عقب وقف الجزائر إمداداتها من الغاز الطبيعي صوب شبه الجزيرة الإيبيرية، عبر الأراضي المغربية، والذي جاء بعد شهرين من إعلان الجارة الشرقية لقطع علاقاتها مع المملكة بسبب ما وصفته بـ”الاعتداءات المتكرّرة والتي لا تتوقف” من قبل الرباط، بدأت يتضح ما كان يقصده بيان عبد المجيد تبون، الذي تلاه وزير الخارجية رمطان لعمامرة بداية شهر غشت الماضي.
كشف المبعوث الخاص للجزائر، لـ”المغرب العربي والصحراء الغربية”، عمّار بلاني، أن الأسباب الحقيقة لـ”وقف أنبوب ضخ الغاز نحو المغرب، هي أن الجزائر اعتبرته مشروعا للتكامل المغاربي فيما اتخذه النظام المغربي وسيلة للابتزاز”، مضيفاً: “هذا الأنبوب كان رهانا على المستقبل، وعربون التزامنا الحقيقي تجاه تطلعات الشعوب المغاربية”.
وأوضح بلاني، أن الأنبوب، “كان تعبيرا ملموسا وواقعيا حول قناعتنا العميقة حول أهمية الاندماج الإقليمي والقيمة المضافة التي تمثلها هذه البنى التحتية المنجزة للتكامل المغاربي”، مستدركاً: “للأسف فالمغرب لم يكن في مستوى الطموح التاريخي والاستراتيحي الذي يمثله هذا المشروع الضخم بالنسبة للمغرب العربي الكبير، حيث قام بجعله رهينة ثم ربطه بقضية الصحراء الغربية”.
وأثار ادعاء بلاني، بأن الرباط قامت بربط الأنبوب المغاربي، الذي كانت تصدر عبره الجزائر، منذ سنة 1996، الغاز إلى شبه الجزيرة الأيبيرية، مع استفادة المغرب من نسبة 7 في المائة منه، بالصحراء المغربية، العديد من الشكوك، بشأن دخول الجارة الشرقية في مفاوضات لدفع المملكة للانسحاب من الكركارات، مقابل استمرار الأنبوب.
واعتبر الإعلامي الجزائري، وليد كبير، أن تصريحات بلاني، تؤكد أن النظام العسكري حاول التفاوض مع المغرب، من أجل دفعه للانسحاب من الكركارات، مقابل تجديد عقد أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، مذكّراً بمطالبة الجزائر، في الـ 7 من أكتوبر الماضي، بسحب القوات المسلحة الملكية من المنطقة المذكورة.
وأوضح كبير، في تعليقه على كلام بلاني، أن “النظام كان يراهن على انسحاب المغرب من الكركارات، مقابل أن يمدّد الأنبوب المغاربي. كان يعتقد أن المملكة ستفرط في ترابها مقابل الغاز”، مسترسلاً: “يعتقدون أن البلدان تفرط في ترابها ! هم يبنون تصورات غريبة ! يعني المغرب أعطه الغاز وسينسحب من الكركارات؟ هذا منطق غريب، ويؤكد أن النظام لا يفكر بشكل سليم”.
وفي سياق ذي صلة، سبق للجزائر، أن طالبت بسحب القوات المغربية من منطقة الكركارات، لـ”تسهيل مسار تسوية النزاع غداة تعيين الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا مبعوثا جديدا”، حيث قالت إن “تجريد هذه المنطقة من السلاح.. يشكل حجر الأساس في أي عملية سياسية ذات مصداقية تهدف إلى إيجاد حلّ سلمي للنزاع”.
تعليقات الزوار ( 0 )