وجهت عدة أحزاب سياسية عربية، منها التقدم والاشتراكية المغربي، مذكرة لى الحزب الشيوعي الصيني بخصوص التطورات الأخيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت الأحزاب إن مذكرتها تأتي “انطلاقاً من الرؤية المشتركة بيننا والتي دعا إليها الرئيس الصيني شي جي بينغ، من خلال مبادرة الحضارة العالمية، والتي تدعو إلى التنمية والسلام والاستقرار العالمي، بعيداً عن الغطرسة الاستعمارية وفرض وجهة النظر الإمبريالية كمبدأ عالمي يجب على الجميع التسليم به”.
وأضافت: “ولأن هذه الرؤية جديرة بأن تتجسد في ظل المتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية، ولا شك أن الصين بثقلها الدولي قادرة على القيام بهذا الدور، ووقف تعديات القوى الاحتلالية الاستعمارية على الشعوب المحتلة. واعتماداً على أن الصداقة الحقيقية التي لا تعرف المسافات”.
ونبهت إلى أن: “أهداف التعاون والحوار الصيني- العربي المتعددة تحقيق التنمية وإرساء السلام للجانبين وللإنسانية جمعاء؛ ومساعدة الدول التي تعاني من وطأة الاستعمار، فإن ما تقوم به آلة الحرب العدوانية الاسرائيلية الآن، في قطاع غزة خصوصاً والأراضي الفلسطينية المحتلة عموماً، يُمثل أكبر تهديداً لهذه التنمية والسلام المنشودين”.
وتابعت المذكرة: “منذ نكبة عام 1948 وما لحق بالشعب الفلسطيني من مآسي تتحمل مسؤوليتها الحركة الصهيونية ودولة (إسرائيل) التي أقامها الغرب الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية اللذان يدعمانها، مروراً باستكمال الاحتلال الاسرائيلي لباقي أراضي فلسطين التاريخية عام 1967، بقيت كل القرارات الدولية ذات الصلة بتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وضمان عودة لاجئيه دون تنفيذ”.
واسترسلت: “ومع استمرار هذا التنكر لهذه الحقوق، استمرت (إسرائيل)، القوة القائمة بالاحتلال، مسنودة بتواطؤ ودعم القوى الغربية الاستعمارية نفسها، بتكريس احتلالها وارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني؛ لذا فإن الأوضاع التي نشأت عما وقع بتاريخ 7 تشرين الأول 2023، هي نتيجة لتلك الممارسات (الاسرائيلية) والظلم المستمر على الشعب الفلسطيني بسبب التواطؤ الغربي مع (إسرائيل)، وليست سبباً له، فضلاً على أن مقاومة الاحتلال والنضال من أجل الخلاص منه حق طبيعي وشرعي للشعب الفلسطيني بكل طرق الكفاح المتاحة، أقرته الشرائع والقوانين الدولية”.
وأوضحت: “لقد شاركنا نحن الأحزاب والقوى والشخصيات الموقعة على هذه المذكرة في أعمال الدورة الرابعة لمؤتمر الحوار متعدد الأطراف بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية في مدينة ينتشوان الصينية يومي 13 و 14 آب 2023، في إطار البحث والتعاون بيننا من أجل تحقيق التنمية ودفع عجلة التقدم وإرساء السلام في الصين والدول العربية والعالم أجمع، ونقاش مستفيض لما يجري من ممارسات (إسرائيلية) بحق الشعب الفلسطيني، وها نحن نواجه بعقبة كأداء تقف عائقاً أمام تحقيق ما نصبو إليه وهي الاحتلال (الإسرائيلي) وممارساته المميتة والغاشمة بحق آلاف المدنيين العزل المحاصرين في القطاع، ونحن متفقون على أن الاحتلال هو أفظع أنواع الإرهاب، ومصدر لكل أشكاله وأشكال عدم الاستقرار والسلام الذي ننشده لشعوبنا ودولنا ولمنطقتنا وللعالم أجمع، بل هو تهديد له ولنا جميعاً”.
وأردفت الأحزاب: “إن تدخلنا العملي والفوري والعاجل لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وحرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها (إسرائيل) على قطاع غزة الآن، ووقف سياسات القتل وممارسات الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة، يقع في صلب الأهداف المشتركة التي اجتمعنا من أجل تحقيقها في ينتشوان”، متابعةً: “إن (إسرائيل) بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، هي عنوان الإرهاب، وليس الشعب الفلسطيني الذي يقاتل من أجل إنهاء هذا الاحتلال، وان استمرار الاحتلال (الإسرائيلي) هو مصدر للإرهاب، لا المقاومة الفلسطينية التي من حقها أن تستمر من أجل وضع حد نهائي له”.
وشددت على أن “القصف الذي تشنه (إسرائيل)، القوة القائمة بالاحتلال، براً وجواً وبحراً على قطاع غزة، يتواصل منذ يوم السبت الموافق 7 تشرين أول 2023، وهو مركز على منازل السكان المدنيين الفلسطينيين والأبراج السكنية والبنى التحتية الفلسطينية، من مدارس وجامعات وبنوك ومؤسسات خدمية ومستشفيات وأطقم دفاع مدني وأطقم طبية وصحفيين ومسعفين”.
وأبرزت أنه “يستخدم أطناناً من المتفجرات والقنابل الفسفورية المحرمة دولياً، وهو قصف عشوائي يعتمد سياسة الأرض المحروقة؛ ما أدى إلى تدمير أحياء سكنية بكاملها واستشهاد واصابة آلاف المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وتهجير آلاف آخرين، وتسبب بكارثة إنسانية وصحية حقيقية في قطاع غزة، وهي كارثة مرشحة للتفاقم أكثر بسبب الحصار الظالم والمطبق الذي تفرضه (إسرائيل) على القطاع منذ 16 عاماً، ولجأت لتشديده مع هذا العدوان عبر منع وصول الغذاء والدواء والوقود وقطع الماء والكهرباء، كما أعلن ذلك وزيرا الحرب والطاقة الإسرائيليان”.
وأكدت على أن “ما يجري في قطاع غزة الآن هو حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي تقوم بها (إسرائيل)، القوة القائمة بالاحتلال، بدعم أمريكي وغربي غير محدود، وصل إلى حد إرسال الولايات المتحدة الأمريكية بارجة حربية وأطناناً من الأسلحة وملايين الدولارات وقوات تحت مسمى “قوات خاصة” ما يجعلها شريكة في هذه الحرب الإسرائيلية”.
وأشارت الأحزاب إلى أنها واثقة من “تجاوب جمهورية الصين الشعبية الصديقة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، من أجل ممارسة دورها، من خلال موقعها في مجلس الأمن وغيرها من المنظمات والمجموعات الدولية، وعبر كل الوسائل الدبلوماسية وشبكة العلاقات التي تملكها، من أجل العمل السريع لتحقيق إدانة حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها (إسرائيل) على قطاع غزة، والمطالبة بوقف فوري لهذه الحرب الإجرامية الإبادية بحق المدنيين العزل”.
كما طلبت من الرئيس الصيني، الدعوة إلى “إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة بشكلٍ عاجل خاصة الدواء والغذاء”، و”التحرك من جانب القيادة الصينية مع روسيا الاتحادية وكل الدول الصديقة والمحبة للسلام وذات المصداقية والنزاهة للقيام بحراك سياسي ودبلوماسي يساند الحقوق الفلسطينية ويمكن الشعب الفلسطيني من تجسيد حقه في إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها والتعويض، وفقاً للقرار الأممي194”.
ونبهت في الختام إلى أن تحقيق هذه الأمور، “يعد انتصاراً لقيم الحق والحرية والعدل التي نؤمن بها، وهو أمر ملّح يجب العمل لتحقيقه بشكل عاجل لوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها (إسرائيل) على قطاع غزة”، مردفةً: “إن نجاحنا في ذلك هو خطوة مهمة على طريق العالم المتعدد الأقطاب الذي بدأ يتشكل بعيداً عن الهيمنة الأمريكية البائسة”، ومجددةً الثقة في تجاوب الرئيس الصيني مع المذكرة.
فيما يلي قائمة الأحزاب الموقعة على المذكرة:
- حزب التقدم والاشتراكية – المغرب
- الحزب الديمقراطي – ليبيا
- الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا – فلسطين
- جبهة النضال الشعبي الفلسطيني – فلسطين –
- حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – فلسطين
- حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – فلسطين
- حزب الشعب الفلسطيني – فلسطين
- الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – فلسطين
- الحزب الشيوعي السوري الموحد – سوريا
- جبهة التحرير الوطني الجزائرية – الجزائر
- حركة مشروع تونس – تونس
- المجلس الأعلى الاسلامي – العراق
- حركة الشعب – تونس
- حزب تحالف القوى الوطنية – ليبيا
- منظمة بدر – العراق
- الحزب الشيوعي العراقي – العراق
- الحزب الشيوعي المصري – مصر
- حزب الدعوة الاسلامية – العراق
- حركة البناء الوطني – الجزائر
- حزب جبهة المستقبل – الجزائر
- حزب الوفد المصري – مصر
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – فلسطين
تعليقات الزوار ( 0 )