إذا كان وباء “كورونا” قد دفع بالعديد من الشباب إلى لزوم بيوتهم بعد توقفهم عن العمل، فإن عزيز وهو شاب في مقتبل العمل بمدينة القنيطرة وجد لنفسه عملا آخرا بدون أجرة بعد أن التحق بفئة الشباب الذين تحولوا إلى عاطلين عن العمل نتيجة قرار السلطات المعنية إغلاق العديد من المحلات التجارية والشركات لإبقاء فيروس “كورونا” تحت السيطرة.
يقول عزيز إنه “بات في أمس الحاجة إلى المساعدة بعد أن توقف عن العمل”، لكن رغم ذلك لازال قادرا على توفير طعامه اليومي، فيما هناك عائلات عجزت عن إيجاد ما تسد به رمقها بسبب تداعيات وباء “كورنا”، الأمر الذي جعله يطلق بمعية أشخاص آخرين مبادرة لتوزيع مساعدات غذائية على المحتاجين.
حينما اتصلت به جريدة “بناصا”، كان عزيز منهمكا في جرد أسماء الأشخاص الذين ستوزع عليهم المساعدات خلال اليوم الموالي، وحين سألته عن الوسيلة التي يعتمدون عليها لرصد العائلات المحتاجة، أجاب قائلا: “هناك متطوعون انضموا إلى المبادرة يزودوننا عبر مجموعة على “واتساب” بالحالات التي تحتاج إلى المساعدة”.
وفيما إذا كانت هناك أي جهة دعمتهم ماليا للحصول على المواد الغذائية الضرورية لتوزيعها على المحتاجين، قال عزيز: “جميع المساهمين في المبادرة يصرفون حاليا من مالهم الخاص”، مشيرا إلى أن “صاحبة فكرة دعم المحتاجين في هذه الظرفية الصعبة هي صديقة له تعمل في قطاع التعليم”.
وبالرغم من “الميزانية البسيطة” التي رصدها عزيز لهذا العمل الخيري واستعماله لسيارته لتوصيل المساعدات للأسر المعوزة، فإنه لم يطلب أي مساعدة مادية من المحسنين، معبرا عن ذلك بالقول: “أنا مطالبش مساعدة مادية الحمد لله راه أنا ماشي لاباس علي أنا بحد ذاتي راه مخدمش وعائلتي أصلا ماشي لاباس عليهم راه من الطبقة الشعبية”.
وخلال حديثه مع “بناصا”، ذكر عزيز مجموعة من الأسماء لأشخاص تطوعوا لنقل المواد الغذائية عبر سياراتهم إلى الأشخاص المستفيدين، مضيفا أن هؤلاء تعرفوا على المبادرة من خلال إحدى منشورات الصفحة التي أنشأها لهذا الغرض على “فيسبوك”.
وفي أقل من خمسة أيام، تمكن عزيز وأصدقاؤه من إدخال الفرحة على أزيد من ثلاثين أسرة، مشيرا إلى أن مبادرته للتخفيف من معاناة الأسر الفقيرة ستستمر “حتى تدير الدولة ليهم شي حل”، وفق تعبيره.
ونوه عزيز بروح التضامن وسط المشاركين في هذا العمل الإنساني، خاتما حديثه مع “بناصا” بالقول: “أنا هاد شي هذا تنديرو ماشي للشهرة.. حنا بغينا نعاونو فقط”.
تعليقات الزوار ( 0 )