بين شوارع مدينة كلميم بوابة الصحراء المغربية، يقود شاب يدعى ‘’نوح بوفرو’’، عربة لبيع ‘’فشار الأمل’’، لإنقاذ صديقه ‘’عثمان بوكشوض’’ الذي يرقد بمصحة خاصة بمدينة مراكش، جراء مضاعفات مرض على مستوى القلب، يستدعي جراء عملية جراحية ستكلفه الملايين من السنتيمات.
مبادرة ’’علبة فشار.. نبضة قلب’’
‘’نوح’’ شاب من مدينة كلميم، دفعته ‘’الصحبة والعشرة’’ أيام السكن الجامعي، بمدينة فاس أيام التعليم الجامعي، ليقود عربة بين أزقة كلميم، وبيع الفشار في عربة متنقلة إختار لها عنوان ‘’علبة فشار.. نبضة قلب’’ لعلها تكون سببا في انقاذ حياة زميل الدراسة، الذي يعاني ويلات المرض وقلة الشيئ أمام مصاريف باهضة، وصلت حسب الأطباء المكلفين بالعناية الطبية، حوالي 30 مليون سنتيم، دون أن يشمل المبلغ تكاليف اجراء العملية.
‘’عثمان صديقي وعزيزي، لن أتخلى عنه إلى آخر رمق’’ هكذا حدثنا ‘’نوح’’ بنبرة يعلوها الأمل والثقة، في جمع التبرعات بعلبة الفشار، بعدما أصبحت أيقونة في مدينة كلميم المغربية، وعل منصات التواصل الإجتماعي، حيث تجاوز التضامن حدود الوطن، وتتقاطر ‘’أوروهات’’ المحسنين المغاربة على حساب عائلة المريض، فيما يجمع ‘’نوح’’ دراهم المغاربة المؤمنين بالمبادرة والآملين في وضع حد لمعاناة ‘’بوكشوض’’.
وفي حديثه عن وضعية المريض، قال نوح بوفرو، في تصريحه لـبناصا إن ‘’وضعيته حرجة جدا، تحتاج إلى تدخل طبي عاجل من أجل إجراء العملية، التي من المرتقب أن يجريها طاقم طبي من خارج الوطن، وهذا ما سيتطلب تكاليف مادية إضافية، ربما تصل إلى حوالي 80 مليون سنتيم، لأن المبلغ المالي المعلن عنه (30 مليون سنتيم) ليس سوى مبلغ ‘الأجهزة’ التي سيتم توظيفها في العملية الجراحية المعق’’.
المغاربة شعب متضامن
‘’انطلقت المبادرة، في سياق الاستغاثة التي سبق لعائلته وأصدقائه أن أطلقوها بمنطقة ‘’آسا’’ وهي التي تبعد كيلومترات عن كلميم، وبعد تفكير عميق في طريقة يمكنها أن تكون مختلفة عن المألوف وتلقيى إقبالا من قبل المواطنين، وتفاديا لأي اشكال قانون في هذا الإطار، انبثقت ‘’فكرة عربة الفشار’’، والي لاقت إقبالا كبيرا، منذ يومها الأول حيث تم تجميع ما مجموه 2000 درهم’’ يقول محدثنا.
وأضاف ‘’نوح’’ الذي كان مؤمنا بفكرته، أن ‘’طيبوبة المغاربة وتضامنهم، فاجأه بصراحة، بعدما انتقل المبلغ المالي الذي يجمعه كل يوم من 2000 درهم إلى 6000 درهم ومنه إلى 9000 درهم، بعد ايام قليلة من إطلاق مبادرة ‘فشار الأمل’. وأكد على أن ‘’حجم التضامن تجاوز حدود الوطن، وبدأ مغاربة الخارج يتواصلون ويبحثون عن سبل تقديم يد المساعدة، لأسرة المريض، لتتقاطر عليهم مئات ‘اليورهات’ من فرنسا واسبانيا ودول العالم’’. لا
وقال الشاب التلاثيني، في حديثه إن ‘’الأمل مازال قائما، وإن المغاربة والمحسنون في مختلف مناطق المغرب والعالم، يظهرون لنا اليوم، إنسانية شعبنا ووجود ‘نافذة للأمل’، تكسر معاناة أبناء هذا الوطن وتخفف من وقعها، لعلها تكون يوما منقذا لشاب اختاره المرض وأسقطه بسرير مصحة خاصة، في انتظار عملية جراحية معقدة…’’.
تعليقات الزوار ( 0 )