شارك المقال
  • تم النسخ

هكذا أعادت جائحة “كورونا” الحياة إلى قرى مغربية “شبه” مهجورة

أعاد فيروس كورونا المستجد، الحياة إلى عدد كبير من القرى المغربية النائية، التي كانت تعرف تواجدا قليلا للسكان طيلة السنوات الماضية، بسبب توجه الشباب إلى المدن أوالبلدان الخارجية، للبحث عن عمل، ما جعلها تبدو شبه مهجورة، غير أن جائحة كوفيد-19، غيرت الأمور.

وتسبب دخول فيروس كورونا إلى المغرب، بداية مارس الماضي، واضطرار الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية وفرض حجر صحي للتصدي له، في حمل آلاف المواطنين لحقائبهم، وسفرهم نحو القرى النائية التي ينحدرون منها، وقد شاهد الجميع، الصور ومقاطع الفيديو، التي تداولها رواد على مواقع التواصل الاجتماعي، في آخر يومين قبل توقف الحافلات وسيارات الأجرة عن العمل.

كمال، واحد من الشباب الذين اضطروا لمغادرة بيت والديهم، والسفر للبحث عن عمل في مدينة بعيدة، فقد حمل حقائبه ورحل عن بلدة “بني عبد الله”، الواقعة بإقليم الحسيمة، قبل أربع سنوات، متوجها صوب مدينة طنجة، للبحث عن مصدر رزق، وهو ما تأتى، ليبقى في عاصمة “البوغاز”، مع زيارة والديه من حين لآخر، غير أن فيروس كورونا، أجبره على الرجوع لقريته قبل موعده المقرر.

يفسر كمال عودته لبلدته، بأنها جاءت بسبب توقفه عن العمل، “أي أني لم أكن أستطيع المواصلة في طنجة، من جهة لعدم قدرتي على توفير مستلزمات العيش لوقت طويل، ومن جهة ثانية لاستحالة تمكني من أداء مصاريف الكراء”، الأمر الذي اضطره للرحيل صوب “بني عبد الله”، آواخر شهر مارس الماضي. وأضاف المتحدث، بأن عددا كبيرا من أمثاله سافروا لقراهم الأصلية نحو الأطلس، والجنوب الشرقي، لنفس الأسباب.

عبد الحميد، أستاذ يدرس في طنجة، وهو مستقر بها، وبالرغم من أنه يمتلك منزلا في المدينة، ولا تلاحقه مصاريف الكراء، إلا أن الفيروس، جعله يحمل حقائبه برفقة زوجته وابنتيه الاثنتين، ويسافر صوب قرية صغيرة ضواحي “تمسمان “، بإقليم الدريوش، لقضاء الحجر في بيت والديه، في البادية.

عكس كمال، لم تكن الوضعية المالية هي السبب الذي جعل عبد الحميد يتوجه إلى منزل والديه، بقدر ما جاء ذلك، حسب قوله، نظرا لأن “تمسمان”، أكثر أمانا من طنجة، في حال انتشر الفيروس بقوة، خاصة أن عاصمة الشمال، تعتبر من المدن التي تعرف رواجا على المستوى الاقتصادي وتتواجد بها شركات عديدة، ما يتسبب في اكتظاظ كبير في الشوارع.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي