شارك المقال
  • تم النسخ

ميدل إيست مونيتور: هل يمكن أن يتحول العداء المغربي الجزائري إلى صراع شامل؟

قالت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية إنه على الرغم من أن الروابط بين “الدول الشقيقة” لم تكن أبدا خالية من العوائق، إلا أن العلاقات الباردة بين المغرب والجزائر قد أفسحت المجال لعداء مفتوح خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك بسبب النزاع الدائر حول الصحراء.

وأوضح صاحب المقال، مصطفى محيتا، الباحث ورئيس مكتب إفريقيا بشبكة “Media Review” في جوهانسبرغ، جنوب إفريقيا، أن التقدم توقف في هذه القضية منذ أن وقّع المغرب وجبهة البوليساريو اتفاق وقف إطلاق النار في عام 1991.

وأضاف في تقرير له بالصحيفة المعنية بأخبار الشرق الاوسط والتي تتخذ من لندن مقراً لها، أن الرباط حققت بعض الانتصارات الدبلوماسية مؤخرًا، نظير تحرك الولايات المتحدة للاعتراف بالسيادة المغربية على المنطقة المتنازع عليها أواخر العام الماضي.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذا التطور، إلى جانب تأثير فرنسا على الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية، والتي تصادف أن يكون أحدها على رأس الاتحاد الأفريقي في الوقت الحالي، قد عزز ثقة المغرب في فعل ما يريد في الصحراء.

وأدى النهج الاستباقي للمملكة تجاه الدبلوماسية داخل المؤسسات الأفريقية، خلال ما يزيد قليلاً عن عام، إلى قيام العديد من البلدان الأفريقية بفتح قنصليات في الصحراء. وبذلك، فقد تعهدوا فعليًا بتقديم دعمهم للمغرب بفضل “التنمر الفرنسي” على المستعمرات السابقة الفقيرة في وسط وغرب إفريقيا.

وأضاف، أنه مع انهيار الوضع الراهن، بدأ ما يقرب من خمسين عامًا من العداء بين جيران شمال غرب إفريقيا يلعب الآن على الجبهة العسكرية، وبعد أن نفذت القوات المغربية عملية لطرد الانفصاليين الصحراويين من معبر الكركرات في منتصف نونبر.

وقالت الصحيفة، إنه من الواضح أن لا المغرب ولا الجزائر يريدان صراعاً شاملاً، لأنه سيكون له عواقب وخيمة. ومع ذلك، يُظهر التاريخ أن الدول لا تتمتع دائمًا بالسيطرة الكاملة على نطاق عدوانها، ويبدو أن تصعيدًا طفيفًا قد تدهور بسرعة في الماضي. وبالتالي، لا يمكن استبعاد احتمال نشوب حرب شاملة بين البلدين، وقد يستغرق الأمر مجرد خطأ بسيط للغاية لإثارته.

وأكد المصدر ذاته، أن الاتحاد الأفريقي يجب أن يتحمل بعض اللوم لأنه سمح للمغرب بالعودة إلى الحظيرة دون تنفيذ قرار الاتحاد الذي ينص بوضوح على أن المملكة يجب أن تخرج من الصحراء وتسمح للبلاد بالاستقلال وفقًا لقرارات الأمم المتحدة.

وفي الوقت الحالي، يضيف المصدر ذاته، يبدو أن هذا احتمال بعيد جدًا نظرًا للديناميكيات الحالية السائدة في الاتحاد الأفريقي وفي غرب إفريقيا الفرنسية، وأنه مع مرور الوقت ومزيد من الضغط من بقية إفريقيا، سيتم تعليق عضوية المغرب في الاتحاد الأفريقي.

وفي غضون ذلك، يواصل البلدان الاستعداد للحرب، حيث يحتل الجيشان الجزائري والمغربي المرتبة الثانية والخامسة في إفريقيا على التوالي، وينفقان مبالغ مذهلة على اقتناء أحدث الأسلحة، كما تلجأ الرباط إلى الموردين الأمريكيين والفرنسيين، بينما تتمسك الجزائر العاصمة بالمعدات العسكرية الروسية الصنع.

وفي نهاية يناير، أعلنت إدارة التجارة الدولية الأمريكية أن المغرب قد اشترى نظام دفاع جوي باتريوت أمريكي الصنع، ونظام باتريوت مشهور عالميًا منذ حرب الخليج الثانية، وهو نظام صاروخي أرض-جو متوسط ​​المدى (SAM) مصمم لتحييد التهديدات الجوية.

وفي حين لم يتم الكشف عن تفاصيل حول شروط الشراء، فإن الإنفاق الأخير للمغرب سيضع قواته المسلحة في وضع أفضل، وربما يضيق الفجوة الرئيسية الوحيدة التي لديه مقابل الجزائر، والتي تم تجهيز قواتها بأنظمة S-300 SAM.

وخلص صاحب المقال، إلى أنه لا يمكن لأفريقيا كقارة أن تتحمل حربًا أخرى والتداعيات السلبية التي ستحدثها على اقتصاد القارة ككل، وأن أفريقيا سئمت من إراقة الدماء وتحتاج إلى الاستثمار والتنمية إذا كان لها أن تحقق كامل إمكاناتها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي