كشفت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر، بخصوص النزاع الدائر حول الصحراء، أن التصعيد على الأرض وتكثيف الصراع العسكري أمر مثير للقلق للغاية ويبعد عن الحل السياسي ، وأن موقف واشنطن واضح ومعروف لدى الحكومة الجزائرية وغيرها، وفي نفس النقطة ليس هناك طريق مختصر، ولا يمكن فرض السلام من الخارج.
وفي مقابلة صحفية مع لنائب مساعد أنطوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، في الجزائر العاصمة، أكد جوشوا هاريس، أن الولايات المتحدة تركز بشكل كبير على تمكين عملية الأمم المتحدة الناجحة في الصحراء، وأنه من الملح للغاية تمكين المبعوث الشخصي دي ميستورا من إحراز تقدم دون مزيد من التأخير.
وأضاف، أن “صوت الجزائر حاسم للغاية في دعم عملية الأمم المتحدة، لذلك فإن واشنطن تتطلع للاستماع إلى الجزائر حول كيفية رؤيتهم للوضع وكيف يمكننا معًا تهيئة الظروف اللازمة لعملية الأمم المتحدة للمضي قدمًا”.
وفي الوقت نفسه، تعتبر أمريكا هذه لحظة ضغط لا يصدق في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بالنظر إلى الأحداث في إسرائيل وغزة، وأنه ومن الملح معالجة الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين وضمان حماية المدنيين، حيث تبذل حكومة أمريكا جهودًا مكثفة لمنع نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقًا.
وأوضح، أن الولايات المتحدة تريد أن ترى حلاً سياسيًا للصحراء يكون دائمًا وكريمًا، وأنها جادة في استخدام نفوذها لتمكين عملية سياسية ناجحة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه طال انتظار التوصل إلى قرار بتيسير من الأمم المتحدة، وقد جرب مبعوثو الأمم المتحدة السابقون العديد من المسارات المختلفة للمضي قدماً، ولكن من المؤسف أن هذه الجهود لم تكن ناجحة حتى الآن.
ومضى جوشوا هاريس، بالقول: “إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واضح في أن العملية يجب أن تعكس روح الواقعية والتسوية بشأن الظروف على الأرض في الوقت الحالي”.
وتابع، أن التصعيد العسكري خطير للغاية، خاصة في هذه اللحظة التي تتسم بضغوط كبيرة في جميع أنحاء المنطقة، في ظل الأحداث في إسرائيل وغزة والمحاولات المثيرة للقلق من قبل الجماعات الحوثية لخلق صراع إقليمي أوسع، وهذا يؤكد بشكل أكبر خطر التصعيد العسكري في الصحراء.
وأردف: نحن نركز على بذل كل ما في وسعنا، بما في ذلك مع أصدقائنا وشركائنا الجزائريين للسماح لعملية الأمم المتحدة بالنجاح، وكما رأيتم أيضًا، انضم السفير أوبين مؤخرًا إلى زيارة الجهات المانحة للأمم المتحدة إلى تندوف للتركيز على الاستجابة الإنسانية الدولية.
وأشار، إلى أن الولايات المتحدة تعتبر اقتراح المغرب للحكم الذاتي جديًا وذو مصداقية وواقعيًا، وهو نهج محتمل لتلبية تطلعات شعب الصحراء، ولا يمكن فرض السلام من قبل جهة خارجية، وهنا يأتي دور المبعوث الشخصي السيد دي ميستورا، ومدى الأهمية الحاسمة للعملية السياسية التابعة للأمم المتحدة للتوصل إلى نتيجة دائمة.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى المبعوث الشخصي لتحقيق النجاح، لذا، فقد عدت إلى الجزائر لإجراء جولة أخرى من المشاورات مع شركائنا الجزائريين حول الخطوات العملية لإنجاح العملية السياسية للأمم المتحدة.
تعليقات الزوار ( 0 )