شَارك العديد من مغاربة المهجر، لاسيّما أولئك الذين حلقوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية للبحث عن حياة أفضل لأنفسهم ولأسرهم، بعد أنْ كانوا يتنفسون نسيم الأمل والأميال من خُرم إبرة صدئة في بلدهم الأصلي، فرحَة الأمريكيين للاحتفال بفوز جو بايدن، الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة، مُعلقين آمالهم على إصلاح ما أفسده الرئيس السابق، دونالد ترامب في قضايا تتعلق بنظام الهجرة ومكافحة العنصرية.
جريدة “بناصا” الإلكتروني,، رصَدت ارتسامات مغاربة أمريكا من خلال نموذجين اثنين تحدثا عن ما مدى تأثير قرارت الديمقراطي، جو بايدن، الذي خَبِر دهاليز السياسة وفاز بمفاتيح البيت الأبيض، مُعربينَ عن آمالهم في رد الاعتبار للمهاجرين وتحسين ظروف إقاماتهم.
محمد القاضي، مُهاجر مغربي يحمل الجنسية الأمريكية، قدم إلى “أرض الأحلام” مطلع سنة 2006، عبر نظام تأشيرات التنوع أو ما يسمى بـ ( Program Diversity Visa ) بعد استكمال دراساته الجامعية، ليحزم حقائبه ويُحلّق بعيدا إلى بلاد “العم سام” ويدخل في تجرية عيش جديدة وفريدة مخالفة لتلك التي كان يَحْياها في المغرب.
القاضي، قال في حديث مع “بناصا” إنّه سعيد بفوز جو بايدن، رغم أنَّ الناس هنا لم تُصوت لبايدن، وإنّما صوتت ضد ترامب، فالرسالة واضحة، وفق تعبيره، قبل أنْ يستطرد، لأن الناس تعلم أن حقوقها مضمونة مع أي رئيس، وكيفما كان، فلكل ولاية رئيس وعمدة وقوانين تختلف عن باقي الولايات، وحقوق الناس محفوظة، لكن الناس صوتت من أجل رئيس يحترم شعبه كله، ولا يفرق بينهم باللون أو الدين أو العرق، ويُمثلهم كأمريكيين أحسن تمثيل في الداخل والخارج وبإختلافاتهم في التقاليد والأصول.
وأضاف القاضي، الذي انتقل من ولاية نيوجيرسي إلى ولاية كارولاينا الشمالية، بعد أنْ خَبِر وجايّل الحياة بأمريكا طُولا وعرضا، قائلا: “كلنا ثقة في أنْ يُصلح بايدن الملفات التي أفسدها دونالد ترامب، مثل إنعاش اقتصاد البلاد من جديد، ومكافحة العنصرية، قائلا: “في الوقت الذي وصلت فيه كامالا هاريس إبنة مهاجر جمايكي وأم هندية إلى أعلى هرم السلطة في أمريكا لتصبح أول إمرأة وأول أمريكية هندية وأول أمريكية إفريقية تشغل منصب نائبة رئيس الولايات المتحدة، لا تزال فرنسا تمنع بنات المهاجرين من ولوج البرلمان فقط لارتدائهن وشاحا على الرأس”.
عادل (اسم مستعار)، مغربي، يعيش في ولاية بنسلفانيا منذ سنة 2010، ولا يحمل أوراق إقامة، أكدّ لـ”بناصا”، مِقدار وحجم فرحه وفرح زملائه بفوز بايدن، بعد التخوف الذي رافقه منذ إعتلاء عرش ترامب لكرسي الرئاسة، وتشديده لقوانين الهجرة، أنّ جون بايدن سيلغي مراسيم الهجرة التي أصدرها دونالد ترامب، كما أنه سيطلب من الكونغرس تمرير قانون ضد جرائم العنصرية التي كان واحدا من ضحاياها.
وأشار عادل، الذي كان يُتابع أخبار الانتخابات الرئاسية عن كثَب، إلى أنّه ورغم إقامته غير الشرعية هنا، فالحياة هنا أرحم بالآف المرات مما كان يعيشه من ويلات بالمغرب، حيث أنّه ذاق جحيم البطالة لسنوات رغم توفره على مؤهلات وشهادات جامعية، إلا أنّه لم يتمكن من الظفر بالإقامة الدائمة، مُضيفاً، أنه يأمل في أن يسَّويّ بايدن وضعية المهاجرين القدامى هنا، ويعالج إجراءات احتجاز طالبي اللجوء، وفضائح عزل عائلات مهاجرين غير نظاميين على الحدود الأمريكية المكسيكية والتي تؤثر على باقي المهاجرين.
وتابع عادل، أتمنى أنْ يَفِيّ الرئيس الجديد بوعوده لإصلاح وضعية المهاجرين، وأنْ يلتفتَ لهم، خصوصا بعد تصريحاته التي قال فيها إنّ المهاجرون جعلوا أمريكا أكثر قوة، لكن ترامب لا يفهم أهميتهم، وعلق ساخرا قبل أن يختم : “وأتنمى أن يَفهمنا جو بايدن ويَمنحنا أوراق الإقامة”.
تعليقات الزوار ( 0 )