شارك المقال
  • تم النسخ

مَا تأثير فوز بايْدن برئاسة الولايات المتحدة على المملكة وقضية الصحراء المغربية؟

مع فوز الدّيمقراطي، جور بايْدن في الانتخابات الرئيسية الأمريكية الأخيرة، على نظيره الجمهوري دونالد ترامب، وتسلمه لِمفاتيح البيت الأبيض، تتساءل الأطياف السياسية ومعها صُناع القرار عبر العالم، عن القرارات والتغييرات التي يُمكن أن تطرأ على سياسات بلدانهم، ورغم أن الرباط تربطها علاقات وثيقة بواشنطن، إلا أنّ التغيّيرات المُفاجئة التي يشهدها العالم قد تؤثر على المغرب وعلى قضيته الصّحراوية.

في هذا الصَّدد، قال محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية والتاريخ المغربي الحديث، في اتصال هاتفي مع “بناصا”، إنّه لمقاربة العلاقات المغربية الأمريكية، لابدّ من الأخذ بعين الاعتبار بأنّ المغرب كان دائما ضمن مُكونات الاستراتيجية الأمريكية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط كبلد مستقر ضمن منطقة مضطربة وغير مستقرة.

وأضاف شقير، مِن هنا شكلت المملكة المغربية حليفاً استراتيجيا للولايات المتحدة، حيث تأكد ذلك من خلال أول زيارة قام بها الملك الحسن الثاني الراحل لواشنطن في فترة رئاسة كنيدي، حيث خُصِص للعاهل المغربي استقبال خاص وحفاوة ظاهرة، تجسدت فيما بعد في مظاهر التعاون العسكري بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بتطوير أسطوله الجوي، وتدريب طيّارِيه على استخدام أحدث الطائرات الأمريكية، بما فيها طائرات إف 16، التي يُعتبر المغرب من بين الدول القليلة التي حصلت على هذا النوع من الطائرات في المنطقة.

وتابع الباحث في العلوم السياسية، أنّ هذا التعاون تَدَّعمَ خاصة عندما انضم المغرب إلى استراتيجية أمريكا في مُواجهة الإرهاب الذي وجّه ضربة قاسية للهيبة الأمريكية في عُقرِ دارها من خلال ضرب بُرجي مانهاتن بنيويورك.

وأكد شقير، أنّ تولي جو بايدن للرئاسة، لن يغير من طبيعة وأولويات هذه الاستراتيجية الأمريكية في محاربة الإرهاب، وإن كانت قد تختلف في زخم واهتمام صُناع القرار الجديد.

واسترسل المتحدث ذاته قائلا: إذا كانت فترة الرئيس ترامب قد تميزت بفتور سياسي في بداية ولاية هذا الرئيس والتي تمثلت بالخصوص في تأخير تعيين سفير أمريكي بالرباط، وعدم استقبال الرئيس لعاهل البلاد أو القيام بزيارة رسمية للمغرب، فقد تنامت في نهاية هذه الولاية من خلال زيارة إبنة الرئيس للمملكة، وكذا الزيارة التي قام بها كوشنر للمغرب في سياق اقناع المغرب بقبول صفقة القرن، بالإضافة إلى التوقيع على اتفاقية شراكة عسكرية بين المغرب والولايات المتحدة لمدة عشر سنوات، اعتُبرت بمثابة خارطة طريق بين البلدين.

وبخصوص قضية الصّحراء المغربية، سجّل محمد شقير، على أنّ موقف الولايات المتحدة من الصّحراء كان إيجابيا، خاصة وأنّ هذا تم بعد ابعاد مستشار الرئيس بولتون المساند لأطروحة البوليساريو، وبالتالي فإنّ إدارة بايدن لن تخرج عن هذا السّياق، خاصة وأنّ هذا الأخير سبق أن زار المملكة في عهد أوباما، وله تجربة طويلة ضمن لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس.

ونَبّه المتحدث ذاته، إلى أنّ هذا الأمر لا يمنع من ضرورة أنْ يهتم المغرب بتحريك لوبياته للتأثير في اتخاذ القرارات الأمريكية المتعلقة بالمغرب، خاصة أنّ الحزب الديمقراطي عادةً ما يركز على قضايا حقوق الإنسان والتوجهات الديمقراطية فيما يتعلق بسياساته الخارجية.

وأشار شقير، إلى أنّ المغرب يُمكنه أن يستغل علاقاته المتميزة مع كلينتون للتأثير في صناع القرار الجدد، وتسويق واجهتهِ الدّيمقراطية في هذا المجال والمكاسب التي حققها المغرب إلى جانب تطوير الوضع التنموي والمعيشي لسكان الأقاليم الصحراوية واحترام حقوق الإنسان بها، دون أن ينسى التنديد بالأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان المخيمات بتندوف.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي