يعيش عدد كبير من المغاربة المقيمين في ليبيا، معاناة يومية مع غياب قنصلية المغرب، فيما المغاربة المحتجزين بسجون ليبيا، أوضاعا صعبة جدا، بسبب التعذيب وانتشار الأمراض الفتاكة بينهم، في ظل غياب العناية الطبية والاكتظاظ، والظروف السياسية التي تعيش على وقعها البلاد، وصراع الأطراف الليبية، مما يزيد من استمرار معاناة أبناء المغرب في ليبيا.
المعاناة..غياب سفارة المغرب بليبيا
وفي سياق متصل، قال ادريس الرميحي، مغربي مقيم في ليبيا، في مقطع فيديو بثه على منصات التواصل الاجتماعي، إن مغاربة ليبيا يعانون من غياب السفارة والقنصلية المغربية التي أغلقت أبوابها منذ سنة 2014، مما يدفع الجالية المغربية للتوجه إلى القنصلية المغربية بتونس، إلا أن الإجراءات تكون معقدة جدا ولا يحصلون على أجوبة من قبل السلطات المغربية.
وأضاف المتحدث، أن مصالح المغاربة المقيمين بليبيا تضررت كثيرا بسبب، انتهاء تاريخ صلاحية جوازات السفر، مما يجعلهم وأبنائهم مجهولي الهوية، وهذا ما يتسبب في عدم التحاقهم بالجامعات والمدارس، وتعقد المساطر القانونية، وعدم وجود ممثل عن الخارجية المغربية بليبيا من أجل حل جل الملفات العالقة.
ومن جهته وجه المصطفى الويزي، وهو مواطن مغربي مقيم بليبيا، رسالة إلى الخارجية المغربية من أجل التسريع في دراسة الملفات المتعلقة بزواج الجالية المغربية، حيث قال في تدوينة له مرفقة بعقد زواج ‘’ سلام عليكم رسال إلى وزارة الخارجية في الرباط المغرب، انا مواطن مغربي مقيم في ليبيا تقدمت في طلب تأشير المغربية لصالح زوجتي الحامل لجنسية ليبيه في 5/20/2019 وفي شهر7 ذهبنا إلى قنصلية المغربية في تونس وكل مرة نذهب لهم يقول لي مزال مجاتش الموافقة من المغرب وأطلب من الله ومنكم مراجعة هاد الملف’’.
عذاب وأمراض.. مغاربة في سجون ليبيا
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنّ السلطات الليبية تحتجز منذ أشهر المئات من المهاجرين المغاربة دون مسوّغات قانونية، وفي ظروف احتجاز غير إنسانية. وأضاف ‘’أن المهاجرين المغاربة المحتجزين يتوزعون على عدة مراكز احتجاز غربي البلاد، في ظروف صحية صعبة، خاصة مع إصابة عدد كبير منهم بفيروس كورونا، وسط انعدام للرعاية الصحية’’.
وشدد المصدر ذاته، على عدم توفّر سوى كميات محدودة جدًا وغير كافية من الطعام للمحتجزين، كما لا تتوفر مياه نظيفة للشرب، ويعيشون ضمن بيئة غير صحية، ما ساعد على تفشي الأمراض المعدية بينهم على نحو واسع.
ولفت البيان إلى أن أهالي المهاجرين المغاربة المحتجزين في ليبيا نظموا خمس وقفات احتجاجية في المدة الأخيرة أمام مقر وزارة الخارجية بالرباط، للمطالبة بالتدخل للإفراج عن أبنائهم، وتلقّوا وعودا من المسؤولين المغاربة بحل القضية، إلّا أنّ التحركات في هذا الملف ما تزال محدودة، ولا تشي بنوايا جدية لحل الأزمة بشكل نهائي.
وزيادة على الاحتجاز، أفاد البيان بوجود عدد من المغاربة الذين قضوا غرقا بعد تحطم القوارب التي كانوا يهاجرون فيها بعرض السواحل الليبية.
ودعا المرصد الأورومتوسطي الحكومة الليبية إلى إطلاق سراح المهاجرين المغاربة المحتجزين لديها، والتوقف عن انتهاك حقوقهم داخل مراكز الاحتجاز الرسمية، وتقديم الرعاية الصحية لمن هم بأمسّ الحاجة إليها وخصوصًا مرضى فيروس كورونا، وتوفير إجراءات الوقاية والسلامة في السجون ومراكز الاحتجاز كافة.
كما طالب المرصد في بيانه، الحكومة المغربية ببذل جهود أكبر وأكثر جدية في ملف المهاجرين المغاربة المحتجزين في ليبيا، والتعاون بشكل حثيث مع السلطات الليبية لإنهاء معاناة مئات الأسر التي تعيش قلقًا دائمًا على مصير أبنائها.
تعليقات الزوار ( 0 )