شارك المقال
  • تم النسخ

مُخرج مغربي: مطلوب كاميرا سِياسية من أجل قَضية الصّحراء

قال الكاتب والسينمائي محمد بنعزيز، إنّه إلى جانب الدبلوماسية الهادئة التي يَنهجها المغرب لعزل الكيان غير الشرعي المُسمى بـ “البوليساريو” ، وافتتاح عدد من القنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وآخرها قنصلية دولة الإمارات العربية المتحدة بمدينة العيون، فإنّه يُمكن للمغرب أيضا أنْ يوظف السينما من أجل خدمة القضية الوطنية.

وأضاف بنعزيز، في حديث مع موقع “بناصا”، بمناسبة تخليد المغرب للذكرى الـ 45 للمسيرة الخضراء، أنّ السينما طبعا يمكنها خدمة القضية الوطنية، وكمثال على ذلك فقد سبق للمخرج المغربي ربيع الجوهري أن قَدَّم فيلم وثائقي تحت عنوان “تيندوف قصة مكلومين” الذي يتحدث عن ثلاث طيارين كانوا أسرى لدى البوليساريو وهم الطيار علي عثمان، والنقيب علي ملال، ثم محمد البطحاوي، الذين عادوا من تندوف أحياء بل وأقوياء، وقضوا أكثر من ربع قرن في الأسر، وفي حديثهم دُروسٌ وعبر، وبعد ذلك تم تصوير فيلم المسيرة ليوسف بريطل.

القرار ليس بيد البوليساريو

وأوضح الكاتب والمخرج السينمائي، أنه في هذه اللحظة التاريخية التي يعرف فيها النضال من أجل الوحدة الترابية تحولا في وسائله، لابد من كاميرا سياسية تقدم أفلاما وطنية في خطابها، فنية في أسلوبها.

وشدد بنعزيز، على أن هذا التحول يتجلى على الأرض في حسم الجيش الصراع العسكري، قبل أن يستطرد، لكن ليس للحرب هذا البعد الوحيد، فكلاوفيتش يقول إنّه يجب أن نأخذ بعين الاعتبارات ثلاث جوانب رئيسية وهي الجانب السياسي: الانتصار، والجانب الاستراتيجي: توازن القوى، ثم الجانب الأيديولوجي المتمثل في التعبئة لتجنيد كل العوامل التي يمكن أن تساعد على حسم المعركة.

وسَجّل المُتحدث ذاته، أنّ الحرب حاليا قد انتهت في الصّحراء، ولا يوجد أي احتمال لاشتعالها، لأن اللاعبين في الجانب الاستراتيجي يَرفضونها، والقرار ليس بيد البوليساريو، وهذا يستدعي قلب تعريف كلاوفيتش “الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخر”.

وأكد المخرج، أنّ السياسية هي استمرار للحرب بوسائل أخرى، هي هنا الإعلام والفن لكسب العقول والقلوب، وفي هذا الجانب، المغرب ضعيف، بحيث لم يتمكن من احتواء أيديولوجيا العدو، وعليه أن يَتمرس على منع انتشار أيديولوجيا العدو.

مطلوب كاميرا سياسية من أجل الصحراء

من جهة أخرى، أشار بنعزيز إلى أنّ المركز السينمائي المغربي يُمول مشاريع أفلام وثائقية حول الثقافة والتاريخ والفضاء الصّحراوي الحساني، وأنّ هذه الأفلام غالبا ما تُستهلك محليا وحدها طنجة بينما المطلوب أن يكون تأثيرها عابرا للحدود، وقراءة الأفلام في سياقها السياسي لا يُظهر قوة حُمولتها السياسية والرمزية.

وبالنسبة لبنعزيز، فإنَّ الحل المطلوب هو كُتاب ومخرجين مُسيسين للتصدي للموضوع، ولا يُمكن لفنان غير مُسيس أن يساهم في نقاش وصراع سياسي، مشيرا إلى أنه دون هذا ستبقى الأفلام مُغرقة في المحلية، وهذا يضعف تأثيرها في الصراع السياسي الكوني، صراع سياسي مُعولم مع التأكيد على دور الفن في خدمة الشعب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي