تستعد القارة العجوز لشتاء أكثر برودة من المعتاد في ظل تصاعد مستمر لأسعار الطاقة في جميع أنحاء القارة، وتشير التوقعات إلى أن النقص في إمدادات الغاز الطبيعي قد يتفاقم، وقد يصل الأمر إلى انخفاض المخزونات إلى الصفر، مع إمكانية انقطاع التيار الكهربائي في جميع مناطق أوروبا.
في تقرير نشره موقع “أويل برايس” (Oil Price) الأميركي، تقول تسفيتانا باراسكوفا إنه مع بدء انخفاض درجات الحرارة في أوروبا خلال الأيام الأخيرة، ارتفعت أسعار الكهرباء، في وقت يتوقع فيه المحللون أنه لا يوجد حل فوري لأزمة إمدادات الكهرباء والغاز الطبيعي، وأن الوضع سيكون أسوأ إذا استمرت موجة البرد.
أوروبا تبحث عن الحلول
في الوقت الحالي، يرى بعض الخبراء أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يخفف الضغط على إمدادات الطاقة المحدودة في أوروبا هو تقليص الطلب في الصناعات في ظل مخاوف من وصول المخزونات إلى الصفر.
وحسب الكاتبة، فإن روسيا أوفت إلى حد الآن بالتزاماتها التعاقدية مع العملاء الأوروبيين بشأن إمدادات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، لكنها لم تقدم إمدادات إضافية في خضم أزمة الغاز والطاقة في الأشهر الأخيرة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة الشبكة الفدرالية الألمانية إن مشروع “نورد ستريم 2” الروسي قد تعثر بعد أن أكدت ألمانيا أنها علقت المصادقة على خط أنابيب الغاز.
وفي ظل الغموض الذي يحيط بموعد بدء مشروع نورد ستريم 2، يمكن أن تتجاوز أسعار الغاز والطاقة في أوروبا المستويات القياسية التي وصلت إليها في أكتوبر الماضي.
ونقلت وكالة رويترز عن المحلل في شركة “رفينيتيف” (Refinitiv) للاستشارات واين بريان قوله الأسبوع الماضي “لا أستبعد العودة إلى المستويات المرتفعة القياسية في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما أنظر إلى النقص الحاد في السوق والتدفقات الروسية المحدودة”.
وأكد الشريك التجاري في شركة “هارتري بارتنيرز” (Hartree Partners) آدم لويس لموقع بلومبيرغ أنه “إذا كان الطقس باردا في أوروبا، فلن يكون هناك حل سهل لزيادة الإمدادات، وإنما نحتاج إلى حل لخفض الطلب”.
وقد قلصت بعض الصناعات ذات الاستهلاك الكبير للطاقة والتي تستخدم الكثير من الغاز الطبيعي – بما في ذلك الأمونيا والأسمدة ومصانع الصلب- من عملياتها في أوروبا خلال الأشهر الأخيرة، حيث تعرضت لخسائر بسبب أسعار الغاز الطبيعي القياسية، وإذا استمرت في تقليص عملياتها خلال الأشهر المقبلة فإن الطلب على الطاقة سينخفض.
انخفاض طاقة الرياح
تضيف الكاتبة أنه إلى جانب أزمة الغاز الطبيعي التي رفعت أسعار الطاقة في أوروبا إلى مستويات قياسية، فإن انخفاض سرعة الرياح أدى بدوره إلى تفاقم العجز في إمدادات الطاقة، خاصة في دول شمالي أوروبا التي تعتمد على توليد الطاقة من الرياح بشكل جزئي.
على سبيل المثال، أدى انخفاض حجم طاقة الرياح في فرنسا إلى جانب انخفاض إمدادات الطاقة النووية إلى ارتفاع أسعار الكهرباء في البلاد الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ ما يقرب عقدا من الزمن، إلى جانب ارتفاع الطلب على الكهرباء في ظل برودة الطقس.
وقفزت أسعار الطاقة في دول شمالي القارة أول أمس الاثنين إلى مستوى قياسي بسبب انخفاض درجات الحرارة، وتراجع إمدادات الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة، وارتفاع أسعار الغاز.
ومع شح إمدادات الغاز الطبيعي، والغموض بشأن إمكانية زيادة تدفقات الغاز الروسي، ترى الكاتبة أن أنظمة وأسواق الطاقة والغاز في أوروبا تواجه تحديا صعبا للغاية خلال الشتاء الحالي.
تعليقات الزوار ( 0 )