تشير المعلومات الأولية التي توصلت إليها السلطات الألمانية في إطار تحقيق بخصوص هوية منفذ الهجوم في سوق عيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ بأنه كان معاد للإسلام، وعبّر مرات عدة عن الاستياء من سياسات الهجرة واللجوء في ألمانيا.
هجوم “مروع”
ودان المستشار الألماني أولاف شولتز الهجوم “المروع” الذي أودى بحياة خمسة أشخاص وصدم البلاد قبل أيام من عيد الميلاد وبعد ثمانية أعوام على حادثة دهس أخرى لمتسوّقين في سوق ميلادية في برلين نفّذها جهادي.
ولا تزال الشرطة الألمانية في حيرة بشأن دوافع طالب العبد المحسن الذي قادة سيارة دفع رباعي بسرعة كبيرة وسط حشد كثيف الجمعة، ما أدى أيضا إلى إصابة 205 أشخاص.
وأثارت الواقعة حالة حزن واشمئزاز، حيث كان بين القتلى طفل يبلغ تسع سنوات، فيما يتلقى المصابون العلاج في 15 مستشفى إقليميا.
وتعرضت ألمانيا لهجمات جهادية دامية عدة، لكن الأدلة التي جمعها المحققون ومنشورات العبد المحسن السابقة على الإنترنت رسمت صورة مختلفة للطبيب النفسي البالغ 50 عاما.
سعودي ملحد
وفي حديث أجري معه في أواخر العام 2022 في إطار إعداد تقرير عن ظروف تواجهها نساء سعوديات أو أفراد من مجتمع الميم خارج المملكة، عرّف العبد المحسن عن نفسه بأنه “سعودي ملحد”، وكال سيلا من الشتائم للدين الإسلامي.
ولم يُخفِ الرجل مواقفه المناهضة للإسلام عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو أسّس منظمة “إكس مسلم” (مسلم سابق).
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إنه يتبنى آراء “معادية للإسلام”، بينما قال المدعي العام “يبدو أنه في خلفيات الجريمة… قد يكون هناك امتعاض من طريقة معاملة اللاجئين السعوديين في ألمانيا”.
وقال المدير القانوني للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان (ESOHR) ومقرّها برلين طه الحاجي “هو شخص مضطرب نفسيا ومعتد بنفسه بصورة مبالغ فيها”.
ألمانيا تتوعد بالرد على الهجوم “الرهيب”
تحدث العبد المحسن في منشوراته على الإنترنت عن مشكلاته مع السلطات الألمانية وتشكيكه بها.
وفي منشور يعود الى 21 غشت الماضي، كتب “هل هناك طريق للعدالة في ألمانيا من دون أن تفجر سفارة ألمانية أو تذبح مواطنين ألمان عشوائيا؟”.
ونقلت صحيفة دي فيلت اليومية عن مصادر أمنية، أن شرطة الولاية والشرطة الفدرالية الألمانية أجرت العام الماضي “تقييما للمخاطر” التي قد يشكّلها، لكنها خلصت إلى أنه “لا يشكل خطرا محددا”.
بروفايل غير معتاد لمنفذ هجوم ماغديبورغ يخلط أوراق السياسيين في ألمانيا
وزار شولتز السبت موقع عملية الدهس ووضع زهورا أمام الكنيسة الرئيسية في ماغدبورغ.
وترك السكان شموعا وزهورا وألعاب أطفال في كنيسة يوهانسكيرشي، حيث انضم إليهم شولتز والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد ذلك للمشاركة في قداس.
وتعهّد شولتز الذي انضم إليه عدد من السياسيين، بأن تردّ ألمانيا “بكل قوة القانون على الهجوم الرهيب”.
ودعا إلى الوحدة الوطنية في وقت تشهد ألمانيا نقاشا حادا بشأن الهجرة والأمن، مع قرب موعد الانتخابات في فبراير.
وقال المستشار الذي ينتمي إلى يسار الوسط، إنّ من المهم “أن نبقى معا كبلد، أن نلتصق ببعضنا البعض… وألا تكون الكراهية هي التي تحدّد تعايشنا ولكن حقيقة أنّنا مجتمع يسعى إلى مستقبل أفضل”.
وندّد الرئيس الأميركي جو بايدن بعملية الدهس، واصفا الهجوم بأنه “خسيس” مشيرا إلى أن واشنطن على تواصل مع السلطات الألمانية. وقال “لا ينبغي أن يتعرّض أي مجتمع أو عائلة لهذا العمل الخسيس، خصوصا قبيل عطلة” الميلاد.
وعبّر شولتز عن امتنانه لمشاعر “التضامن… من جانب العديد، العديد من البلدان في كل أنحاء العالم”، مضيفا “من الجيّد أن نسمع أنّنا نحن الألمان لسنا وحدنا في مواجهة هذه الكارثة الرهيبة”.
مساء السبت، أرسل البابا فرنسيس برقية للرئيس الألماني أعرب فيها عن تضامنه مع ذوي الضحايا.
ويتوجه بنجامان حداد، الوزير الفرنسي المكلف شؤون أوروبا، إلى ماغدبورغ الأحد “للتعبير عن دعم فرنسا الشعب الألماني بعد الهجوم المأسوي”، حسبما أعلنت أوساطه مساء السبت، قائلة إن زيارته ستتم “بناء على طلب رئيس الجمهورية” إيمانويل ماكرون لحمل رسالة أخوّة ودعم.
الهجوم “سيصب في مصلحة حزب البديل من أجل ألمانيا”
وأظهر مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة سيارة “بي ام دبليو” سوداء تسير بسرعة عالية مباشرة عبر حشد من الناس وسط أكشاك في سوق عيد الميلاد.
والسبت كان الموقع مطوقا والأكشاك حول شجرة الميلاد الضخمة فارغة بعد إلغاء السوق لهذا العام احتراما للضحايا، وقد تناثر في المكان حطام وبقايا مواد طبية استخدِمت لإسعاف المصابين.
تعليقات الزوار ( 0 )