Share
  • Link copied

مهنة النبلاء …في مواجهة التفاهة !

انتفض المحامون لمواجهة من يحاول النيل منهم  وتشويه صورتهم  وسلكوا الطريق الذي يعرفون ، وهو طريق القانون وتفعيل نصوصه وبث الحياة في مواده  وسجل  شريف من شرفائهم  ومناضل من مناضليهم   دعوى استعجالية ، لإيقاف بث السلسلة المعلومة ، في رد فعل متحضر ، يستحضر  إشاعة  ثقافة الردود  المتعقلة المتمدنة ، من  أجل إرساء سيادة القانون  ضد أي كان شخصا طبيعيا أو معنويا.

أنهم بذلك يدافعون عن كرامتهم  وتاريخهم  وهم من تقضى حوائج الناس على أيديهم  ، فكم من حق كان ضائعا رجع لأصحابه بفضل عمل ومجهود المحامي وتفانيه  في خدمة  العدل والعدالة  والدفاع عن حقوق ومصالح موكليه ليل نهار ، بكل جد وإخلاص متنقلا بين المدن معرضا نفسه لمخاطر الطريق ومشاقها ، وقد مات العديد منا شهداء الواجب المهني، ، المحامي يعمل الساعات الطوال بمكتبه في تحرير  المذكرات والعرائض  ويحضر الجلسات ويدافع بكل اعصابه وجهده  مهملا عائلته وابناءه ،ولا يدخل لمنزله الا متاخرا بعد ان يدخل الناس ولكل منهم وقت محدد معلوم للعمل باستثناء المحامي.

  وفي النهاية يتهم بأقدح النعوت والاتهامات ، ولذلك يصدق  في هذا المقام  المثل المغربي القائل يأكلون الغلة ويلعنون الملة ،  كم دافع المحامون بدون منة  أو اتعاب وبكل إيثار  ونضال تبرعا عن معتقلي الرأي والنشطاء السياسيين والفاعلين الجمعوين والفقراء  المظلومين دون ان يبحثوا عن البوز  والشهرة  ، وتعرضوا بسبب ذلك للمضايقات،  فلماذا تستكثرون عليهم العيش الكريم ، وتقبلون الاهانة عليهم وتدعمونها وتنتصرون لها ، وكان من اللازم على جمعيات المجتمع المدني وهيئات حقوق الإنسان  والإعلاميين الاستنكار، والاحتجاج  على المهازل الفنية التي يبثونها في شاشة التلفاز  على الصائمين في لحظات الذروة لتشويه صورة المحامي عند الجمهور  وتمييع دوره وتبخيس عمله.

لماذا ونحن جزء من ابناء هذا الوطن  وفينا الصالحون  وفينا  دون ذلك ، كما هو الوضع في سائر المهن . وقد  كان منا الساسة والقادة والزعماء التاريخيون  امثال المرحوم عبد الرحمان اليوسفي بل إن المحامي بلغ في دول أخرى أعلى المقامات وبلغ  بعضهم سدة الحكم ورئاسة الدول من مثل أوباما وبايدن وجواهر لاول نهرو ، والمهاتما غاندي  ، فلماذا تقبلون الإهانة على دفاعكم  ويستغل بعض ضعفاء النفوس  الوضع ويتهجمون في وسائل الإعلام  ووسائط التواصل الاجتماعي  بالسب والقذف  في  حق اشرف مهنة  هي مهنة النبلاء ،والتي راكم ممتهنوها  عبر التاريخ  الأوروبي والعالمي والعربي  أفظل التقاليد و الأعراف ، لماذا تقبلون  وتستسيغون  الإهانة في حق المحامين    وهم لا يقبلون الظلم عليكم وقد  سجل التاريخ في محطات نضالية  انهم   كانوا في طليعة المحتجين على الاستبداد بتونس ، والاحتحاجات ضد الديكتاتورية في حراك الجزائر  والتظاهر   في عهد الرئيس زرداري بباكستان  عندما خرجوا عن بكرة ابيهم  دفاعا عن قاضي المحكمة العليا  افتخار محمد شودري، رئيس المحكمة العليا الباكستانية، الذي  أعادوه  إلى عمله إثر ضغوط وحركة احتجاج غير مسبوقة بفضل تضحياتهم وقد لطخت  وضمخت بذلاتهم السوداء  الشريفة  بدمائهم  الغالية الزكية .ارجعوا الى الأرشيف بتلفزات العالم  وستعرفون كم التضحيات والنضالات التي قام بها المحامون  من أجل الحق والقانون .  ، بسببنا كم من مظلوم عانق الحرية وكم من مهضوم حق رجع له حقه ، ولذلك فإنه يصدق علينا حديث: رسول الله القائل  ((يُحشر قوم من أمتي يوم القيامة على منابر من نور, يمرُّون على الصراط كالبرق الخاطف, نورهم تشخص منه الأبصار لا هم بالأنبياء, ولا هم بصدِّيقين, ولا شهداء، إنهم قوم تُقضى على أيديهم حوائج الناس.

Share
  • Link copied
المقال التالي