حققت الدورة الأولى للمعرض الافتراضي الدولي للخط العربي وفنونه، التي نظمتها مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء خلال شهر رمضان الكريم، نجاحا ملحوظا إن على مستوى عدد المشاركين أو على مستوى تلقيه من طرف المتابعين، مكرسة بذلك قدرة الفنون على تجاوز حالة الإغلاق التي فرضتها جائحة (كوفيد-19) على التظاهرات والمعارض الفنية لاسيما في ما يتعلق بالمشاركات الدولية.
وأوضح مسؤول البرمجة الثقافية في المكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، السيد إبراهيم ورتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدورة عرفت مشاركة خطاطين من أزيد من 15 بلدا عبر العالم هي المغرب والأردن والسعودية والبحرين وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، وقطر والكويت والجزائر وتونس وليبيا ومصر وسوريا وتركيا وباكستان والهند.
وقال ورتي، الذي أشرف على هذا المعرض إلى جانب زميلته في المؤسسة، سهام كرواض، إن الأمر يتعلق بفنانين متميزين في مجال الفن الإسلامي والخط العربي أثثوا بلوحاتهم وإبداعاتهم أيام هذا الشهر الكريم بآيات من الذكر الحكيم، مشيرا إلى أن هذا المعرض شكل مناسبة للمتابعين لاكتشاف هذه الأعمال الفنية.
وحسب المتحدث، فقد لاقت فكرة المعرض الافتراضي إعجاب جميع الفنانين المشاركين الذين عبروا عن استحسانهم لطريقة عرض اللوحات على صفحات التواصل الاجتماعي للمكتبة الوسائطية بحيث خصص لكل منهم منشور خاص به يعرف به وبأعماله، مما أتاح لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي أخذ فكرة عن سيرة ومسار كل فنان مشارك.
وفي هذا الصدد، نوه الخطاط العراقي، أوس البندر، الذي شارك في هذا المعرض الدولي، ب”المجهود الكبير” المبذول لتنظيم هذه التظاهرة، واصفا إياها ب”العرس الفني الذي نأمل أن يتكرر مستقبلا”، فيما توجه الخطاط محمد جمل محسن من باكستان بالشكر للقائمين على هذا “الكرنفال الرائع”.
وحظيت فعاليات هذه الدورة أيضا بإعجاب المتتبعين والشغوفين بهذا الفن النبيل، الذين تفاعلوا معها من داخل الوطن وخارجه، مما يؤشر، حسب ورتي، “على مدى ترسخ وتجذر فنون الخط العربي في هويتنا العربية الإسلامية”.
وحسب ورتي، فقد شكل المعرض الافتراضي الدولي للخط العربي وفنونه الذي يعد الأول من نوعه بمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، فرصة للخطاطين المغاربة الذين جددوا وأجادوا وأعطوا مكانة للخط العربي عامة والخط المغربي خاصة.
الخطاط المغربي، هشام الفقير، المشارك بدوره في المعرض، توجه في هذا الصدد بالشكر “لكل من ساهم من قريب أو من بعيد في إنجاح هذه التظاهرة الدولية الافتراضية التي تعتبر وجها مشرقا في زمن الجائحة”.
ولم يقتصر المعرض الافتراضي الدولي للخط العربي وفنونه على عرض لوحات المشاركين فيه فقط، وإنما تخللته أيضا ورشات تطبيقية وتعريفية بفنون الخط العربي قدمها أساتذة بارزون من المغرب وخارجه، في مسعى للتحفيز على الإقبال على هذا الفن وإشاعته في صفوف الناشئة.
تعليقات الزوار ( 0 )