شارك المقال
  • تم النسخ

“نيويورك تايمز” تحتفي بالعالمة المغربية اسمهان الوافي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

احْتَفَتْ صحيفة ” New York Times” الأمريكية، بسيرة ومسيرة العالمة المغربية اسمهان الوافي، كبيرة علماء منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، المعروفة اختصارا بـ”فاو”، وذلك بمناسبة حلول اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف يوم 8 مارس من كل سنة.

وتعد اسمهان الوافي، إحدى النساء المغربيات اللواتي نجحن في بصم مسار مهني حافل بالمنجزات العلمية في مجال الأبحاث المتعلقة بعلم وراثة النباتات، حيث أكد المدير العام لـ”الفاو” أنّ من بين عوامل تعيينها في هذا المنصب المُحدَث لأول مرة، هو خلفيتها ومعرفتها الواسعة بمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا.

وأجرت الصحيفة الأمريكية الواسعة الانتشار، 10 حورارت مع نساء مختلفات عبر العالم، نجحن بشكل كبير في أن يُغيرن صورتهن عبر العالم ويدحضن الصور النمطية التي ترسخت في المُتخيل العام، وأثبتن أنهن قادرات على تغيير مشهد القيادة العالمي.

وفي ما يلي نص الحوار:

اختارت اسمهان الوافي، التي ولدت وترعرعت في المغرب في البداية، الولوج إلى مدرسة عسكرية لتحقيق حلم طفولتها في أن تكون قائدة طائرة حربية، فماذا حدث؟

عندما كنت في المدرسة الثانوية، كنت أتقن علوم الرياضيات جيدا، لذلك شجعني أستاذي على الالتحاق بمدرسة طيران خاصة، حيث كانوا يدربون أول طيارين مقاتلات في المغرب.

وكنت طفلة قوية وصلبة إلى حد ما، وأتمتع بشخصية قوية وحضور مميز، لذلك جعلت والدي يقبلان بالأمر، وخضت تجربة التكوين العسكري في مجال الطيران لمدة ثلاث سنوات.

لكن بعد ذلك قرر الجيش المغربي إيقافي، بذريعة أن النساء غير مستعدات لأن يصبحن طيارات مقاتلات. وحتى يومنا هذا، أي بعد أكثر من 20 عاما، لا توجد طيارين مقاتلات في المغرب.

كنت آنذاك في السابعة عشرة من عمري، ووجدت أن القرار غير منصف بالنسبة لي، وغير مقبول حقًا. لماذا لا أستطيع أن أفعل ما يمكن أن يفعله الرجل؟ كان هذا هو شعوري في ذلك الوقت، وما زال كذلك، نحن بحاجة إلى فرص متساوية للنساء، حتى لو اضطررنا إلى الانخراط في تمييز إيجابي، وأعتقد أنه ضروري.

تركتِ الحلم الطفولي، واتجهتِ إلى دراسة الزراعة وعلم الوراثة، وانتقلتِ بعدها إلى كندا للعمل كمديرة للبحوث والشراكات في وكالة فحص الأغذية الكندية، ثم انتقلتِ بعد ذلك إلى دبي لقيادة المركز الدولي غير الربحي للزراعة الملحية. ماذا كان عملك هناك؟

تتواجد الإمارات العربية المتحدة في منطقة صحراوية قاحلة ومهجورة حقًا، وكل المياه الموجودة بها مالحة، ومن الصعب للغاية التعامل مع النظام البيئي: حيث أن درجات الحرارة شديدة، والمياه شحيحة للغاية، والتربة سيئة.

وفي هذه البيئة كنت بحاجة إلى الكثير من الابتكار، وكانت وظيفتي هي استخدام علم الوراثة لتربية محاصيل قادرة على تحمل الملوحة والنمو في درجات شديدة الحرارة.

ويحاول المركز العثور على نباتات يمكنها امتصاص الملح، كما اشتغلت على النباتات الملحية، والنباتات التي تحب الملح، وطورت نظاما غذائيا قائما على النباتات الملحية، حيث يقوم بتعميم تلك النباتات وإيجاد طرق لاستخدامها في مختلف الأطباق، وأحد هذه النباتات يسمى “الساليكورنيا”.

أنتِ الآن في منظمة الأغذية والزراعة، التي تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع في العالم. ماهي وظيفتك بالضبط في هذا المنصب المُحدَث لأول مرة؟

لقد احتاجوا إلى شخص مسؤول عن إدخال العلم والابتكار في جميع البرامج والقرارات في المنظمة كطريقة لزيادة التأثير الذي يمكن أن يحدث على أرض الواقع، سواء كان ذلك بسبب عوامل سوء التغذية أو التخفيف من حدة الفقر.

ما هو حجم التحدي الذي يمثله تغير المناخ؟

التغييرات مروعة، والناس الذين يفهمون ذلك بشكل أفضل هم المزارعون، ولا أعتقد أن هناك أي مزارع سيقول لك، “إنه المناخ هو نفسه الذي كان عليه منذ 10 أو 15 عاما”. ولا يقتصر الأمر على ارتفاع درجة حرارة المناخ، ولكن لدينا أيضًا تقلبات هائلة.

كامرأة في مجال العلوم، هل واجهتِ تمييزا؟

يحدث هذا الأمر في كثير من الحالات، لكن غالبا ما يكون خفيا جدا، ولا يظهر المرء الوقاحة في وجهك، هناك دائما ابتسامة تعلوا الشفاه، مثل، “هل يمكنها فعل ذلك حقًا؟، أو أنهم يطلقون النكات فيما بينهم، وغالبا ما أطلب من هؤلاء الأشخاص الصمت، أو أتجاهل الأمر، ولم أشعر قط بأني ضعيفة، أو لا أستطيع المطالبة بحقوقي.

هل توجد عقبات أخرى أمام النساء اللواتي يرغبن في أن يصبحن قائدات؟

أعتقد أن أكبر عقبة هي رغبتنا في تكوين أسرة، تجعلك الأحياء والثقافة تسعى جاهدًا لإنجاب الأطفال، وهذا هو التحدي الأصعب، لأن معظم النساء سيتخلون عن حياتهن المهنية لتكوين أسرة أو لإرضاء محيطهن الثقافي، وهذا هو المكان الذي أعتقد أن السياسات يجب أن تساعد المرأة في تكوين أسرة وعمل.

إذا كنت موظفا فيدراليا في كندا، أو عندما يكون لديك طفل، فإن القانون يسمح لك بإجازة لمدة عام براتب كامل، وبضع سنوات أخرى حيث يمكنك البقاء في المنزل وعدم الحصول على راتبك، ثم العودة إلى حياتك المهنية لكن هذا غير موجود في معظم البلدان.

ونرى أن عددا كبيرا من النساء، يذهبن إلى الجامعة، ويدرسن بجد، ويحصلن على وظيفة، ثم ينجبن أطفالًا ويتوقفن، وهذا الأمر يقودهم إما إلى التواري، أو القيام بحركات بطيئة جدا في حياتهم المهنية، وإذا كان لدينا طريقة لإعادتهم إلى حياتهم المهنية في الوقت الذي يختارونه، فهذا أمر مهم للغاية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي