لا زال مغاربة العالم ينتظرون خروجاً إعلامياً وتواصليا من الحكومة، لتحديد الإجراءات التي ستتخذها حول عملية العبور إلى أرض الوطن هذه السنة، في ظل الظروف الحالية المرتبطة بوضعية فيروس كورونا المستجد.
وأمام ترقب الجالية لقرار المملكة بشأن فتح الحدود، قالت نزهة الوافي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، خلال اجتماع مغلق مع لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الاسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، بمجلس النواب، إن عدم تنظيم عملية عبور “مرحبا” هذه السنة، لا يعني إلغاء العبور المشروط بتطور الوضع الوبائي بالمغرب.
وقالت الوافي إن عودة المغاربة المقيمين بالخارج، تبقى مرتبطة بـ”تطور الوضع الوبائي لفيروس كورونا المستجد بالمملكة المغربية، وبدول إقامة مواطنينا بالخارج، وذلك حفاظا على صحة مواطنينا داخل وخارج أرض الوطن”.
ولم تقدم المسؤولة عن المغاربة المقيمين بالخارج، أي تاريخ محدد بخصوص فتح الحدود، مكتفية بالقول إن “عملية العبور لا يمكن إنجاح تدبيرها إلا بواسطة رؤية واضحة وتنسيق محكم ومجهودات جبارة من طرف جميع المتدخلين”.
وتسبب الصمت الحكومي حول عملية عبور الجالية المغربية المقيمة بديار المهجر، في موجة غضب واستنكار شديدين، إذ كتب عادل، وهو أحد مغاربة العالم بألمانيا، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، “ولو إشارة واحدة لعملية عبور الجالية إلى أرض الوطن، نطالب من الحكومة التوضيح، وتقديم معطيات كافية حول هذا الموضوع”.
وأضاف قائلا: ” أغلب أفراد الجالية يستنكرون هذا الصمت والسكوت المطبق، مشددا في السياق ذاته على ضرورة تحمل الدولة لمسؤوليتها، ويجب عليها توضيح الأمر، إما أن تفتح الحدود بشروط معينة وإما أن تغلقها إلى إشعار آخر مع تحديد التاريخ، لكي لا يبقى هذا الترقب”.
بدوره، قال جمال، وهو من الجالية المغربية بإسبانيا ” إسبانيا أبدت رغبتها في فتح الحدود مع المغرب، لكن للأسف المغرب دائما متأخر في الرد، لهذا قامت هذه الأخيرة بتغيير رأيها، وأصدرت قرارا ًبعدم السماح بفتح الحدود مع المغرب والجزائر والصين”.
وفي سياق الموضوع، عبرت دليلة عن رغبتها في قضاء العطلة الصيفية بأرض الوطن، موضحة في هذا الصدد ” بغينا نمشيو للمغرب، وخفنا نتحركو والمرض يزيد ويسدو علينا، والاشكال الكبير هو أنه مزال ما كاين حتى شي خبر من طرف الحكومة يؤكد عملية عبور الجالية لأرض الوطن، مضيفة “قطعنا الأمل”.
وكتب فاروق الطاهري البرلماني عن دائرة الناظور، المنتمي لحزب العدالة والتنمية، على حسابه بـ “فيسبوك”، معلقا على تصريحات الوزيرة الوافي قائلا: إنه يتّضح، من خلال اجتماع لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية ومغاربة العالم، أنه ليس للوزارة المعنية أي تصور أو سيناريو واضح ومحدد لعملية العبور البديلة لعملية “مرحبا 2020” وأن الوزارة ما زالت تنتظر القرار الصحي وتنتظر قرار فتح الحدود، متمنيا أن يعالَج هذا الملف بصفة مستعجلة في اجتماع المجلس الحكومي المقبل بعد تاريخ 10 يوليوز الجاري.
واختتم الطاهري تدوينة في هذا الشأن بقوله “عذرا مغاربة العالم، ليس عندنا جواب مقنع لأسئلتكم في هذا الملف، ورغم ذلك سنتابع الترافع في هذا الموضوع حتى نرغم الوزارة على تقديم الجواب المناسب والملائم للمرحلة”.
وفي سياق ذي صلة، ينتظرُ أفراد الجالية المغربية الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، قراراً حكوميا يضبط ظروف وحيثيات عملية رجوعهم إلى بلدهم، مع اقتراب عيد الأضحى الذي يشكل مناسبة يفضل خلالها مغاربة المهجر، قضاء فترة العيد المتزامنة مع ذروة فصل الصيف بين الأهل والأحباب.
وفي هذا السياق، فإن عدداً من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، شرعوا في الاستعداد للسفر إلى أرض الوطن، عقب فتح المغرب حدوده، لقضاء فترة العيد المتزامنة مع ذروة فصل الصيف بين الأهل والأحباب، وفق ما ذكرته تقارير إعلامية إسبانية.
ويذكر أن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، كان قد أكد في وقت سابق عن إلغاء “عملية مرحبا” لهذه السنة، بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، وبرّر قرار الإلغاء، باستحالة تنظيمها كما اعتاد المغرب القيام بذلك منذ انطلاقها.
ويشار إلى أنه يقيم حوالي خمسة ملايين مغربية ومغربي بالخارج، أغلبهم موزعين على البلدان الأوروبية، ويعبـُر سنوياً بين إسبانيا والمغرب من أفراد الجالية المغربية، حوالي 3 ملايين وهو ما يجعل حركة العبور بمضيق جبل طارق نشيطة، تتطلب تنسيقاً كبيراً من طرف المغرب وإسبانيا ومختلف الوزارات المعنية، لاجتيازها في أحسن الظروف.
تعليقات الزوار ( 0 )