شارك المقال
  • تم النسخ

مليلية.. الصراعات السياسية تشتد بين “إمبورادا” و”أبرشان” قبل حلول عيد الأضحى

في كل عام، ومع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، يتجدد الجدل حول قرار منع إدخال أضاحي العيد من المغرب إلى مليلية تحت ذريعة إصابتها بمرض الحمى القلاعية،  وتزداد حدة الصراع بين حزب “التحالف من أجل مليلية” بقيادة مصطفى أبرشان وباقي أحزاب المعارضة بالمدينة.

واستغل خوان خوسيه إمبرودا، الرئيس الإقليمي لحزب “الشعب” بمدينة مليلية المحتلة، مؤتمرًا صحفيًا ليبارك للمغاربة، ولمن يعتنقون الإسلام مناسبة حلول عيد الأضحى، وقال كديباجة لخطابه، أنه “لا يمكن تحريف الدين للحصول على عائدات انتخابية، حيث يتعين عليّ أيضًا إطلاق رسالة أخرى من وجهة نظر سياسية”.

ولفت المصدر ذاته، إلى أن “أرشيفات الصحف مليئة بالإهانات والأكاذيب والشتائم والخداع ضد الحزب الشعبي في عهد مليلية”، قبل أن يتهم حزب “التحالف من أجل مليلية” وزعيمه مصطفى أبرشان، بابتكارا حملة للترويج لفكرة أن تشكيله يتعارض مع تقاليد الشريعة الإسلامية.

وكانت هذه طريقة إمبرودا، الخاصة في تصفية حساباته مع أولئك الذين انتقدوه في الماضي لمعارضته استيراد الأغنام من المغرب لأداء واحدة من أهم المواسم الإسلامية والشعائر الدينية المتمثلة في عيد الأضحى، الذي كان في السنوات الأخيرة بمثابة خلفية تعبئة المواطنين، والصراع السياسي بين الأحزاب، وحتى الدعاوى القضائية في محاكم مليلية.

وأصبح هذا الطقس في المجال الاقتصادي الخالص، فرصة تجارية كبيرة لمزارع الثروة الحيوانية في جميع أنحاء إسبانيا وللشركات التي تصدر منتجاتها كل عام إلى دول مثل فرنسا وقطر والمملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة، وفق ما نقلته صحيفة “الكونفيدنشال” الإسبانية.

وأضافت الصحيفة، أن أصل كل هذا الجدل، يكمن في تفشي مرض “الحمى القلاعية” المعلن في المغرب سنة 2015 والذي أجبر الحكومة المركزية بقيادة ماريانو راخوي على منع استيراد الأغنام من المغرب، وفي يوليوز 2017، خففت وزارة الزراعة القيود المفروضة على استيراد أضاحي العيد وسمحت بوصولها برقابة صحية شاملة تمنع انتشار المرض بين القطعان الإسبانية.

ولم ترق هذه الفكرة لأبرشان، واستطرد قائلاً: “إنه إذا كان العام السابق عام حزن، فيمكن أن يتحول ذلك العام إلى “عام لتوتر الاجتماعي” إذا حافظوا على ما اعتبروه عقبات أمام استيراد الأضاحي، أو التدابير الصارمة التي اعتقدت دائمًا في تشكيلها أنها تسعى إلى تفضيل الشركات الإسبانية”.

ورجحت مصادر حزب الشعب التي استشارتها الصحيفة، أن الدافع المادي حاضر بقوة، مشيرة إلى أن هناك في مليلية أشخاصا تربطهم علاقات ومصالح اقتصادية مع المزارعين المغاربة الذين يشكل موسم العيد فرصة تجارية كبيرة لهم، حيث يمكنهم بيع منتجاتهم في سوق ذات قوة شرائية أكبر، وأنه ليس من المستغرب أن يصل عدد العينات المستوردة إلى 6000 كبش في بعض السنوات.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى إصرار المنتجين على هذه “العلاقات التجارية”، قبل الإشارة إلى أن الأغنام التي تُربى في إسبانيا لها رقابة بيطرية شاملة وأن العديد من المزارع قد أدرجت طريقة الذبح الحلال المسموح بها في الشريعة الإسلامية للتوسع أسواقهم.

وانتقد خوان خوسيه إمبرودا أنه منذ أن تولى فريق الحكومة المحلية الحالي مقاليد المدينة، لم يتغير الوضع، مستنكرا ما وصفه بأن “الدين كان يوظف للقول بأن حزب الشعب كان ضد الإسلام، لأنهم زعموا أننا لم ندع الأغنام المغربية تمر وأنها جاءت من شبه الجزيرة”، للتأكيد على أن “أفظع شيء هو أن الحزب التقدمي الاشتراكي ابتلعها وقبلها وكان متواطئا مع العلم أن ذلك غير مؤكد”.

ورفض مصطفى أبرشان أن يعطي حزب الشعب “دروسا في الاحترام” مردفا أن “ما نريده وما شروطنا وما نبشر به وما نمارسه هو محاولة تفضيل حكومة الأمة لتوجيه معاهدة حسن الجوار”، وأكد أن الـ”دبلوماسية هي الدفاع عن مصالح الشعب الإسباني دون التضحية بمصالح شعبنا”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي