أفضت وساطة الدبلوماسيين الصينيين إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران بعد ظلام دامس بين شطي الخليج العربي دام لنحو سبع سنوات، مما يبرز تنامي الدور الصيني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسط حديث عن تأثير هذا التقارب السعودي الإيراني على مصالح المغرب في إفريقيا، وبين المساعي الديبلوماسية الحثيثة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بتطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية والإسلامية من بينها مصر والمغرب، بعد أن قطع هذا الأخير علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب تسليح طهران لجبهة “البوليساريو”، إلى جانب دعمها من خلال التداريب الميدانية.
وفي هذا الصدد، قال محمد شقير، باحث في العلاقات الدولية، إنه “فيما يخص العلاقات المغربية الإيرانية، ينبغي التمييز بين استئناف السعودية علاقاتها مع إيران التي تحكمت فيها سياقات دولية واقليمية مرتبطة بمحاولة تخفيف كلا الطرفين من التوتر القاسم بينهما، وكذلك التمييز بين علاقات المغرب مع إيران، والتمدد الإيراني في منطقة شمال إفريقيا والتحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمغرب”.
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية في تصريح لجريدة “بناصا” أن “التحالف العسكري بين إسرائيل والمغرب يجعل من الصعب تطبيع العلاقات بين البلدين، زد على ذلك التقارب الجزائري الإيراني الذي أدى بتدريب أطر حزب الله لبعض قوات البوليزاريو إلى جانب الدعم الإيراني بتسليح الجزائر ببعض المسيرات التي يمكن أن تستخدم ضد مصالح المغرب الاستراتيجية والأمنية بالمنطقة، مما يجعل من الصعب أن يكون لتطبيع علاقات السعودية مع إيران تأثير مباشر على تغيير في علاقات المغرب مع إيران”.
من جانبه، أكد هشام معتضد، الخبير المغربي في العلاقات الدولية، أن “عودة العلاقات المغربية الايرانية مرتبط بالعديد من المحددات السياسية، والضوابط الاستراتيجية، باالإضافة إلى التوجهات السيادية لكل من الرباط وطهران، مبرزا أنه ” ليس هناك مستحيل في ديناميكية العلاقات الدولية والسياسية الخارجية فن الممكنن و٫لك إذا توفرت الشروط وتقاطعت المصالح، وحدد السياق المناسب لاستئناف العلاقات”.
وشدد معتضد، في حديث مع “بناصا” على أن” السياسة الخارجية للمغرب، مبنية على مبادئ محددة، وتدار إنطلاقا من قيم معروفة، حيت إن الرباط لن تنخرط في بناء أي علاقة خارجية أو خلق تعاون مشترك في غياب تام لاحترام سيادتها الترابية أو المساس بأمنها الداخلي، وأن طهران واعية تماما بهذين المحددين الاستراتيجيين الذين يشكلان جوهر رؤية الرباط في بناء جسر أي شراكة خارجية”.
ويعتقد الأكاديمي المغربي أنه من الخطأ قراءة عودة العلاقات المغربية الايرانية في سياق الحركية الدبلوماسية التي تشهدها منطقة الخليج والشرق الأوسط، لأن السياسة الخارجية المغربية لها ضوابط خاصة بها ورؤية استراتيجية مبنية على توجهات سيادية، وأهداف وطنية، وليست رهينة تحركات ظرفية أو مواقف تسويقية”.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “تحركات طهران الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بدعمها اللوجستي والعملياتي للبوليساريو، ومواقف قيادتها السياسية بخصوص المصالح الحيوية للرباط، تقف عائقا كبيرا أمام أي إحتمال بانفراج إيجابي في عودة العلاقات الثنائية بين المغرب و إيران، لذالك فتجاوز مرحلة القطيعة الدبلوماسية أواستأنف أي تواصل دبلوماسي وسياسي يبقى رهين تغير مسؤول من طرف القيادة في طهران اتجاه المصالح االإستراتيجية للرباط”.
وأضاف معتضد، أن “السياق هو من يظبط إيقاع العلاقات الثنائية بين المغرب وإيران، لذالك يجب أولا خلق إطار هذا السياق من خلال احترام التوجهات السيادية والأستراتيجي،ة وبناءًا عليه يمكن بناء علاقات ثنائية بناءة تستجيب للانتظارات البلدين”.
تعليقات الزوار ( 0 )