Share
  • Link copied

مِن مُحاربة “وبَاء كورونا” إلى “وباءِ الانتخابات”.. حَديثٌ يغطّي على الجائِحة

بعدما كان الاهتمام منصبّاً على تقديم مقترحات للخروج من أزمة كورونا وإنعاش الاقتصاد الوطني، ومحاولة اقتراح حلول لمواجهة الوباء والحد من انتشاره، ظهر وباء جديد مع اقتراب انتخابات 2021، الحديث هنا عن “وباء الانتخابات” الذي أصبح حديث الساعة ليغطي بشكل أو بآخر على ما هو أهم من ذلك، ويغض البصر عن تزايد الحالات بفعل الشركات والوحدات الصناعية، إلى جانب التراخي في التعامل مع الوباء، وعدم التزام فئة عريضة من المواطنين بالإجراءات الوقائية.

إلا أن الفرق بين الوباء الأول والوباء الجديد، يظهر في كون “كورونا” من الممكن أن يجد له العلم لقاحات فعالة تحدّ من انتشاره أو تجعله ينضاف إلى مجموعة الفيروسات التي يتعرض لها الجنس البشري، مثل الإنفلونزا الموسمية.

أما  “وباء الانتخابات” فمؤشراته تدل على أن تحرك الأحزاب السياسية وخطواتها ومسارها لمْ ولا يَظهر أنّه سيغير، حيث أن الأحزاب لازالت مستمرة في تبادل الاتهامات وتحميل بعضها البعض لمسؤولية أمور كان الأجدر أن لا تكون من الأصل.

من جهة أخرى يتبين أن مستويات”الثقة” في الفاعل السياسي  لن تتغير بشكل كبير، ومستويات أو نسبة المشاركة في الانتخابات حتما ستكون متدنية بشكل ملحوظ، نظرا للتراجع عن الإصلاحات والآمال التي كان المواطنون ينتظرونها من هذه الفئة.

أعراض الوباء تمثلت في المخاوف من  العزوف الانتخابي، والتي ظهرت بالمشهد السياسي المغربي مع اقتراب موعد الانتخابات، وما زاد الطين بلة كون التداعيات الاقتصادية أرخت بظلالها على فئات عريضة من المجتمع المغربي، والتي يُتوقع أن تستمر لسنوات.

هذا بالإضافة إلى توسّع المسافة أو الهوة بين الأحزاب والرأي العام، نتيجة التداعيات التي أظهرت أن المؤسسات المنتخبة أو الأحزاب ليسوا من في الواجهة، بل على النقيض من ذلك  وفي عز الأزمة التي  نعيشها طفت معارك بين الأحزاب، زادت من تأكيد الصورة العاتمة التي يراها خاصة الشباب المغربي في الأحزاب وفي العمل السياسي.

وتقول مجموعة من المؤشرات إن ثقة المغاربة في العمل السياسي قد تكون من المستحيلات في الفترة القادمة، كما أن العزوف الانتخابي وارد بشكل كبير، فإلى متى سيتمر الوباء وأعراضه في الظهور والتفشي كلما اقتربت انتخابات معينة؟

Share
  • Link copied
المقال التالي