رسمت الجامعة الوطنية للصحة بتازة، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، صورة قاتمة عن الوضع الصحي بمستشفى ابن باجة في تدوينة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وأوضحت أن ما يحدث بالمستشفى “لا يمكن وصفه إلا بأنه بداية انهيار المنظومة الصحية بهذه المدينة”، موردة بعض المؤشرات على ذلك وهي “ازدحام وفوضى كبيرة بقسم المستعجلات نتيجة نقص الموارد البشرية حيث يشتغل في هاته اللحظة طبيبة واحدة وممرضة واحدة مقابل توافد مئات الحالات على هذا القسم بمن فيهم حالات كوفيد الذين يختلطون بباقي المرضى في غياب مسار خاص بهم ومن يتكفل بهم معرضين حياتهم وحياة باقي المرضى للخطر”.
وفي السياق ذاته، لفتت النقابة ذاتها إلى أن “مختلف مصالح المستشفى مكتظة بمرضى ينتظرون دورهم للحصول على كيس دم نتيجة فراغ مخزون الدم من عدة فصائل دموية حيوية، كما أن هناك نقص كبير في العديد من الأدوية الحيوية”، وفق تعبيرها.
وزادت موضحة: “والأخطر من هذا كله والمبكي أن جميع المسؤولين رفعوا يدهم عن هذا المرفق لدرجة أنه في هاته اللحظة لا يوجد أي مسؤول عنه فالمدير في إجازة مرضية ونائبه أخبرنا أنه في رخصة إدارية. ليبقى المستشفى في هاته الظرفية الصعبة بدون مسؤول”.
الإشكالية المطروحة
تفاعلا مع ما جاء في تدوينة النقابة سالفة الذكر، كشف مدير مستشفى ابن باجة بتازة بالنيابة أن هذه المهمة أسندت له يوم الجمعة المنصرم بعد أن تعذر ذلك على كل من مدير المستشفى لأسباب صحية ونائبه الذي كان في فترة “الكونجي”، قبل أن يتم استدعاؤه للعودة إلى العمل.
وفيما إذا كان قسم المستعجلات يعرف خصاصا على مستوى الأطر الطبية، قال في تصريح لجريدة “بناصا” إن جميع الأطر الطبية والتمريضية تباشر مهامها، بما فيها تلك المكلفة بالمصابين بفيروس “كورونا”، مشيرا إلى أن “الإشكالية المطروحة حاليا هو ارتفاع عدد المرضى وتجمعهم بقسم المستعجلات رغم محاولات حراس الأمن الخاص تنظيمهم دون جدوى”.
واكلا لعصا
وأشار المسؤول ذاته إلى استعانة الجهات المسؤولة بالأطباء الداخليين لمواجهة هذا المشكل، موضحا أن الاكتظاظ الذي تعرفه مستعجلات مستشفى تازة يرتبط بالوضعية الوبائية على الصعيد الوطني.
وفيما لفت إلى أن المدن التي تمر بوضعية وبائية صعبة أو “واكلا لعصا”، على حد تعبيره، باتت معروفة وهي تازة والدار البيضاء ومراكش وأكادير وتزنيت، كشف أن أغلب المصابين بالفيروس بالإقليم يتم إرسالهم إلى منازلهم لأن حالتهم ليست حرجة.
الكل مشكوك فيه
وردا على اختلاط حاملي فيروس “كورونا” مع باقي المرضى بقسم المستعجلات، قال المكلف بمهمة تسيير مستشفى ابن باجة بتازة: “كيف سنعرف المصابين بالكوفيد من غيرهم إذا لم نخضعهم لاختبار “كورونا”، مبينا أن “ارتداء الكمامة بات إجباريا داخل المستشفى لأن الكل أصبح مشكوكا فيه وأخطر الحالات هي تلك التي لا تظهر عليها أعراض المرض وأي شخص مشكوك في إصابته بالفيروس يخضع لتحليلة كورونا بشكل إجباري”، وفق تعبيره.
الحل المأمول
كشف متحدث “بناصا” عن تسجيل إصابات بفيروس كورونا وسط الأطر الصحية بالمستشفى، معربا عن أمله في أن يتم استدعاء الطلبة الأطباء المتوفرين بكثرة الذين أوشكوا على إنهاء تكوينهم للمساعدة في التخفيف من حالة الاكتظاظ التي يعرفها قسم المستعجلات والناتجة عن وجود طبيب واحد بهذا القسم.
وإذا كان المستشفى لا يعاني من أي مشكل على مستوى الأوكسجين، فإنه في المقابل لا يتوفر على قسم للإنعاش خاص بمرضى كوفيد، وأمام هذا الواقع لجأت إدارة المستشفى إلى تخصيص أسرة للإنعاش بقسم مرضى كوفيد، بحسب ما جاء على لسان المصدر ذاته.
قلق حقوقي
بعد يوم من تدوينة الجامعة الوطنية للصحة بتازة، خرج فرعا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة وتاهلة ببلاغ أحاطا من خلاله الرأي العام الوطني والمحلي علما “بقلقهما الشديد حيال محدودية الطاقة الاستيعابية لبنيات الاستقبال الطبية بمستشفى ابن باجة وبباقي المراكز الصحية القروية والحضرية ولاسيما على مستوى الخصاص في الموارد المادية والبشرية واللوجيستية (الأسرة، الطواقم الطبية والتمريضية، الأدوية..)”
وطالبا في البلاغ ذاته الذي تتوفر جريدة “بناصا” على نسخة منه الجهات المسؤولة “بضرورة التدخل العاجل لتصحيح الاختلالات المرصودة والاستجابة لجميع مطالبها التي سبق التعبير عنها في العديد من البلاغات والبيانات والمراسلات، في أفق تدبير أمثل للوضعية الوبائية بالإقليم وتحسين القدرة الاستشفائية والطبية الموازية على الصعيدين المحلي والإقليمي”، بلغة البلاغ.
تعليقات الزوار ( 0 )