شارك المقال
  • تم النسخ

هل هي محاولة للحد من سرعة حل النزاع؟ كاتب تونسي يسلط الضوء على أسباب تسريب تصريحات دي ميستورا حول مقترح “تقسيم الصحراء”

سلط الكاتب والصحافي التونسي نزار بولحية، الضوء على الأسباب التي أدت إلى تسريب تصريحات دي ميستورا حول تقسيم الصحراء في هذا الوقت بالذات، على الرغم من أن الفكرة اقترحت في أبريل الماضي، وتم رفضها جملة وتفصيلاً من الطرف الأساسي في النزاع، أي المغرب.

وتساءل بولحية في مقال نشرته جريدة “القدس العربي”: “هل لأن جانبا من الإعلام الدولي على الأقل قد ضخمها عن قصد وأخرجها وبشكل متعمد عن سياقها، خدمة لجهة ما؟ أم لأنها عكست في الواقع قناعة شخصية حصلت لدى المبعوث الأممي بأنه بات عاجزا بعد ثلاث سنوات من تعيينه في تلك الخطة عن جمع أطراف النزاع الصحراوي إلى طاولة التفاوض والحوار؟”.

وأوضح أنه “في كل الأحوال فإن ذلك التسريب لم يظهر بمحض الصدفة، فمثلما أشرنا إلى ذلك الأسبوع الماضي، فإن النزاع في الصحراء قد يكون دخل الآن آخر فصوله الحاسمة والنهائية”، متابعاً: “لا شك أن هناك عدة أطراف وقوى إقليمية ودولية باتت تتهيأ لما سيحدث في المنطقة في المرحلة المقبلة وتتطلع إلى الوضع الذي سيكون عليه الشمال الافريقي، بعد أن يطوى الملف نهائيا”.

وفي هذا الصدد، يقول الكاتب التونسي، “يطرح التساؤل حول الغاية الحقيقية من وراء إعادة إحياء فكرة التقسيم، في وقت يتمسك فيه المغرب بخطة الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، كحل وحيد للنزاع وتطالب فيه البوليساريو ومن ورائها الجزائر بإجراء استفتاء لتقرير المصير، أقرت الأمم المتحدة باستحالة تنظيمه هناك لعدة اعتبارات؟”.

وأردف: “هل أراد طرف ما أن يضغط على الرباط، أو أن يساومها مثلا بطريقة أو بأخرى، حتى تقدم تنازلات ما مقابل دعمه لمقترح الحكم الذاتي، وبالتالي كان إطلاق فكرة التقسيم بالون اختبار لا غير لغرض تحسس تلك الإمكانية؟”، مبرزاً أنه “بالنسبة للمغرب يبدو واضحا من خلال ما قاله وزير خارجيته الاثنين الماضي (…) أن الأمر قد لا يكون بعيدا عن جارته الجزائر. فلئن لم يشر بوريطة صراحة إلى ذلك إلا أن تساؤلاته التي قال فيها «من أوحى لديمستورا بالفكرة؟ أي فكرة تقسيم الصحراء ومن أين جاءته؟ ومن هي الأطراف التي شجعته على تقديمها في أبريل الماضي؟ هل صدرت المبادرة منه، أم أنها جاءت من أطراف أخرى أوحت إليه بإعادة طرحها من جديد؟»، ربما كانت تدل على أنه قد يكون يلمح بطريقة ما إلى أن الجارة الجزائرية كان لها لا تأثير ما في دفع ديمستورا نحو عرض تقسيم الصحراء على الرباط”.

وما يلفت الانتباه هنا، حسب بولحية، هو أمران اثنان. فليس معروفا حتى الآن إن كان المبعوث الأممي قد قدم العرض نفسه للجزائريين، وإن حصل ذلك فبأي طريقة تعاملوا معه في تلك الحالة، وهل إنهم قبلوه، أم لا؟ كما أنه ليس معروفا بعد ما الذي دفع ديمستورا لأن يقدم في فبراير الماضي، وفي خطوة مفاجئة وغير متوقعة بالمرة على زيارة بلد لا يبدو أن له صلة بملف الصحراء هو جنوب إفريقيا، وما هي النتائج التي تمخضت عن تلك الزيارة”، مبرزاً أن وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، قالت وقتها، إن «النقاش كان مفيدا» وتميز بـ»دراسة بعض المقاربات المتعلقة بالصحراء الغربية»، قبل أن تعتذر بعدها عن الخوض في مزيد من التفاصيل قائلة بالحرف الواحد «هذه أسئلة سرية»”.

كما أنه، يوضح الكاتب التونسي في ختام مقاله، “لم تظهر في التسريبات التي نشرت حول محضر جلسة مجلس الأمن حول الصحراء أي إشارة إلى دور جنوب إفريقيا وإلى المقاربات التي قيل إن ديمستورا تدارسها مع قادة ذلك البلد حول الصحراء. بقي إن كانت فكرة تقسيم الصحراء لا تسرع في ظهور حل نهائي للمشكل الصحراوي، فهل إنها خرجت فقط للحد من سرعة ولادة حل آخر في الأفق؟ هذا ما لن نتأخر حتما في معرفته”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي