شارك المقال
  • تم النسخ

هل تدفع الصّدمات البوليساريو للتّراجع عن فكرة “تقرير المصير” حفظاً لماء الوجه؟

وجّه مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة صدمةً جديدة إلى جبهة البوليساريو الانفصالية، بعدما تجنّب التطرق لما حاولت الجزائر وجماعة الرابوني، ترويجه منذ الـ 13 من شهر نوفمبر الماضي، بشأن وجود حرب كبيرة في المنطقة العازلة، حيث تفادى رئيس بعثة المينورسو، بشكل نهائيّ اللالتفات إلى ما تدعيه الجارة الشرقية.

وبعد الضربة الجديدة لمجلس الأمن، والتي تأتي في سياق يشهد تطورات كبرى في ملف النزاع المفتعل بالصحراء، على رأسها الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، وجه رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوسي لويس ثاباتيرو، دعوة إلى كافة الصحراويين، بما فيهم البوليساريو، طالبهم عبرها بالتخلي عن فكرة “تقرير المصير” والانخراط في التسوية.

وقال ثاباتيرو، خلال مداخلة له في الذكرى الأولى لتأسيس حركة “صحراويون من أجل السلام”، إن على كل الصحراويين، التخلي عن المطالبة بتقرير المصير، والتوجه إلى الانخراط في مسار التسوية الساسية لقضية الصحراء من منطلق البحث عن حلول أكثر واقعية، كفيلة بحفظ كرامة الصحراويين وتحقيق طموحاتهم المشروعة في العيش الكريم، على حدّ تعبيره.

وتعليقاً على هذا الأمر، كتب منتدى “فورستاين” على صفحته بـ”فيسبوك”: “في يوم واحد تلقت الجبهة صفعتين مدويتين، فبعد الفشل الذريع في مجلس الأمن الدولي، طالب اليوم رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي لويس ثاباطيرو، الصحراويين بالتخلي عن مطالبتهم بتقرير المصير”، مردفةً أنه “حثهم على الانخراط في مسار التسوية السياسي لقضية الصحراء من منطلق البحث عن حلول أكثر واقعية”.

وأضاف المنتدى، أن دعوة ثاباتيور، “اليوم خلال الذكرى السنوية لحركة صحراويين من أجل السلام، شملت ساكنة المخيمات بما فيهم قيادة البوليساريو، وهي دعوة لإعمال العقل، وأن يراهنوا على حل سياسي واقعي”، متابعةً، أن هذه التصريحات، وخلاصات جلسة مجلس الأمن، “كلها مؤشرات غاية في الأهمية، ومنعطف قوي سيكون له ما بعدها”.

وتابع المصدر أن هذين الأمرين شكلا “نقطة فارقة استوعبها أقرب المقربين لقيادة البوليساريو وحتى أتباعها المتطرفون استسلموا اليوم للأمر الواقع، وتأكدوا من ضعف حجة جبهة البوليساريو، وانعدام أهميتها دوليا خاصة مع ادعاءاتها المضللة، ونزوحها إلى الحرب، في عالم يطمح للسلم وينبذ العنف”، حسب “فورستاين”.

واسترسل المنتدى أن هناك دعوات انطلقت لـ”التفكير الجدي والواقعي في ما يقع لجبهة البوليساريو، وخرجت أصوات من الداخل تطالب بالوقوف الحازم وتقييم الأمور بتجرد، والتخلي عن العاطفة والانقياد الأعمى خلف السراب، ووضع الأصبع على الجرح، والبحث الحازم عن حلول ناجعة تخرج الصحراويين من القوقعة التي وضعتهم القيادة فيها”.

وأردف: “التوجه الجديد داخل المخيمات، انعكس على الأطر والكوادر بجبهة البوليساريو، وظهرت بوادره في طريقة تناول المدونين المحسوبين عليها لنتائج جلسة الأمم المتحدة، كما عجت المنتديات والمجموعات بوسائل التواصل الفوري بالنقاشات المستفيضة التي تلوم القيادة وتدعوها إلى تحيين طريقتها، والإسراع بتدارك الأمور قبل فوات الأوان، والبحث عن ميناء ترسوا عليه سفينة البوليساريو المهترئة”.

وأشار المنتدى، إلى أن الأصوات دعت البوليساريو للتحلي بـ”نوع من البراغماتية والواقعية في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تغرق السفينة بمن فيها، فالطريق التي تسلكها القيادة لا توصل إلا للهلاك والدمار، ولا رجاء للعودة منها”، مسترسلاً: “نفس موائد الحوار الرمضانية الخاصة بالمجموعات الصحراوية تناولت تصريحات ثاباتيرو وناقشت لقتراحه”.

ونبه المصدر إلى أن الإعلام المحسوب على البوليساريو، “تناول أيضا بموضوعية لافتة ،تصريحات ثاباتيرو، وتطرق بصريح العبارة لدعوته للصحراويين وقيادة البوليساريو إلى التخلي عن فكرة تقرير المصير”، معتبراً أن “هذا التناول الجريء لأحد الطابوهات بالمخيمات، يعد تحولا لافتا، ومؤشرا آخر لنهاية جبهة البوليساريو التي بدأت تتجسد منذ مدة، وأصبحت مسألة وقت لا أقل ولا أكثر”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي