وصلت أنابيب إسمنتية، مساء الجمعة، للاستعانة بها في عملية إنقاذ الطفل ريان، العالق داخل بئر بعمق 32 مترا، شمالي المغرب.
ومن المنتظر أن تستعمل الأنابيب بقطر متر واحد في عملية الحفر الأفقي، التي انطلقت منذ ساعات.
كما وصلت معدات تابعة لفرق الحماية المدنية، لاستخدامها في إخراج الطفل ريان حال الوصول إليه.
ووفق خبراء مختصين، فإن “العملية تتعلق بمرحلة تثبيت أنابيب لضمان عدم وقوع أي انجراف”، ومن المنتظر أن تؤمن هذه الأنابيب عملية دخول رجال الوقاية المدنية لإنقاذ ريان.
وكان التلفزيون المغربي قد قال، عصر الجمعة، إن عملية الحفر الأفقي بدأت لإنقاذ الطفل. وأوضح أن “عملية الحفر الأفقية ستشمل مسافة 8 أمتار للوصول إلى مكان تواجد ريان”.
وبحسب الإعلام المحلي، فقد تم دخول 3 خبراء سيقومون بالحفر الأفقي يدويا.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن عبد الهادي التمراني، المسؤول عن “لجنة اليقظة والتتبع” المكلفة بعملية إنقاذ الطفل، وصول الفرق إلى “أعقد مرحلة” في الحفر، موضحا أن عملية إخراجه من البئر تتقدم بشكل حذر لتفادي انهيار التربة.
وقال التمراني لموقع القناة الأولى إن “عمليات إنجاز الحفرة الموازية للبئر تتقدم بشكل حذر لتفادي انهيار التربة، مبرزا أنه تم حاليا تجاوز أزيد من 30 مترا من أصل 32 متر”.
وأضاف: “لم يتبق إلا القليل، قبل الشروع في إحداث الثقب الأفقي”.
وصباح الجمعة، أعلنت اللجنة المشرفة على عملية الإنقاذ أن ريان لا يزال على قيد الحياة، فضلا عن توقف عمليات الحفر مؤقتا جراء وجود انهيارات صخرية، وفق إعلام محلي.
وعلق الطفل ريان (5 سنوات) منذ ظهر الثلاثاء، داخل بئر بعمق 32 مترا، في القرية الزراعية “إغران” التابعة لمنطقة تمروت بإقليم شفشاون، فيما تواصل فرق الإنقاذ عملية إخراجه منذ نحو 74 ساعة.
وانصب اهتمام المغاربة والملايين حول العالم، منذ الثلاثاء، على متابعة عمليات الإنقاذ.
كما اهتمت شخصيات محلية وعربية ودولية من مختلف المجالات بقصة ريان، معلنين تضامنهم عبر منصات التواصل الاجتماعية.
على قلب راجل واحد
الاهتمام بالطفل ريان فاق الحدود، إذ يتابع المهتمون بدقة تفاصيل عمليات إنقاذه وقلوبهم وأبصارهم معلقة على تلك الآليات العملاقة التي لا تتوقف عن الحفر ليلا نهارا للوصول إليه وإخراجه.
واكتظت الطريق المؤدية إلى قرية “إغران” بالمئات ممن يريدون متابعة عمليات الإنقاذ عن قرب، وهو ما جعل الأمن يمنع الملتحقين الجدد من الوصول إلى القرية منذ الخميس، بهدف تسهيل عمليات الإنقاذ، في الوقت الذي تجمهر فيه المواطنون بانتظار الفرج، رغم برودة المكان، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلا بشكل كبير.
وتعددت المواقف الإنسانية خلال عمليات الإنقاذ مثل سائق الجرافة الذي يرفض الاستراحة ويعتبر أن الراحة الحقيقية تتمثل في مشاهدة ريان حياً بين أهله، فيما لم تغفل أعين رجال الوقاية المدنية والأمن والسلطة للحظات من أجل إكمال المهمة بنجاح.
ولم يشغل اهتمام المغاربة أي حدث كما فعل هذا الطفل، فالأفئدة والعيون شاخصة تجاه جهة واحدة وهي ضواحي مدينة شفشاون حيث يقبع ريان.
اهتمام عالمي
حازت قصة الطفل المغربي على اهتمام الإعلام المحلي والدولي، بانتظار بصيص أمل ينقله عن ريان. وضجت منصات التواصل الاجتماعية بتطورات عمليات الإنقاذ.
كما تضامن رياضيون وفنانون ومثقفون وأكاديميون مغاربة مع الطفل، وأشادوا بالعمل المجهد الذي تقوم به فرق الإنقاذ. ولم تقتصر متابعة عمليات الإنقاذ على المغاربة، فحكايته أصبحت مثار تداول على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية والدولية.
وأعرب رياض محرز، لاعب كرة القدم الجزائري الدولي، عن تضامنه مع الطفل ريان. ونشر صورة الطفل عبر خاصية الستوري، معلقا: “ابق قويا ريان”.
من جانبه، قال النقابي والناشط الفرنسي أنس كازيب، إن “قصة ريان تدمي القلب”.
وأضاف في تغريدة عبر تويتر إنه لا يقدر على مشاهدة صور ريان.
فيما أشارت صوفيا لوبيز إكرا ، منسقة الأمم المتحدة في المغرب، أن “كل الاهتمام انصب على ريان”.
وقالت عبر تويتر: “الجميع يهتم بهذا الطفل وأسرته والطواقم التي تعمل جاهدة على إنقاذه”.
وتستمر ست جرافات منذ صباح الأربعاء بعملية حفر منحدر بطول 150 مترا، وبعمق يتجاوز 32 متراً بموازاة البئر الذي علق داخله الطفل، من أجل الوصول إليه عبر منفذ أفقي.
وتأتي عملية الحفر بعد فشل محاولة عدد من المستغورين (مكتشفي الكهوف)، الوصول إلى الطفل العالق نظرا لضيق قطر البئر وصعوبة التربة.
وأظهرت كاميرا تم إيصالها إلى الطفل في وقت سابق، أنه لا زال على قيد الحياة، في وقت يتم إمداده بالأوكسجين للبقاء حيا.
والخميس، أعلنت الحكومة المغربية وضع 3 سيناريوهات لإنقاذ ريان، الأول يتمثل في توسيع البئر، والثاني عبر إنزال رجال الإنقاذ، والثالث بالحفر الموازي للبئر للوصول إلى الطفل عبر منفذ أفقي.
تعليقات الزوار ( 0 )