اجتمعت أسماء عدة في عالم الرياضة، من أسطورة كرة السلة الأمريكية مايكل جوردان، إلى بطل العالم للفورمولا واحد البريطاني لويس هاميلتون، وفريق ليفربول الإنكليزي لكرة القدم، في إبداء التضامن بعد مقتل الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد الإثنين الماضي على يد الشرطة في مينيابوليس، ما أدى إلى تظاهرات تحولت في بعض الأحيان إلى أعمال شغب.
وأدان جوردان “العنصرية المتأصلة” في الولايات المتحدة، قائلا إنه “حزين بشدة، أعاني حقا وغاضب تماما”.
من جهته، ندد هاميلتون، بطل العالم ست مرات، بصمت “أكبر النجوم” في عالم الفورمولا واحد “الذي يهيمن عليه البيض”، مضيفا عبر حسابه على انستاغرام “أعرف من أنتم وأراكم”.
وأظهر نادي ليفربول بطل أوروبا تضامنه مع المطالبين بإحقاق العدالة لفلويد، بركوع لاعبيه على ركبة واحدة في دائرة وسط ملعب أنفيلد الإثنين.
ونشر معظم لاعبي الفريق الأحمر مثل الهولندي فيرجل فان دايك، ترنت أكسندر-أرنولد، الاسكتلندي أندرو روبرتسون والقائد جوردان هندرسون الصورة ذاتها عبر حساباتهم على تويتر مع عبارة “يونيتي إن سترانث” (“القوة في الوحدة”). وقام الحساب الرسمي للنادي بإعادة نشرها جميعها.
وكان الركوع على ركبة واحدة قد أصبح قبل أعوام علامة تضامن رمزية بعدما ركع كولن كوبرنيك اللاعب السابق لنادي سان فرانسيسكو لكرة القدم الأمريكية، على ركبته خلال النشيد الوطني عام 2016، لدعوة بلاده لحماية حقوق الأمريكيين من عنف الشرطة، لا سيما ذوي البشرة السوداء.
ويبدو أن استهجان هاميلتون لصمت الفورمولا واحد أحدث الأثر المرجو، إذ توالت بعده الأصوات المنددة، إن كان من الأسترالي دانييل ريكياردو (رينو)، البريطانيين لاندو نوريس (ماكلارين) وجورج راسل (وليامس)، الإسباني كارلوس ساينز (ماكلارين) أو سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو.
وقال الأخير “شعرت بأنه ليس مكاني ومن غير الملائم أن أتشارك أفكاري على وسائل التواصل الاجتماعي حول الوضع برمته، ولهذا السبب لم أعبر عما يخالجني قبل اليوم”.
وأقر “كنت مخطئا تماما. ما زلت أجاهد للعثور على الكلمات التي تصف فظاعة بعض مقاطع الفيديو التي رأيتها على الإنترنت. يجب مواجهة العنصرية بالأفعال وليس الصمت. يرجى المشاركة الفعالة وإشراك الآخرين وتشجيعهم على نشر الوعي. ومن مسؤوليتنا أن نتحدث ضد الظلم”.
وبقي صوت جوردان الأكثر استقطابا، لاسيما وأنه رفض مرارا خلال مسيرته الاحترافية اتخاذ موقف بشأن القضايا الاجتماعية والسياسية.
وقال الفائز بلقب دوري كرة السلة الأمريكي ست مرات ولقب أفضل لاعب خمس مرات خلال مسيرته التي امتدت من 1984 حتى 1998 مع شيكاغو بولز، و2001 حتى 2003 مع واشنطن ويزاردز “لقد سئمنا… يجب أن نواصل التعبير السلمي عن الظلم والمطالبة بالاعتراف بالمسؤوليات”.
وانضم جوردان إلى مجموعة من نجوم دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين ودوري كرة القدم الأمريكية ورياضات أخرى في البلاد ومختلف أنحاء العالم، يطالبون بتغييرات في طريقة معاملة السود خاصة من قبل الشرطة.
وندد نجم كرة السلة ليبرون جيمس الأربعاء بوفاة فلويد على غرار مدرب غولدن ستايت ووريرز ستيف كير الذي كتب عبر تويتر “إنها جريمة. مقززة”.
وعكس لاعب ووريرز وسان أنطونيو سبيرز السابق ستيفن جاكسون مقدار الألم الذي يشعر به، لاسيما وانه كان على معرفة سابقة بالضحية.
وكتب على إنستاغرام “فلويد كان أخي. كنا نسمي بعضنا «التوأم». كان أخي في مينيسوتا لأنه غير حياته، قاد الشاحنات (…) وأنتم قمتم بقتله”.
وقاد لاعب بوسطن سيلتكس جايلين براون سيارته 15 ساعة للمشاركة في مظاهرة سلمية في أتلانتا بولاية جورجيا.
وقال مفوض دوري كرة القدم الأمريكية رودجر غودويل إن التظاهرات العنيفة “تعكس الألم والغضب والإحباط الذي يشعر به الكثير منا”.
ونشرت لاعبة كرة المضرب سيرينا ويليامس مقطع فيديو على حسابها في إنستاغرام لفتاة متأثرة جدا خلال تجمع عام: “نحن سود ولا يجب علينا أن نشعر بهذا”.
وعبرت مواطنتها الواعدة كوكو غوف عن رد فعلها في فيديو على مواقع التواصل سألت فيه “هل سأكون أنا التالية؟”.
وخارج الولايات المتحدة، أبدى ثلاثة لاعبين سود في البوندسليغا تضامنهم مع فلويد، أبرزهم مهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ الفرنسي ماركوس تورام، نجل النجم الفرنسي السابق ليليان، الذي احتفل بهزه شباك أونيون برلين راكعا على ركبته وحانيا رأسه دعما لحملة حركة “بلاك لايفز ماتر” التي اكتسبت زخما إضافيا بعد مقتل فلويد.
وبعد المباراة مباشرة، نشر ناديه على حسابه في تويتر صورة لاعبه مع تعليق بالإنكليزية “لا حاجة للتفسير”.
وبعد ذلك بقليل، كشف مهاجم بوروسيا دورتموند الدولي الإنكليزي الواعد جايدون سانشو (20 عاما) عن قميص تحت قميص فريقه عقب هزه شباك بادربورن، كتب عليه “العدالة لجورج فلويد”.
وكان الأمريكي ويستون ماكنزي، لاعب شالكه، ارتدى شارة السبت خلال المباراة أمام فيردر بريمن، كتب عليها أيضا “العدالة لجورج”.
وكتب ماكنزي (21 عاما) في تغريدة على حسابه في تويتر عقب المباراة “أن تكون قادرا على استغلال هذه المنصة للفت الانتباه إلى مشكلة مستمرة لفترة طويلة جدا، فهذا شعور جيد !!!”، مضيفا “أعتقد أن الوقت قد حان لإسماع صوتنا!”.
وانضم نجم مانشستر يونايتد الإنكليزي ماركوس راشفورد الى حملة التنديد، مبديا خشيته من أن يصبح المجتمع “منقسما أكثر من أي وقت مضى”.
تعليقات الزوار ( 0 )