنسي لصالح القوى الدولية الصاعدة، كالصين في إفريقيا وتركيا في المتوسط.
وأشار الباحث الأكاديمي، إلى أن فرنسا (الماكرونية) تعاني، داخليا وخارجيا، ومكانتها الدولية مهددة بالتراجع، وهذا معطى واقعي يشهد به الفرنسيون قبل غيرهم، لكن الجديد، هذه المرة، هو انكشاف العورة الفرنسية، على الملأ، بعد الفشل الذريع في معالجة أزمة كورونا، وبعد نجاح حركة المقاطعة ضد السلع الفرنسية، لكن الضربة القاضية كانت على يد الأتراك في ليبيا وأذربيجان وشرق المتوسط.
تعليقات الزوار ( 0 )