شكل موضوع استكشاف الروابط بين المغرب وأمريكا اللاتينية- من التبادل الثقافي إلى التعاون الاستراتيجي، محور ندوة دولية نظمتها، أمس الاثنين، كلية اللغات والآداب والفنون التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وذلك بمناسبة عيد الشباب المجيد.
وعرفت الندوة التي نظمت بصيغة افتراضية في إطار “برنامج دعم البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في المجالات ذات الصلة بالقضايا الراهنة: قضية الوحدة الوطنية والأقاليم الجنوبية” الذي أطلقته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بتنسيق مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مشاركة أكاديميين وسياسيين وفاعلين من المجتمع المدني من المغرب والمكسيك والبارغواي.
وحسب القائمين على الندوة، فإن الأمر يتعلق بمناسبة لتدارس فرص التعاون بين النخب الثقافية والأكاديمية والفاعلين السياسيين وممثلين عن المجتمع المدني لبحث إمكانيات تطوير وسائل التقارب الثقافي والاستراتيجي وتقديم مقترحات استثنائية يمكن تحويلها سياسات مشتركة تعزز العلاقات بين الضفتين.
وحسب المصدر ذاته، فقد أسهمت الدينامية الجديدة للدبلوماسية المغربية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تقوية العلاقات المغربية مع دول أمريكا اللاتينية وتصحيح التصورات الخاطئة حول النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وهو ما انعكس على قرارات كثير من الدول التي باتت تعترف تباعا بمغربية الصحراء وتعزز عمليا تطور مواقفها بافتتاح قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
واستحضر المشاركون في هذا اللقاء مضامين الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس للقمة الأولى لدول إفريقيا وأمريكا الجنوبية، التي انعقدت بأبوجا سنة 2006، والتي أكد جلالته أنها تشكل “محطة هامة في العلاقات بين قارتينا. وهي مناسبة سعيدة لتثمين العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمعهما، بهدف بلورة رؤية مستقبلية، تخدم المصالح المشتركة لدولنا”.
كما أبرز المشاركون النقلة النوعية التي منحتها الزيارة الملكية للبرازيل سنة 2004 للعلاقات بين الطرفين، سيما وأنها تميزت بالتوقيع على الاتفاق الاطار في مجال التجارة بين المغرب والتكتل الاقتصادي ميركوسور (السوق المشتركة الجنوبية).
وتوقفت مداخلات المشاركين في اللقاء أيضا عند الطابع التاريخي للعلاقات المغربية البرازيلية والمسنود بالوثائق التاريخية، باعتبار أن المملكة كانت أول بلد يعترف باستقلال البرازيل، مبرزين التراث الحضاري المشترك بين البلدين، والنقاط المشتركة مع منطقة أمريكا اللاتينية سيما ما يتعلق منها بالنضال ضد الاستعمار والتأثير الثقافي بينهما من خلال الهجرة والتبادل التجاري، والتنوع الثقافي واللغوي الذي يميزهما.
وناقشت الندوة مواضيع متنوعة همت على الخصوص، صور الإسهام الحضاري المغربي في الموروث الثقافي الإيبيري ودول أمريكا اللاتينية، و”دور القوة الناعمة في تعزيز التقارب بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية”، و”المغرب وأمريكا اللاتينية فرصة عظيمة للتقارب”، و”التاريخ المشترك بين المغرب ودول وشعوب أمريكا اللاتينية” و”المكسيك والمغرب: جيران بعيدون، أصدقاء مقربون”.
تعليقات الزوار ( 0 )