Share
  • Link copied

هل تطيح الأزمة غير المسبوقة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا بحكومة سانشيز؟

تسببت استضافة الحكومة الإسبانية التي يقودها بيدرو سانشيز، لإبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، في أزمة غير مسبوقة مع المغرب، بعدما قرّر الأخير استدعاء سفيرته وقطع التعاون الأمني مع الجارة الشمالية، إلى غاية معالجة سبب المشكل، الذي يتركز في تواطؤ مدريد مع أعداء الوحدة الترابية للمغرب، دون علمه، ومحاولة التستّر عن الأمر.

وبالرغم من محاولات بعض وسائل الإعلام الإسبانية، إظهار الإجماع على تأييد القرارات التي تتخذها حكومة مدريد التي يقودها حزب العمال الاشتراكي، إلا أن العديد من الأصوات في الجارة الشمالية، داخل البرلمان وخارجه، حملت سانشيز ومن معه في السلطة، مسؤولية تدهور العلاقات مع شريك مهم مثل المملكة.

وقال بابلو كاسادو، زعيم المعارضة الإسبانية، في جلسة المراقبة، إن ما تشهده مدينة سبتة، يعد أسوء أزمة دبلوماسية مع المغرب في تاريخ إسبانيا الديمقراطي، منتقداً بشدّةٍ ما اعتبره “أخطاءً دبلوماسية” ارتكبتها حكومة مدريد بقيادة سانشيز، من قبيل كسر تقليد أن تكون الزيارة الأولى لأي رئيس حكومة إسبانية جديدٍ إلى الرباط.

واعتبر كاسادو، أن الأخطاء الدبلوماسية للحكومة الإسبانية، تسبب في مجموعة من الأمور، من قبيل ما أسماه بـ”احتلال” المياه الإقليمية لجزر الكناري، بعدما قرر المغرب ترسيم حدوده البحرية، واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، الذي قال إنه الموضوع الرئيسي لهذه الأزمة التي تشهدها العلاقات مع الرباط.

إلى جانب، يتابع كاسادو، استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي بوثائق مزورة، معتبراً بأن هذه الأمور تؤكد بجلاء أن المملكة الإيبيرية فقدت “الوزن الدولي لها، وهو ما بات أمراً واضحا، ولهذا السبب لا يرد بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، على المكالمات التي يقوم بها رئيس الحكومة سانشيز”.

ومن جانبه، أكد مدير اليومية الإسبانية “لاراثون”، فرانسيسكو مارهويندا، أن “الغطرسة الأوروبية”، التي تتعامل بها بعض وسائل الإعلام، وعدد من السياسيين، الذين يهاجمون المغرب، لست الطريق الصحيح لحل النزاع مع دولة حليفة، مشدداً على أن هذا الأمر “لا يساعد في تجاوز النزاع الحالي مع المملكة”.

ونبه إلى أن “الاستبعاد الممنهج لدولة حليفة، تحتل مكانة أساسية بالنسبة لمصالحنا، لا يبدو استراتيجية مناسبة للتغلب على الأزمة”، مردفاً بأن النزاع يحتاج إلى “الحكمة والحزم”، معرباً عن أسفه، لكون عدد من وسائل الإعلام الإسبانية “لم تستخلص الدروس من أخطاء الماضي”، مذكراً بدور المغرب المهم في تدبير “تدفقات الهجرة غير الشرعية”، بما يخم مصالح كل من إسبانيا والاتحاد الأوروبي.

وفي السياق نفسه، من شأن المعطيات الجديدة التي كشفت عنها فؤاد يزوغ، المدير العام للشؤون السياسية بوزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن تفاقم الأزمة الداخلية في إسبانيا، سيما وأنها أكدت بما لا يدع مجالاً للشك، تواطؤ قادة حكومة مدريد، مع جنرالات الجزائر، لإدخال غالي، الذي نزلت طائرته بمطار عسكري.

ويرى مراقبون أن الأزمة الحالية، سيما في ظل المعلومات الاستخباراتية الجديدة التي أعلنها يزوغ، والتي تؤكد أن إسبانيا، أدخلت غالي بتواطؤ مكشوف مع الجزائر، ضد مصالح المغرب، سيتسبب في انهيار الحكومة الحالية، التي بدأت تفقد بريقها منذ مدة، وهو بالفعل ما أبانت عنه، الانتخابات الجهوية بجهة مدريد، التي عرفت سقوطاً مدوياً لحزب “بوديموس”.

Share
  • Link copied
المقال التالي