كشفت وثائق سرية عن مشروع نووي طموح كانت تسعى إسبانيا إلى تنفيذه خلال فترة حكم الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو، وهذا المشروع، المعروف باسم “إيسليرو”، كان يهدف إلى تطوير سلاح نووي خاص بإسبانيا، في سياق عالمي شهد سباقاً محموماً لتطوير الأسلحة النووية بعد الحرب العالمية الثانية.
وكان أحد الأهداف الرئيسية للمشروع هو تعزيز مكانة إسبانيا كقوة إقليمية، وتوفير ردع نووي ضد أي تهديدات محتملة، خاصة في ظل التوترات مع المغرب بعد حصوله على الاستقلال.
وسعت إسبانيا من خلال هذا المشروع إلى حماية ممتلكاتها في شمال إفريقيا، بما في ذلك ثغري سبتة ومليلة وجزر الكناري المحتلة، والتي كانت موضع نزاع مع المغرب.
وكان المشروع جزءًا من محاولة إسبانيا لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية والتقرب من القوى الكبرى مثل فرنسا والولايات المتحدة.
ولأجل تحقيق هذا الهدف الطموح، سعت إسبانيا إلى التعاون مع دول أخرى، خاصة فرنسا التي كانت تمتلك تكنولوجيا نووية متقدمة. وقد أبدت فرنسا اهتمامًا بدعم المشروع الإسباني، حيث رأت فيه وسيلة لتعزيز نفوذها في أوروبا.
فشل المشروع:
وعلى الرغم من الدعم الفرنسي الأولي، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تدخلت لوقف المشروع، فقد رأت الولايات المتحدة في انتشار الأسلحة النووية في أوروبا تهديدًا لأمنها القومي، ومارست ضغوطًا على إسبانيا لوقف برنامجها النووي.
وبعد وفاة فرانكو، أبدى الرئيس أدولفو سواريز رغبته في استئناف المشروع النووي. ولكن مع دخول إسبانيا إلى الجماعة الاقتصادية الأوروبية (السابق) في عام 1987، تم التخلي نهائياً عن هذا المشروع، حيث فرضت المعاهدات الأوروبية قيودًا صارمة على انتشار الأسلحة النووية.
ويعتبر مشروع إيسليرو مثالاً واضحاً على الطموحات النووية لبعض الدول في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وقد أظهر هذا المشروع مدى التعقيدات السياسية والدولية التي تحيط بتطوير الأسلحة النووية، وكيف يمكن للقوى العالمية أن تؤثر على قرارات الدول الأخرى في هذا المجال.
تعليقات الزوار ( 0 )