Share
  • Link copied

من نور ورزازات إلى آفاق إفريقيا: المغرب يتربع على عرش الطاقة الشمسية ويطمح لقيادة القارة نحو مستقبل أخضر

في ظل التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ وارتفاع الطلب على الطاقة، أصبحت الطاقة الشمسية أحد الحلول الرئيسية لضمان مستقبل مستدام.

ووفقًا لتقرير حديث صادر عن “المجلس العالمي للطاقة الشمسية” (Global Solar Council)، تبرز بعض الدول الإفريقية كلاعبين رئيسيين في مجال الطاقة الشمسية، بينما لا تزال دول أخرى تحاول اللحاق بالركب. ومن بين هذه الدول، يظهر المغرب كواحد من المرشحين الأقوياء ليكون بطل الطاقة الشمسية في القارة.

ويشير التقرير إلى أن إفريقيا لا تزال متخلفة نسبيًا في مجال الطاقة الشمسية، حيث تستحوذ 10 دول فقط على 97% من إجمالي السعة المركبة للطاقة الشمسية في القارة.

وتتصدر جنوب إفريقيا ومصر القائمة، حيث تستأثران معًا بنحو 40% من الاستثمارات في هذا المجال. ومع ذلك، فإن دولًا مثل بوركينا فاسو وساحل العاج تظهر إرادة قوية لتطوير إمكاناتها في مجال الطاقة الشمسية.

وعلى الرغم من التراجع العالمي في السعة المركبة للطاقة الشمسية، حيث انخفضت من 3,076 ميجاواط في عام 2023 إلى 2,403 ميجاواط في عام 2024، يظل المغرب واحدًا من الدول الإفريقية القليلة التي حققت تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال.

واستثمر المغرب بشكل كبير في مشاريع الطاقة الشمسية، وأصبح يمتلك بعض أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، مثل مجمع “نور” في ورزازات، الذي يعد أحد أكبر المحطات الشمسية على مستوى العالم.

ويعتمد المغرب على إستراتيجية طموحة لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، حيث يهدف إلى توليد 52% من احتياجاته من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.

وتلعب الطاقة الشمسية دورًا محوريًا في هذه الإستراتيجية، حيث تمثل المحطات الشمسية جزءًا كبيرًا من هذا الهدف.بالإضافة إلى ذلك، يعمل المغرب على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال الطاقة الشمسية، مما يزيد من فرصه في أن يصبح مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة.

ورغم النجاحات التي حققها المغرب، لا تزال هناك تحديات تواجه تطوير الطاقة الشمسية في القارة. من بين هذه التحديات نقص التمويل، وعدم كفاية البنية التحتية، والحاجة إلى نقل التكنولوجيا.

ومع ذلك، فإن الفرص كبيرة، خاصة مع زيادة الاهتمام العالمي بالطاقة المتجددة ودعم المنظمات الدولية للمشاريع الشمسية في إفريقيا.

ويظهر المغرب كواحد من الدول الإفريقية القليلة التي تمتلك الإمكانات والرؤية لتصبح قوة عظمى في مجال الطاقة الشمسية.

ومن خلال الاستمرار في الاستثمار في هذا المجال وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، يمكن للمغرب ليس فقط تحقيق أهدافه الطموحة في مجال الطاقة المتجددة، ولكن أيضًا أن يصبح نموذجًا يحتذى به لدول إفريقيا الأخرى في سعيها نحو مستقبل مستدام.

Share
  • Link copied
المقال التالي