مباشرة بعد إعلان الجزائر عبر وزير خارجيتها “رمطان لعمامرة” قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف تلاوينها بتدوينات جاءت تعقيبا على القرار، مغاربة جعلوا من الفضاء الرقمي أرضية للتعبير عن موقفهم، وقد كان للأكاديمين المغاربة هم أيضا رأي في الموضوع.
سعيد الصديقي، الأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ومن خلال تدوينته، لم يُخف تمنياته حاله حال جميع المغاربة والجزائريين في أن تتحسن العلاقات بين الجارين الشقيقين، لكنه أكد توجهه الواقعي، والذي جعله يستبعد أي تحسن في هذه العلاقات خلال السنوات العشر المقبلة.
وتفاعلا مع القرار أيضا، كتب ادريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش ” لا يمكن لأي مواطن مغاربي حر يؤمن بالتواصل بين الشعوب وبحتمية المغرب الكبير، إلا أن يعتبر أن ما تم الإعلان عنه حول قطع العلاقات بين المغرب والجزائر قرارا غير صائب وغير محسوب، لأنه يعاكس إرادة الشعوب، ويكرس الفرقة، ويعرّض المنطقة لمزيد من المخاطر والإشكالات”.
فيما طرح محمد الغالي، الأستاذ بالجامعة نفسها، فرضيتين وراء الإقدام على هذا القرار، ففي فرضيته الأولى قال إن السبب هو ” فشل الدبلوماسية الجزائرية في وقف وتيرة إيقاع الدبلوماسية المغربية خاصة ما تعلق منها بتكريس مغربية الصحراء وحشد الدعم الدولي لهذا المسار إفريقيا و أمميا”، وفي فرضيته الثانية أرجع السبب إلى عجز الدبلوماسية الجزائرية في المراهنة على تراجع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الديمقراطي جو بايدن عن قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الذي دشنه سلفه الجمهوري دونالد ترامب.
وجاء في تدوينة رئيس الجمعية المغربية للعلوم السياسية، الأستاذ عبد الحميد بنخطاب، ” لا أعتقد أن النظام العسكري الجزائري يعي مدى خطورة الإجراء الذي اتخذه تجاه المغرب. ففي العلاقات الدولية تعتبر قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة ما إجراء خطيرا بمثابة إعلان الحرب”.
وتساءل الصوصي العلوي عبد الكبير ، الأستاذ بجامعة المولى إسماعيل بمكناس عبر تدوينته ” لماذا اكتفت كابرانات الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسية فقط، لماذا لم تقم بقطع حتى أنبوب الغاز الذي يمر من المغرب باتجاه أوربا، و لماذا لا يجعلونها قطيعة عامة. طالما نتعرض للعدوان باستعمال مليشيات هم من صنعوها. فلتشمل القطيعة حتى أنبوب الغاز أيضا”.
يذكر أن وسوم “المغرب” و”الجزائر” و”العلاقات الدبلوماسية” قد اعتلت المنصات الافتراضية مباشرة بعد الإعلان عن القرار، جراء التفاعل غير المسبوق الذي خلفه، ليس من شعبي البلدين فقط، ولكن من جميع بقاع العالم.
تعليقات الزوار ( 0 )