قالت مجلة “مودرن دبلوماسي” الأوروبية، إن تأييد فرنسا لمخطط الحكم الذاتي المغربي للصحراء، الذي جاء هذا الأسبوع، يشكل نقطة تحول دبلوماسية كبرى في مسار هذا النزاع العائد لعقود. فبعد الولايات المتحدة وإسرائيل، ثم إسبانيا، تلتحق باريس بقافلة الدول الداعمة للموقف المغربي في هذا الملف الشائك.
مغرب قوي وفرنسا واقعية
وأوضحت المجلة في مقال تحليلي لها، أنه لا يمكن فهم هذا الموقف الفرنسي بمعزل عن السياق العام الذي يعيشه المغرب، والذي يتمثل في صعوده كقوة إقليمية فاعلة وراسخة، كما أن الدبلوماسية المغربية، القائمة على الواقعية والشرعية، نجحت في كسب تأييد واسع لخطة الحكم الذاتي التي تعتبرها الحل الأمثل والأكثر واقعية للنزاع.
من جهة أخرى، يبدو أن فرنسا قد استجابت لواقع جديد فرضته التحولات الجيوسياسية في المنطقة، خاصة مع الصعود الصيني والروسي، ما دفعها إلى إعادة النظر في علاقاتها مع المغرب، وبالتالي دعم موقفه من قضية الصحراء.
الجزائر العائق الأساسي
وعلى الرغم من هذه الخطوة الفرنسية الإيجابية، إلا أن العقبات لا تزال قائمة، خاصة وأن الجزائر ماضية في نهجها العدائي تجاه المغرب، وداعمة بشكل مطلق لجبهة البوليساريو. هذا الدعم يتجلى في مختلف الأشكال، من الدعم العسكري والمالي إلى استضافة اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف.
دعوة للعودة إلى طاولة المفاوضات
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإنه في ظل هذا الوضع، يبرز ضرورة عودة الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات، مع الأخذ بعين الاعتبار المبادرة المغربية للحكم الذاتي كأساس للحل. كما يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة، الضغط على الجزائر للتخلي عن موقفها المتصلب والانخراط الجاد في العملية السياسية.
آفاق جديدة
وبلا شك، فإن الدعم الفرنسي لمخطط الحكم الذاتي يفتح آفاقا جديدة لحل النزاع حول الصحراء. فبالإضافة إلى الدعم الدولي المتزايد، فإن المغرب يواصل تعزيز موقعه كقوة إقليمية، وهو ما يمنحه مزيدا من الثقة في الدفاع عن مصالحه الوطنية. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر يتمثل في إقناع الجزائر بالتخلي عن رهاناتها الخاسرة والانخراط بجدية في مسار السلام.
وخلصت المجلة الأوروبية إلى أن القرار الفرنسي يمثل نقطة تحول مهمة في ملف الصحراء، إلا أنه لا يعني نهاية النزاع، فالمسار ، بحسبها، لا يزال طويلا وشاقا، ويتطلب من جميع الأطرا المعنية إرادة سياسية حقيقية للتوصل إلى حل دائم ومقبول للطرفين.
تعليقات الزوار ( 0 )