في مبادرة وصفها الكثيرين بـ”السابقة من نوعها”، أحدث مستثمر مغربي في مدينة الناظور، مكتبة عمومية من ماله الخاص لفائدة الراغبين في القراءة والدراسة من طلبة وأساتذة وعموم المواطنين.
المكتبة التي أطلق عليها اسم “مكتبة القمر” حظيت باستحسان وإشادة واسعين في منصات التواصل الاجتماعي، إذ تناقل مئات النشطاء على موقع “فايسبوك”، صور المكتبة التي تظهر بشكل هندسي غير مألوف.
واعتبر متداولي الصور أن هذه “المبادرة استثنائية وغير معتادة من قبل هذا الصنف من المشتغلين في مجال العقار، مشيرين إلى أن هذا المواطن الذي لا يشغل أي منصب مسؤولية في المدينة استجاب لدعوات فعاليات مختلفة بمدينة الناظور سبق لها أن رفعت عرائض للمسؤولين وللمنتخبين بالمدينة تطالب بإنجاز مكتبة عمومية نظرا للحاجة الملحة لها، غير أنها لم تلقى آذان صاغية لهذا المطلب من طرفهم”.
وقال أحد المدونين على “فايسبوك”، أنه “إذا كان مبادرة تشييد المكتبة العمومية من طرف هذا الشخص أمرا جميلا فإن الأجمل أيضا هو أن يختار لها تصميما حديثا ورائعا ومغريا، بل والأكثر جمالا أن يختار لهذه المكتبة اسم شاعري مثير: مكتبة القمر”.
وأَضاف: “شكرا لهذا السيد الذي لا نعرف اسمه ولا من يكون، شكرا له على مبادرته الفعلية والرمزية الرائعة التي فيها بلا شك كثير من الحب للوطن ومن الغيرة على أبناء الوطن، مبادرة نرجو أن تكون درسا لكثير من الأغنياء مالا والفقراء وعيا ووطنية في مختلف مناطق المغرب”.
من جهته، قال الصحفي المغربي إسماعيل عزام، في تدوينة نشرها على صفحته، “سمعتُ كثيرا عن مقاولين يبنون العمارات ويشترون الأراضي أو في أفضل الأحوال ينشؤون شركات هدفها الربح ويشغلون الناس، وهو حق لهم ما داموا يحترمون حقوق الناس”، قبل أن يستطرد:
“لكنها أول مرة أسمع أن هناك مقاولاً مغربيا قرّر، خلال سنوات اجتياح الانترنت والهواتف الذكية، استثمر جزء من أمواله في القراءة عبر إنشاء مكتبة عمومية.. نعم حدث هذا في الناظور.. المقاول أسمى المكتبة القمر.. قد لا يكون العائد المادي كبيرا، لكن العائد المعرفي كبير وكبير جدا، وهو قرار يقدّر كثيراً للرجل.. شكرا من أعماق القلب”.
الناشط الحقوقي والأستاذ الجامعي خالد البكاري، قال هو الآخر تعليقا على هذه المبادرة أنها “تستحق الإشادة ورفع القبعة لهذا المواطن الاستثنائي، مواطن يشيد من ماله الخاص مكتبة عمومية بالناضور، مفتوحة في وجه الطلبة/ات والباحثين/ات، وعموم الراغبين في المطالعة والقراءة”.
غير أن البكاري انتقد ما وصفه بـ”تجاهل” هذه المبادرة قائلا: “ما ساءني هو تجاهل هذه المبادرة، وأعتقد أنه لو كانت في واحدة من مدن المركز لكان الاحتفاء بها اكثر، ولكن مدن الأطراف، حتى مبادرات مواطنين في غياب اهتمام الدولة والجماعات المنتخبة بالثقافة، لا تلقى الالتفات”.
تعليقات الزوار ( 0 )