رَجَّت شبكات التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة، على إثر تداول نشطاء “المارد الأزرق” لصورة شابة إسبانية تدعى “لونا رييس” تعمل كمتطوعة في الصليب الأحمر، وهي في عناق حار مع أحد المهاجرين من دول جنوب الصّحراء، بعد الدخول الكثيف لآلاف المهاجرين إلى جيب سبتة.
والتقطت عدسات المصورين هذه الصورة أثناء تدفق المهاجرين على المدينة السليبة، في لحظة إنسانية توثق تعاطف المتطوعة البالغة من العمر 20 سنة، وهي تواسي مهاجرا سنغاليا برقة بعد لحظات من وصوله إلى شواطيء المدينة.
وبعد ساعات من انتشار الصور ومقاطع الفيديو، تعرضت المتطوعة في الصليب الأحمر لسيل من الإساءات من قبل أنصار حزب فوكس اليميني المتطرف المعادي للمهاجرين في إسبانيا، لتنتقل موجة الانتقادات والسخرية إلى عدد من الجرائد والصحف الإسبانية.
وجاءت ردود أفعال العديد من المتابعين متباينة بين متعاطف وساخر ومتنمر، حيث أدخل الهجوم على المتطوعة “لونا” في دوامة هلع ورهاب، دفعها إلى الانكفاء في بيتها والانقطاع عن العالم الخارجي، وإغلاق حساباتها علي وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي غضون ذلك، تصدر هاشتاغ #GraciasLuna أو “شكرا لونا” قائمة “الهاشتاغات” الأكثر تداولا على منصة موقع التواصل الاجتماعي، لاسيما على تويتر والفيسبوك، حيث كتب، جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تغريدة عبر فيها عن تضامنه مع “لونا”.
وغرد الأمين العام لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر قائلا: إنّ “لونا” تمثل أفضل ما لدينا، ولا يمكنني أن أكون أكثر فخراً بها وبملايين متطوعي الصليب الأحمر والهلال الأحمر”.
وعن هذا الموضوع، كتب أحد المعلقين: إنه وللأسف، تم توظيف هذه الصورة من قبل المتطرفين الإسبان، فجعلوها موضوع حملة عنصرية، استعملوا فيها الأسلحة بما فيها “الإيحاءات الجنسية”.
وأضاف ناشط آخر، “شحال حنينة وقلبها كبير، لونا عمرها 20 عام متطوعة في الصليب الاحمر تشهرت في العالم كامل في الأيام الأخيرة لكن هادشي عوض يكون حاجة إيجابية في حياتها، للأسف وقع العكس”.
وزاد، “لونا” بقاو كيوصلوها رسائل كراهية واضطرت تغلق جميع الحسابات ديالها في السوشل ميديا، والأفارقة كيشوفوها ملاك لكن للأسف العنصريين ديال إسبانيا وأوروبا كرهوها حيت تعملات بإنسانية مع المهاجرين”.
وقال ناشط آخر يدعى نور خليل، فكتب، إنه أثناء عمليات تدفق المهاجرين من المغرب على شاطئ سبتة في الأيام الأخيرة، انتشرت صورة للمتطوعة “لونا” وهي تواسي مهاجر على الشاطئ في الوقت الذي كان فيه رفقاءه يحاولون إنعاش صديقه.
وتابع في التدوينة ذاتها، أن “لونا” اضطرت لإغلاق كل حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب سيل من الإهانات والتهديدات المعادية للأجانب في الرسائل التي توصل بها.
وأشار المصدر ذاته، إلى أنه بالرغم من كل الأشياء السيئة التي تحصل في العالم، فإن عمل لونا ورفاقها هو الدليل المتبقي على أن الإنسانية لا تزال تملك نوعا من الضمير.
ومنذ صباح الاثنين، وصل نحو ثمانية آلاف مهاجر سباحة أو سيرا أو على متن قوارب مطاطية صغيرة إلى جيب سبتة المحتل، مما أثار أزمة بين الرباط ومدريد.
وتأتي أزمة الهجرة الأخيرة وسط توتر في العلاقات بين المغرب وإسبانيا منذ بداية أبريل، مع استقبال مدريد لرئيس جبهة البوليساريو الإنفصالية، إبراهيم غالي، بهوية مزورة من أجل تلقي العلاج في إسبانيا بعد مرضه بجائحة “كورونا”.
تعليقات الزوار ( 0 )