تتزايد الأصوات المعبرة عن استيائها من وضعيتها، بالمغرب، وتتجاوز الجهات المخاطبة كل المؤسسات، إلى القصر الملكي وديوانه، حيث تعبر الشكايات عن مطالبتها بتدخل ملكي عاجل لوضع حل لمعاناتها.
ووفق ما عاينه منبر بناصا، من مظاهرات ووقفات احتجاجية وبلاغات وبيانات، منظمات وهيئات وأفراد، فإن غالبيتها تلجأ إلى مراسلة ‘’الملك’’ مباشرة، بعدما سدت في وجهها جميع الأبواب والسبل الكافية لمعالجة مشاكلها.
وفي ذات السياق، مازالت مطالب المعتقلين ‘’السياسيين’’ تطالب الملك مباشرة، من أجل التدخل لوضع الحد لما يسمونه بانتهاكات ‘’حقوق الانسان’’ والاساءة لصورة الملك من قبل أشخاص وكلت لهم مسؤولية تسيير قطاعات حساسة.
كما عبرت هيئات نقابية وحقوقية، في بلاغات سابقة توصل منبر بنا بنسخة منها، عن استنكارها لردود أفعال الوزارات المسؤولة على قطاعاتها، من خلال ممارسة مؤسساتها، ومديري الهيئات المكلفة بحل النزاعات والشكايات.
ومؤخرا، شهدت عدد من القطاعات احتقانا كبيرا بسبب عدم إيفاء الحكومة بالتزامتها، تجاهها، أبرزها قطاع المطاعم والمقاهي، الذين أكدوا في أكثر من مرة عزمهم عصيان القرارات الحكومية، واللجوء إلى المؤسسة الملكية من أجل حل مشاكلها.
وفي سياق متصل، سبق لعاهل البلاد أن اكد في الخطاب الذي ألقاه الله يوم الجمعة 14 أكتوبر 2016 في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية التشريعية العاشرة، على ضرورة الانصات لمشاكل المواطنين.
وأضاف الملك ‘’ مع كامل الأسف، يلاحظ أن البعض يستغلون التفويض، الذي يمنحه لهم المواطن، لتدبير الشأن العام في إعطاء الأسبقية لقضاء المصالح الشخصية والحزبية، بدل خدمة المصلحة العامة، وذلك لحسابات انتخابية’’. وهم بذلك يتجاهلون بأن المواطن هو الأهم في الانتخابات، وليس المرشح أو الحزب، ويتنكرون لقيم العمل السياسي النبيل’’.
وقال الملك ‘’فإذا كانوا لا يريدون القيام بعملهم ولا يهتمون بقضاء مصالح المواطنين، سواء على الصعيد المحلي أو الجهوي، وحتى الوطني، فلما ذا يتوجهون إذن للعمل السياسي؟ وإن الالتزام الحزبي والسياسي الحقيقي ، يجب أن يضع المواطن فوق أي اعتبار، ويقتضي الوفاء بالوعود التي تقدم له، والتفاني في خدمته ، وجعلها فوق المصالح الحزبية والشخصية’’.
مشددا في ذات السياق، على ‘’أن النجاعة الإدارية معيار لتقدم الأمم، وما دامت علاقة الإدارة بالمواطن لم تتحسن، فإن تصنيف المغرب في هذا الميدان، سيبقى ضمن دول العالم الثالث، إن لم أقل الرابع أو الخامس’’.
‘’يقال كلام كثير بخصوص لقاء المواطنين بملك البلاد، والتماس مساعدته في حل العديد من المشاكل والصعوبات. وإذا كان البعض لا يفهم توجه عدد من المواطنين إلى ملكهم من أجل حل مشاكل وقضايا بسيطة، فهذا يعني أن هناك خللا في مكان ما’’، حسب الخطاب الملكي.
وقال الملك ‘’أنا بطبيعة الحال أعتز بالتعامل المباشر مع أبناء شعبي، وبقضاء حاجاتهم البسيطة، وسأظل دائما أقوم بذلك في خدمتهم .ولكن هل سيطلب مني المواطنون التدخل لو قامت الإدارة بواجبها ؟’’.
وأردف:’’الأكيد أنهم يلجؤون إلى ذلك بسبب انغلاق الأبواب أمامهم ، أو لتقصير الإدارة في خدمتهم، أو للتشكي من ظلم أصابهم’’.
تعليقات الزوار ( 0 )