احتضنت دار الشباب ” أنوال” بمدينة تازة، قبل أمس السبت، ندوة علمية وطنية نظمها مركز المقاصد للدراسات والبحوث، بشراكة مع جمعية الرميصاء للتنمية النسوية، ناقشت موضوع « دعاوى الطاعنين في السنة النبوية في ميزان النقد العلمي».
وقد نظمت الندوة تكريما لروح الفقيد الدكتور محمد السائح رحمه الله تعالى، ابن مدينة تازة، الذي كان يعمل أستاذا بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس مدرسا لعلوم الحديث، وصاحب مؤلفات علمية قيمة منها: “مسالك رد الحديث النبوي بين النقد العلمي وشبهات الطاعنين ” و” المنهجية المعرفية الإسلامية، محاولة في الإحياء تأصيلا وتنزيلا”.
استهلت الندوة بجلسة افتتاحية أشرف على تسييرها الأستاذ مصطفى الجراري، رحب فيها بمتابعي الندوة، وتقدم بالشكر للهيئتين المنظمتين والأساتذة المحاضرين وكافة المتدخلين. ثم تناولت الكلمة رئيسة جمعية الرمصياء للتنمية النسوية حيث رحبت بالحضور والأساتذة المشاركين، ونوهت باختيار مدينة تازة لاحتضان هذه الندوة العلمية الهامة، وتقديمها هدية للفقيد الأستاذ الدكتور محمد السائح رحمه الله تعالى.
ومن جهته، ذكَّر الدكتور الحسين الموس مدير مركز المقاصد بالسياق العلمي والفكري الذي كان وراء اختيار موضوع الندوة، مؤكدا أن مهمة المركز تتمثل في تأطير واحتضان البحوث والأنشطة العلمية التي من شأنها تقديم إجابات علمية لما يثار من أسئلة وشبهات حول أصول الإسلام وقضاياه، بما يسهم في ترسيخ الثوابت الدينية للمجتمع المغربي وتحصين أبنائه ضد كافة الانحرافات الفكرية، مع تكريس منهح الوسطية والاعتدال.
ثم قدمت الأوراق العلمية للندوة في جلستين، اشتملت كل واحدة منهما على مداخلات ثلاث.
أما الجلسة الأولى فخصصت لموضوع « الطعن في السنة النبوية ومسالك رد الحديث»، بتسيير الأستاذ مصطفى الجراري. وقد تناوب على المنصة فيها الدكتور إدريس الشرقي، الأستاذ المحاضر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس حيث قدم قراءة في كتاب: “مسالك رد الحديث النبوي بين النقد العلمي وشبهات الطاعنين”، ونوه بالجهد الذي بذله المؤلف فيه. وتلاه بعد ذلك الدكتور رشيد ترفاس، الأستاذ المحاضر بالكلية المتعددة التخصصات بالراشيدية، في مداخلة ثانية عالج فيها موضوع: ” الطاعنون في السنة بين الماضي والحاضر وشبهاتهم وردود العلماء عليهم”، ثم ختمت بمداخلة ثالثة من تقديم الدكتور محمد الصبيحي، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، في موضوع “صحيح الإمام البخاري: الخصائص المنهجية ومقومات الحجية” قدم فيها الخصائص المنهجية للجامع الصحيح للإمام البخاري، الأمر الذي جعل العلماء المسلمين ينوهون به، وبعلو شروط الصحة لديه، وسعة أبوابه ودقة تراجمه.
وأما الجلسة الثانية فكان موضوعها الرئيس هو«حجية السنة ووثاقتها وتصحيحها من جوانب متعددة»، وأشرف على تسييرها الدكتور عبد الكبير حميدي، الأستاذ المحاضر بالكلية المتعددة التخصصات بالراشيدية. وقد تناوب على مداخلاتها الثلاث كل من الدكتور محمد خروبات، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، حيث عالج في مداخلته “إشكالية النسخ وتداعياتها عند الطاعنين في السنة، وفند بعض ما طرحه الدكتور طه العلواني حول النسخ وعلاقته بالسنة النبوية. ثم تدخل الدكتور عبد الفتاح الزنيفي، الأستاذ يكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك سيدي عثمان، وقدم موضوعا عن “الحديث والخبر والسنة بين التصحيح والفقه” من خلال مداخلة عبر منصة التناظر الرقمي. وبعد ذلك أخذ الكلمة الدكتور محمد أسعد، الأستاذ المحاضر بالكلية المتعددة التخصصات بالراشيدية، الذي تناول موضوع ” الجامع الصحيح للإمام البخاري معالم ضبطه ووثاقته عبر العصور”، قدم فيها تسلسلا زمنيا لأشهر روايات”صحيح البخاري” وأصحها، من عصر المؤلف إلى العصر الحالي.
تعليقات الزوار ( 0 )