خرج سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بتصريحات “غير مألوفة” مساء أمس الأحد همت الشأنين الداخلي والخارجي للمملكة، وذلك في إطار كلمة ألقاها بمناسبة الملتقى 16 لشبيبة حزبه.
وتجلت أبرز تصريحات العثماني في إطار تحدثه عن القضية الفلسطينية، عندما انتقد بشدة التطبيع مع “إسرائيل” في إشارة لاتفاقية السلام بين دولة الإمارات وتل أبيب، قائلا إن مثل هذه الاتفاقيات تضعف موقف الشعب الفلسطيني وتواصل في انتهاك حقوقه، معلنا أن المغرب ملكا وشعبا يرفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي.
وظهرت “قوة” تصريحات الأمين العام للحزب ذي التوجه الإسلامي، في “الهجوم” على خصومه السياسيين، حين وصف انتقادات المعارضة له “بالفجة”، مستنكرا دعوات استقالة الحكومة لسوء تدبيرها للأزمة الصحية المتعلقة بفيروس كورونا، مسجلا بكون المعارضة لم تقدم حلولا تساعد على الخروج من الأزمة الصحية.
وذكرت مصادر مقربة من شبيبة حزب العدالة والتنمية، أن قول سعد العثماني بأن جانب الانتخابات لا يهم حزبه في هذه الآونة “غير صحيح”.
وأشارت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن خروج رئيس الحكومة في ملتقى الشبيبة، وظهوره أمام مؤيديه، بالإضافة إلى اختياره هذا التوقيت المتزامن مع التقارير المشيرة لقرب إعلان المغرب اتفاقية سلام مع “الكيان الصهيوني” هو أمر مدروس وحملة انتخابية سابقة لأوانها، لما تحمله القضية الفلسطينية من قيمة لدى مختلف شرائح المجتمع المغربي.
وأفاد مراقبون ومحللون سياسيون بهذا الصدد، أن مواقف الدولة المغربية الخارجية تدخل ضمن اختصاصات المؤسسة الملكية أو وزارة الخارجية والتعاون، وأن إعلان العثماني محفوفا بمؤيديه هو “ركوب على موجة رفض التطبيع” لحشد الناخبين، والظهور بمظهر المدافع عن قضايا الأمة، مؤكدين بكون مؤسسة رئاسة الحكومة قلَّما ما تطلق تصريحات تهم الشأن الخارجي للمملكة.
وحول هجومه “غير المألوف” على معارضيه، قال مراقبون إن العثماني عزز بهذه الانتقادات الواسعة، فرضية استغلال تجمع شبيبته من أجل حملة انتخابية غير معلنة وسابقة لأوانها.
وأضافوا أن اجتماعه بمؤيديه رغم انتشار فيروس كورونا، والتدابير الصحية المصاحبة له، فضلا عن الهجوم اللاذع على المعارضة التي تسبق دائما الحملات الانتخابية الحزبية، ما هي إلا إشارات قوية على رغبة العثماني في التحضير مبكرا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة بعد عام.
جدير بالذكر أن تصريحات رئيس الحكومة مساء أمس، لاقت صدى واسعا في الأوساط الاعلامية المحلية والعربية وكذا الدولية، خاصة إعلانه رفض المغرب التطبيع مع “إسرائيل” تزامنا من زيارة مرتقبة من “جاريد كوشنر” عراب ما يسمى بصفقة القرن واتفاقية السلام بين أبوظبي وتل أبيب.
ورحبت حركة حماس الفلسطينية بهذا الخصوص، بإعلان العثماني، مثمنة في بيان لها موقف الأمين العام للعدالة والتنمية، “الرافض لكل أشكال التطبيع”.
تعليقات الزوار ( 0 )