Share
  • Link copied

مُستويَات تَطِبيعِ العَلاَقَات بَينَ المغرِب وإسْرائِيل “الظَّاهرُ مِنها والخَفِي”

لم يُغير المغرب لحد الآن موقفه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ أكدت الحكومة المغربية رفضها باستمرار لما وصفتها بـ”شائعات التطبيع”، حيث دعت الرباط مرارًا وتكرارًا إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني وتحقيق الفلسطينيين دولتهم المنشودة.

 إلا أن الزيارة المرتقبة لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر التي كشفت عنها وكالة “أسوشيتد بريس”، لعدد من الدول العربية من بينها المغرب، إن كانت صحيحة، فهي ليست أول رحلة دبلوماسية لكوشنر إلى المغرب ففي ماي 2019، أقام محمد السادس مأدبة إفطار، وفق تقاليد البيئة الإسلامية، على شرف صهر ترامب جاريد كوشنير خلال شهر رمضان ما قبل الماضي.

وحري بالبيان  أن الوكالة الأمريكية ذكرت أن كوشنر سيزور هذه الدول لمناقشة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك ضمن زيارات منفصلة يقوم بها كل من مستشار ترامز ووزير خارجيته للعديد من الدول.

وفي ظل الحديث عن سعي إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، إلى ضم دول عربية أخرى، إلى مسلسل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أفاد خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بوجدة في تصريح لجريدة “بناصا” أنه “بالنسبة لموضوع التطبيع بين المغرب وإسرائيل في اعتقادي هناك مستويين المستوى الظاهر والمستوى السري أو الخفي وهو مسألة طبيعية في العلاقات الدولية”.

على المستوى الظاهر

وأوضح الأستاذ الجامعي أنه “على المستوى الظاهر، أن يطبِّع المغرب مع إسرائيل بشكل فلكلوري كما حدث مع الولايات المتحدة الأمريكية “أمر مُستبعد”، لأن المغرب من الناحية المصلحية لا يمكنه أن يستفيد كثيرا من هذه العملية سياسيا، كما أن الإدارة الأمريكية الحالية إدارة مؤقتة يمكن أن تغادر البيت الأبيض في انتخابات قادمة، فالرهان أو الخيار ضعيف وبالتالي يمكن أن لا يكون هناك مصالح مغربية مسترسلة فيما يتعلق بتطبيع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل بطريقة نهائية.”

وأكد الشيات، في معرض حديثه أن “الأمر أيضا يرتبط بقناعات ترتبت وترسخت من الناحية العرفية والأخلاقية، خاصة في عهد الحسن الثاني، فأقصى ما تم آنذاك هو فتح مكتب للتواصل في الرباط، وليس تمثيلية، وكان في إطار دعم وتشجيع المبادرات المرتبطة بالسلام مع الفلسطينيين. فالمغرب يربِط دائما عملية السلام مع الفلسطينيين بأي مسار للتطبيع، وبالتالي فالسلطة الوطنية الفلسطينية هي ضد هذا المسار والمغرب سيكون في حرج أخلاقي كبير إن وافق على هذا التطبيع دون أن تكون هناك مفاوضات ومسار سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبوجود قاعدة للسلام في إطار الثوابت الفلسطينية الثلاثة حقل العودة والقدس واللاجئين وغيرها من النقط العالقة في المفاوضات بين الطرفين”.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن “المغرب يشجع مسألة الحل السياسي والسلام وحل الدولتين، ولكنه لن ينغمس في هذا المسار الأحادي بعيدا عن مسار على الأقل يجمع السلطة الوطنية الفلسطينية كطرف في العلاقات”.

الجانب الخفي

وبالنسبة للجانب السري أو الخفي يضيف خالد الشيات،  أنه “فيما يخص العلاقات بين المغرب وبين منظومة دولية معروفة باللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية واليهودي بالأساس، فهي قائمة على نوع من العقلانية والبناء التاريخي،  لأن المغرب لديه قضايا حساسة وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية،  وهو ملف للأمم المتحدة  واللوبي اليهودي دور كبير فيه، وبالتالي فهناك روابط غير مباشرة، ومباشرة أحيانا، تتم في هذا المستوى بما فيه قدر من الاكتفاء.”

وأفاد المتحدث عينه أنه “ليس هناك ضغط من اللوبيات اليهودية في إسرائيل على المغرب أو في و م أ على المغرب لكي يتَمَوْقفَ بشكل قار ونمطي مع القضية في إطار التطبيع الديبلوماسي، فالمغرب يحافظ على هذه المسافة في علاقاته “غير الرسمية”، وهذا عامل مهم في توازن العلاقات مع و م أ و مع إسرائيل حيث يبقى هذا الملف بالنسبة للمغرب ذا حمولة أخلاقية وتأثير داخلي فالمغرب”.

مشيرا إلى أن “تأثير السياسة الداخلية على الخارجية أمر مطلوب وأي قرار في هذا الاتجاه سيكون له أثر كبير على المستوى الشعبي، ونحن لا نعرف مستوى رد الفعل وإن كان لن يصل إلى مستويات قصوى ولكنه سيصنع هذا الشرخ بين السلطة السياسية وبين القاعدة الشعبية العامة التي تحتفظ عموما للدولة بالتقدير فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية”.

Share
  • Link copied
المقال التالي