أكد مشاركون اليوم الخميس، في أشغال ندوة دولية نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، احتفالا بالذكرى ال24 لعيد العرش المجيد، أن المغرب أضحى في عهد الملك محمد السادس قوة إقليمية وازنة بفضل دبلوماسية قائمة على قيم السلم والتسامح والحوار.
و تهدف هذه الندوة التي عرفت حضور عدد من الوزراء والشخصيات الدبلوماسية، إلى استحضار التحولات الإيجابية والخطوات الجبارة التي حققتها المملكة في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما شكلت هذه الندوة الدولية المنظمة تحت عنوان “جلالة الملك محمد السادس: الإرادة الملكية لجعل المغرب بلدا صاعدا”، مناسبة شدد خلالها المشاركون على دينامية الإصلاحات و الأوراش القطاعية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس منذ توليه العرش سنة 1999، والتي مكنت المغرب من تحقيق انجازات تنموية مهمة انعكست ايجابا على معدلات نموه و ضاعفت من ناتجه الداخلي الخام.
كما أكد المتدخلون خلال اللقاء على ضرورة استثمار المغرب لشراكاته الاقتصادية الدولية المتنوعة وكذا تحديث اقتصاده وتنويعه بل وجعله أكثر تنافسية من خلال الاستفادة المثلى من شبكة اتفاقيات التبادل الحر التي تربطه بعدد مهم من شركائه، وذلك من أجل تسريع عملية دخوله إلى نادي البلدان الصاعدة.
وبهذه المناسبة قال عمر حنيش، عميد بالنيابة لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا ونائب رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، ان هذه الندوة جاءت في سياق احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين وذلك بمشاركة ثلة من الشخصيات السياسية و الديبلوماسية والاقتصادية الوازنة من بلدان مختلفة.
واعتبر أن اللقاء فرصة للوقوف عند دور جلالة الملك محمد السادس نصره الله في جعل المغرب بلدا صاعدا، وكيف أضفى على البلاد دينامية اقتصادية واجتماعية ومؤسساتية ورياضية وثقافية جعلت من المغرب دولة بارزة وذات أهمية في الساحة الاقليمية والعالمية.
كما أكد حنيش ان الرؤية المتبصرة لجلالة الملك والاصلاحات الجوهرية التي اقدم عليها سواء على المستوى المؤسساتي او السياسي او الاقتصادي، وكذلك المشاريع التنموية الكبرى كتمديد الطرق السيارة وميناء طنجة المتوسط ومحطة نور للطاقة الشمسية والقطار الفائق السرعة ومخطط المغرب الأخضر، كل ذلك ساهم في النهوض بالمغرب وجعل منه قوة إقليمية.
من جانبه أعرب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ( وزير خارجية سابق لجمهورية مصر العربية)، السيد محمد العرابي، عن فخره و سعادته بالحضور في هذه الندوة الدولية، مشددا على “مكانة جلالة الملك محمد السادس في قلوب الشعب المصري و المكانة الخاصة التى يحظى بها لدى القيادة المصرية”.
واعتبر أن “مشاركة المصريين في احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على العرش هو أمر ضروري بالنظر للعلاقات التاريخية والإنسانية التي تربط كلا الشعبين”.
كما قدم العرابي مداخلة رصد من خلالها أبرز المنجزات التي تحققت في عهد الملك محمد السادس والتقدم الحاصل على مستوى المسار الديموقراطي بالمغرب، مشيدا بالدور الذي تلعبه المؤسسة الملكية في الحفاظ على استقرار وامن المملكة المغربية الشريفة.
من جانبه قال وزير العدل الأسبق محمد أوجار، إن “هذه الندوة الفكرية تهدف أساسا إلى الوقوف عند تجربة الملك محمد السادس كملك قاد المملكة المغربية بكفاءة ونجاح إلى أن تحولت إلى دولة ذات تأثير في محيطها الإقيليمي والقاري والعربي والدولي، وذات رسالة قيمية تتأسس على منجزات في أرض الواقع جعلت من المغرب دولة صاعدة بكل المقاييس”.
وأكد أوجار، أن الملك محمد السادس بعبقرتيه ورؤيته الاستراتيجية، كانت له القدرة على تأسيس دولة ذات بعد اجتماعي نجحت في تأسيس مناخ سياسي ودستوري ومؤسسي مكن من بناء دولة ديموقراطية وتجربة حقوقية تسمح للاقتصاد بالتطور في ظل الحق والقانون.
كما شدد على الدور الرائد الذي أضحت المملكة المغربية تلعبه تحت القيادة السامية للملك محمد السادس في محيطها الدولي، وتأثيرها في محيطها القاري من خلال التوافق الوطني وبناء تجربة الديموقراطية القائمة على التناوب والتنافس الحزبي، مؤكدا على الدور الحقوقي البارز لجلالته من خلال تأسيسه أولا وقبل كل شيء لهيئة الإنصاف والمصالحة التي اشتغلت على جبر الضرر من خلال فلسفة ملكية تؤسس لما هو أسمى من العدالة ومن القانون وتقوم على الإنصاف للضحايا، والمصالحة مع التاريخ والذات والمستقبل.
وأكد، على الدور البارز الذي لعبه الملك في التأسيس لدولة القانون والمؤسسات القائمة على رصد المنجزات وتحصين المكتسبات الحقوقية، والتي تعتبر العماد والأساس الذي تقوم عليه الدول الصاعدة من خلال التأسيس لجو ديموقراطي وإنتخابي.
وبدوره نوه وزير الخارجية السابق بجمهورية التشيك سيريل سوفوبودا، بالإصلاحات التي انخرط فيها المغرب في كافة الميادين خاصة في عهد الملك محمد السادس، معتبرا أن المغرب عزز مكانته الدولية بصفتة شريكا أساسيا للاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن التطور الذي بات يشهده المغرب في جميع المجالات من شأنه أن يرتقي بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، مشددا على مكانة المغرب المهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
تعليقات الزوار ( 0 )