شارك المقال
  • تم النسخ

معاناةُ صيّادي الأسماكِ السطحيةِ بالحسيمة مع “النيكرو” متواصلةٌ

يشكل الدلفين الأسود الكبير، أحد أكبر المشاكل التي تعترض بحارة صيد الأسماك السطحية في شمال المملكة المغربية عموما، والحسيمة على وجه الخصوص، وبالرغم من المطالب المتواصلة من المهنيين لوزارة الفلاحة والصيد البحري بإيجاد حل عاجل لهذا الأمر، إلا أن معاناة الصيادين، ما تزال متواصلة.

وكان بحارة صيد الأسماك السطحية بميناء الحسيمة، قد خاضوا، منذ يوم الثلاثاء الماضي، إضرابا إنذاريا، بسبب المشاكل التي يعانيها القطاع بشكل عام، وعلى رأسها “النيكرو”، قبل أن يرفعوه يوم السبت، بعد تدخل الجهات الوصية واقتراحها إجراء حوار للنظر في المطالب التي يرفعها الصيادون.

ورحبت نقابة بحارة الصيد الساحلي بميناء الحسيمة التابعة للاتحاد المغربي للشغل، وجمعية البحارة الصيادين، بأي مبادرة هادفة لحل مشاكل القطاع بالمدينة، كما سبق للاتحاد المحلي لنقابات الحسيمة، أن أعرب عن أمله في انتهاء الأزمات التي يعانيها البحارة، مشيدا بوعيهم بعد استجابتهم ورفعهم للإضراب، في انتظار نتائج الحوار المقرر إجراؤه هذا الأسبوع.

عبد القادر (45 سنة)، أحد صيادي الأسماك السطحية بميناء الحسيمة، قال في تصريحه لجريدة “بناصا”، إن أسوء كابوس يمكن أن يعترض مهنيي الصيد البحري في الإقليم، هو هجمات الدلافين السوداء، التي تتسبب في خسائر فادحة، قد تفوق في بعض الأحيان المليون سنتيم في كل هجمة تشنها هذه الحيوانات.

وأضاف المتحدث، بأن أبرز مطالب البحارة، تتعلق بضرورة إيجاد حل عاجل لمشكل “النيكرو”، المحمي بموجب اتفاقية دولية، موضحاً أن “الشباك السينية الجديدة لم تؤت أكلها مع الدلفين الأسود، بالإضافة إلى أن المهنيين يطالبون بصرف تعويضاتهم من الضمان الاجتماعي، والتي تأخرت لأكثر من 4 أشهر”.

وساهم منع صيد الدلفين الأسود، المتواجد قبالة شواطئ الحسيمة، في تكاثره بشكل كبير، مسببا مشاكل للصيادين، الذين باتوا يعانون الأمرّين، بسبب تمزق شباكهم، ما أثر سلبا على عائدات مراكب صيد الأسماك السطحية، خاصة السردين، الأمر الذي أزّم من وضعية هذه الفئة، الاقتصادية والاجتماعية.

وسبق لعدد من الفاعلين الجمعويين، أن طالبوا بوضع رؤية شاملة للحد من هجمات “النيكرو” المتكررة على شباك الصيادين، إلى جانب تمكين البحارة المتضررين من الاستفادة من “صندوق الكوارث”، الذي أنشأته وزارة الفلاحة والصيد البحري في وقت سابق، مشيرين إلى أن إجراء دراسات علمية حول تكاثر أعداد الدلافين السوداء، التي صارت مشكلة بالنسبة للصيادين، بات ضرورة ملحة الآن.

يشار إلى أن مشكل صيادي الأسماك السطحية مع الدلفين الأسود الكبير في إقليم الحسيمة، ليس جديدا، فقد سبق لهم تقديم شكاوي عديدة بخصوصه في السنوات الماضية، غير أن تكاثره بشكل كبير، تسبب في تفاقم الأزمة، وتقليص كمية السردين بنسبة تفوق الـ 300 في المائة في الشهور الـ 7 الماضية من سنة 2020.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي