قررت مجموعة من الدول على المستوى العالميّ، أغلبها من القارة الأوروبية، تعليق استعمال لقاح فيروس كورونا المستجد؛ “أسترازينيكا” الذي تُنتجه بريطانيا، على خلفية تسببه في تجلطات دموية، على حد قولها، بالرغم من كافة الهيئات العلمية الأوروبية والدولية، أكدت أنه لا وجود لأي دليل يؤكد العلاقة بين التجلط واللقاح.
وقامت كل من فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، هولندا، أيرلندا، إسبانيا، البرتغال، قبرص، أستونيا، لوكسمبورج، ليتوانيا، الدنمارط، النرويج، أيسلندا، النمسا، لاتفيا، بلغاريا، رومانياً، وإندونسيا، الكونغو، وتايلاند، بتعليق استعمالها للقاح “أسترازينيكا”، لتطعيم مواطنيها، بسبب ما تعتبره عدم أمانه، وتسببه في تجلطات دموية.
وبالرغم من أن منظمة الصحة العالمية، وهيئة الأدوية الأوروبية، أكدتا، أنه لا وجود لأي دليل يؤكد ارتباط الجلطات التي وقعت لحالات ضئيلة من الأشخاص الذين تلقوا جرعات اللقاح، وبين “أسترازينيكا”، وهو ما كشفه رئيس الوزراء البرطاني بوريس جونسون، الذي قال إن هيئة الدواء في المملكة المتحدة “لا ترى ثمة سبب على الإطلاق يدعو إلى وقف أي لقاح يعطى الآن للبرطانيين”.
ومن جانبه، أوضح رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، أن جميع اللقاحات المتوفرة في كندا، ومن بينها “أسترازينيكا” البرطاني، آمنة وفعالة، منبها في السياق نفسه، إلى أن بلاده لا تستورد اللقاح المعنيّ من نفس المصنع الذي تستورد به دول أوروبا حقنها منه، والموجود في بلجيكا، بل تأتي به من مصنعين الأول في إنجلترا والثاني في الهند، والأخير هو نفسه الذي يستورد منه المغرب.
وتعليقا على الموضوع، قال سمير مشهور، نائب الرئيس العام لمجموعة سامسونغ بيولوجيكس الكورية الجنوبية التي تعد واحدة من أهم الشركات في مجال التكنولوجيا الحيوية، إن من بين أكثر من 17 مليون شخص استخدموا لقاح أسترازينيكا في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، لم يتم التبليغ سوى عن 22 حالة فقط، من حالات الإصابة بالجلطات، لم يثبت أي منها، أنه مرتبط باللقاح.
ونبه مشهور إلى أنه، في المغرب أيضا، أغلب من تلقى جرعات لقاح فيروس كورونا المستجد “أسترازينيكا”، والذين يزيد عددهم عن الـ 4 ملايي و600 ألف، لم يتم التبليغ عن أي حالة من التجلط، الناجمة، بشكل مؤكد، عن اللقاح البرطاني، مؤكداً أنه سيقوم خلال الأيام المقبلة، بنشر رأيه بخصوص هذا الجدل الدائر، لأن سوء الفهم، يخلق نوعاً من الحيرة التي لا مُبرّر لها.
وقال الناشط البشريتي عمر، إن “أسترازينيكا عندها خمسة المصاع، واحد في بلجيكا، وواحد في هولندا وزوج في إنجلنرا، وواحد في الهند..”، مضيفاً “الأوروبيين عندهم مشكل في التزود من المصنع البلجيكي (مرتبط بعقود كثيرة مع عدة دول)، ثم إن إنجلترا احتكرت اللقاح لي كيتصنع عندها للمواطنين نتاعها (حقها، خسرات لفلوس والعلم باش صاوبت لقاح)”.
وأضاف البشريتي في تدوينة على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”: “وأمريكا نفس الشيء، محتكرة لقاح فايزر وموديرنا (لي طوراتهم)، واخا كيتم تصنيعهما بأوروبا، لأن بايدن حالف حتى يلقح 100 مليون أمريكي خلال 100 يوم، وأوروبا تصطح راسها مع الحايط”، متابعاً: “الأوروبيين حاصلين مزيان، وكيديروا بزاف الدبخشي (إيطاليا حجزت شحنة أسترازينيكا موجهة لأستراليا هادي أسبوع بحجة أولوية أوروبا)”.
وتابع: “والنخوا على لخوا تاع الأوروبيين خلاتهم ما يتقداوش اللقاح الصيني والروسي، رغما أنهما آمنين وفعالين بشهادة الخبراء والمجالات العلمية المختصة..”، مردفاً: “كندا أكدت اليوم أنه في حال وجود مشكل مع لقاح أسترازينيكا فهو مرتبط بالحصة لي تقدات وتسوقات أوروبا”، على حد قوله.
واسترسل الشخص نفسه: “كندا طمأنة مواطنيها أنها ما تقداش من المصدر لي تقداو منو الأوروبيين، بحال المغرب حتى هو.. كندا تقدات من المصنع الهندي والإنجليزي.. رغم أنه لا يوجد أي دليل علمي حول المضاعفات لي يمكن تكون وقعات ولقاح أسترازينيكا”، مضيفاً: “هذا ماكاين لحد الساعة.. إنجلترا لقحات ملايين المواطنين تاعها بأسترازينيكا (حوالي 20 مليون) وما وقع والو”.
واستطرد البشريتي في التدوينة نفسها: “المغرب نفس الشيء.. هاد الشك لي وقع في ظهور أعراض تخثر الدم على نسبة ضئيلة من المطعمين بأسترازينيكا، ولي ماعندوش أي دليل علمي، بل مجرد شط، تحول إلى حرب تجارية ضد إنجلترا”
ومن جهته، أوضح الناشط محمد رحاوي، أن هذا الجدل الدائر حول لقاح أسترازينيكا، “لا يتعدى حدود مشاكسة أوروبية ذات أبعاد سياسية تستهدف برطانيا، وعلاش؟! الأسطوانة راكم عارفينها، لأن من أصل 17 مليون أوروبي خداو هاد اللقاح، فقط جوج ديال الحالات متقدمة فالسن لي تصابوا بجلطات دموية وتوفاو”.
وزاد رحاوي بأن منظمة الصحة العالمية، أكدت “أن اللقاح لا علاقة له بهاد الجلطات المميتة، كما أن منظمة الأدوية الأوروبية، لا تملك ما يثبت تورط اللقاح فالقضية”، مردفاً: “إذن الاتحاد الأوروبي، وكما هو واضح، يستغل هذه الظرفية الاستثنائية لخلق صراع عدائي يروم لتشويه صورة المملكة المتحدة في العالم، فقط لأنها قررت وفضلت سابقا الخروج من الاتحاد الأوروبي لدواعي اقتاصدية واجتماعية وتاريخية”.
يشار إلى أن وزارة الصحة المغربية، أوصت بمواصلة استخدام اللقاح البرطاني، لأن “فوائده تفوق مخاطره”، و”ليس هناك أية صلحة مباشرة بين هذه الأعراض الجانبية واستعمال لقاح أسترازينيكا”، مشددةً على أنها “تتابع سلامة لقاحات فيروس كورونا المتوفرة في المملكة بشكل مستمر من خلال متابعة ودراسة حالات الأعراض الجانبية والأدلة العلمية والبيانات المتوفرة حولها محليا ودولياً”.
تعليقات الزوار ( 0 )